ANEP: PN2500008

يعتبر من أبرز الشخصيات الدينية والثورية بشرشال: “الشيخ الغلام” بركة مسجد الرحمن وذاكرة حية تستحق الثناء والتقدير

يعتبر “الشيخ الغلام” واحدا من الشخصيات الدينية والثورية البارزة بمدينة شرشال، بل وذاكرتها بذكريات سنوات جاهد وكافح فيها الإستعمار الفرنسي بحنكته سياسيا وعسكريا، ليسجله تاريخ الثورة المجيدة بسجل الأبطال الذين ساهموا في تحرير هذه الأرض من الصليبية، رجل قدم ولا يزال يقدم رغم كبر سنه مواقفا ودروسا في الوفاء للدين والوطن، وإن كان دائم الإبتعاد عن الأضواء بسكونه وهدوئه بكثير من التواضع، إلا أن ما يشهد له الجميع دون استثناء، تعلق روحه ومعها جسده بالقرآن تحت رداء مسجد الرحمن، ولم يختلف يوما عن الصف الأول أداء للصلوات الخمس، فكان الحامل للقرآن ودائم السباق للخيرات لنيل الأجر والثواب، فحركت شرشال رأسها إعجابا بمواقفه التي سعى من خلالها، ربط جيل الثورة بجيل الإستقلال وبينهما القرآن عماد الدين.

هو الرجل الذي التحق بالثورة في سن شبابه دفاعا عن الوطن (23 إلى 24 عاما)، فجمعت شخصيته حينها بين الحنكة السياسية العسكرية وروحه التي تغذيها المدرسة القرآنية، لترفع بعد تضحيات جسام، راية الإستقلال جاعلا من مسجد الرحمن مسقطا لرأسه منذ سنة 1964 إلى يومنا هذا، أين فتح قلبه لشرشال نيوز عشية عيد الفطر المبارك، مستذكرا لحظات تأثر ووفاء لأرض سقيت بدماء الشهداء، ولسانه يتحدث بلغة القرآن، الخوف من الله وحبه للخير والوطن، بذكريات سنوات استنطق فيها المئذنة نداء للصلوات، والمحراب إقامة لها، والمنبر مترقبا دخول وقتها بصفها أولا، وبخطوات لطالما ساقته وبكثير من الجهد لحلقات الذكر بالمسجد، وبقلب خاشع أبيض بياض قميصه، وبعينان دائمتا التأثر بكاء من خشية الله، وبأيد لا تقوى على فراق كتابه وآياته تدبرا وتمعنا، ليجعل من شهر رمضان، شهرا للإعتكاف والإفطار بالمسجد، وبظهور جائحة كورونا التي تسببت مؤخرا في الغلق المؤقت للمساجد، أصيب بغيبوبة من شدة التأثر، قبل أن تتحسن حالته مع عودة المصلين إليها….

“الشيخ الغلام” ..والملقب على لسان الشيخ “بن عامر بوعمرة” بحمامة المسجد، واصفا إياه بالشيخ المرابط لوجه الله ورضاه، بل ويراه منذ قدومه إلى شرشال سنوات التسعينات، في مقام الأب وزوجته المرحومة في مقام الأم، كيف لا وهو أول من رحب به بحفاوة كبيرة، أين جمعتهما ولأول مرة صلاة المغرب سنة 1993، مستحضرا نصائحه التي لم يبخل بها يوما عليه وعلى الإمام الذي سبقه بالمسجد “الحاج بربارة”، ومواقفه عند قيامه مرار بالنداء لصلاة الفجر رغم حظر التجوال آنذاك، كما يعتبر رجلا من رجال مصالح الغابات طيلة ما يقارب العشر سنوات، في أولى دفعاتها، “الشيخ الغلام”…بركة مسجد الرحمن، استحق أن يكتب في حقه هذه الأسطر، وإن لم تكن تستوفي حقه فيه، إلا أنه في الواقع أكثر مما قيل ويقال عنه، فكل الدعوات له بالصحة والعافية وطول العمر في طاعته سبحانه (90 سنة)، في وقت تحسبه أسرة المسجد وسكان شرشال…وليا من أولياء الله الصالحين.

سيدعلي هرواس