في مباراة مجنونة وبنكهة قتالية حربية: مولودية شرشال لكرة القدم تفرض التعادل على المتصدّر… و الحكّام في قفص الاتّهام

عندما تخرج مباراة في كرة القدم عن نطاقها الكروي و الرياضي، و يصبح الأنصار واللاعبون و الحكام طرفا فيها، هنا …تأكّد رسميا أن مسلسل “الروح القتالية” قد بدأت حلقاته المثيرة بشخصيات استثنائية، أما الحلقة الأخيرة فيكون ختامها حول موضوع العنف في الملاعب.
أجواء نارية تلك التي عرفها الملعب البلدي بشرشال أمسية هذا الجمعة 15 أفريل بعدما تحوّل إلى قاعة للملاكمة و الكيك بوكسينغ، و الحدث …القائمون على شؤون فريق النادي الرياضي لبلدية العطاف يتجاوزون الخطوط الحمراء، بعد الهدف الأول الذي سجله حارس المولودية “أمين عبدي” عن طريق ضربة جزاء في الدقيقة 15، الأمر الذي لم يهضمه القائمون على شؤون الفريق الضيف، ما دفعهم لتجاوز كرم الضيافة بكلمات خادشة للحياء وجهوها على المباشر للأنصار و الحديث… هنا عن الكارثة.
شوط أول بدأته جماهير الفريقين في المدرجات بتشجيعات لم تتوقف منذ صافرة البداية، لتبدأ الإثارة مع بداية الشوط الثاني أين تمكّن الضيوف من توقيع هدف التعادل اثر هفوة دفاعية ارتكبها ممثلو الكرة الشرشالية، أما مسيرو فريق النادي الرياضي لبلدية العطاف فاختاروا التعبير عن فرحة الهدف بسب و شتم الجماهير، و تحت أنظار مبعوث الرابطة الجهوية لكرة القدم “البليدة” الذي بقي عاجزا عن اتخاذ أي قرار أو تسجيل التجاوزات التي وقعت.
الجماهير واصلت التشجيع إلا أخر نفس، إلا أن حكم المباراة ارتكب ذنبا كبيرا بإعلانه عن ضربة جزاء خيالية، اشتم فيها الأنصار رائحة مؤامرة مخططة بقيادة مراقبين لم يكونوا في مستوى التطلعات، لتثور الأعصاب و تتوقف المباراة لدقائق بعد اقتحام بعض المناصرين أرضية الميدان للاستفسار عن القرار، و لحسن الحظ تدخل الشرطة كان في الوقت المناسب وجنبتهم الاحتكاك باللاعبين ليعترف الحكم الشجاع بأنه قد أخطأ و كان عليه رؤية زميله على التماس و هو يرفع راية التسلسل ضد مهاجمي نادي العطاف ! فرجع إلى نفسه غضبان أسفا على فضيحة كانت لتذبح أبناء الدار.
قرار إلغاء ضربة الجزاء لم يمر مرور الكرام على مدرب نادي العطاف، و هو الذي كان يقود بطريقة مغناطيسية حكم التماس بكلمات غير مفهومة، قوامها تفكيك و تشتيت الهجمات التي يقودها “عبدو سيد علي”، متخذا الراية سلاحا يرفعه أوتوماتيكيا بداعي التسلسل، لتشتعل نار الفتنة من جديد اثر تمرّد أحد مسيري الفريق الضيف بشتمه للجماهير بكلمات خادشة للحياء، ما دفعها لاقتحام الملعب بعد انتهاء المقابلة بتعادل كان بطعم الفوز.
فوضى عارمة بالملعب…الجماهير تتدفق على أرضية الميدان..و الشرطة تجسّد مبدأ الأمان و الاطمئنان
بعد إعلان حكم نهاية المباراة المجنونة بين الفريقين، قرّرت الجماهير التخلي عن صبرها و الوفاء بوعدها القاضي بعدم خروج لاعبي و مسيري الخصم من غرفة تغيير الملابس، لتكون أرضية الميدان الفاصل بينها و بين كل من خوّلت له نفسه إصرارا على سبها و شتمها، مقتحمين الحاجز الحديدي في سابقة لم يعرفها الملعب البلدي منذ فترة طويلة،
عناصر الشرطة كثفت من حضورها حفاظا على سلامة الأشخاص، وسط أجواء مشحونة تحوّل فيها اللاعب إلى مقاتل، في حين انتشر المناصرون على حدود الملعب للوقوف ضد تسرب كل لاعب عطافيّ إلى الخارج، إلا أن عنف الملاعب تمكّن من الوصول إلى الطريق الوطني رقم 11 وسط استياء كبير لمستعملي السيارات، و في كل الأحوال نهاية المباراة كانت ….بنكهة حربية.
سيدعلي.هـ