بلدية شرشال تُقْبِر كنوزَها السياحية بإطلاق مشروع تهيئة طريق الميناء وباكلي يَعِد باستدراك الوضع

شرعت بلدية شرشال غُرّة الشهر الجاري في تهيئة رصيف طريق الميناء في محاولة منها لاسترجاع الوجه السياحي للمدنية العتيقة. في ذات الوقت تحتوي أدراج مكاتب البلدية دراسة لاستغلال المنطقة الواقعة شرق ورشة إصلاح السفن، والتي تشغل حيزا هاما في ذاكرة أبناء شرشال باسم “السطيحات”.
وكانت السلطات المحلية لبلدية شرشال، آنذاك، قد أبدت إعجابها بالدراسة التي قدّمتها جمعية بلومبرا، وأعطت موافقتها لدراسة إمكانية انجاز المشروع الذي اشتغل عليه مختصون من أبناء المدينة، لتشرع مصالح البلدية في عملية تهيئة رصيف جزء من هذا الطريق الذي تحوّل إلى مرتعا للممارسات غير الأخلاقية وحانة على الهواء الطلق، وستكلّف تهيئة الرصيف لمبلغ مالي يتجاوز 10 ملايين دينار، كان بالامكان استغلالها لدراسة تقنية للمشروع الذي قدّمته جمعية بلومبرا، خصوصا أنّ المشروع استهوى الكثير من المستثمرين الخواص الذين أبدوا الرغبة في الانخراط فيه، ليتحوّل إلى مصدر دخل للبلدية، والخزينة العمومية، من خلال النشاطات التي يحتويها هذا المشروع الذي سيخلق أيضا مناصب عمل من شأنها أن تساهم في امتصاص البطالة.
وكان أبناء شرشال قد رفضوا قبل اقل من سنة الجدار الذي أقدمت على بنائه مدرسة الصيد البحري وتربية المائيات لإحاطة مركز الإطفاء المزمع إقامته في نفس المنطقة، قبل ان يتمّ تحويله إلى وجهة أخرى استجابة للحركة الاحتجاجية لأبناء المدينة، باعتبار هذه المنطقة لها مكانة مهمة في الذاكرة الجمعية لمدينة شرشال، وهي وجهة سياحية ينتظر أن تستغل بشكل جيّد لاستعادة رونق واجهة البحر، إلا أنّ مصالح بلدية شرشال اكتفت بالشروع في تهيئة الرصيف ووضع أعمدة إنارة ستتآكل من الصدأ قبل أن يحول عليها الحَول.
وكان رئيس دائرة شرشال زين الدين باكلي قد اجتمع بحر الأسبوع، بممثلين عن جمعية بلومبار، حيث استمع لشروحات حول المشروع وأبدى موافقته ووعد بدراسة سُبُل انجازه وتجسيده على أرض الواقع في القريب العاجل.
وممّا لا شكّ فيه أنّ انجاز هذا المشروع سيعطي المدينة طابعا جماليا يليق بمكانتها في المجال السياحي، كما من شأنه أن يلعب دورا اجتماعيا هاما لتخفيف الاكتظاظ عن وسط المدينة بخلقه فضاءً جديد للتنزّه بعيدا عن الضوضاء.
حسان خ