السكان يطالبون بإيقاف استعمالها فورا: محرقة النفايات الطبية بمستشفى سيدي غيلاس تهدّد صحة المواطنين

عادت محرقة النفايات الطبية بمستشفى سيدي غيلاس إلى رأس قائمة اهتمامات السكان وعمال المؤسسة الاستشفائية العمومية على حدّ سواء، خوفا من النتائج الوخيمة على صحتهم باستمرار استعمال هذه المحرقة التي تخنق المحيط. حيث ينوي السكان المجاورين لمستشفى سيدي غيلاس القيام بحركة احتجاجية قصد وضع حدّ لاستعمال هذه المحرقة التي أصبحت تهدّد صحتهم بشكل مباشر، إضافة إلى خطوتها على البيئة.
وما زاد من غيض سكان سيدي غيلاس في الآونة الأخيرة هو نقل النفايات الطبية للمؤسسة الاستشفائية المتخصّصة “المجاهد المرحوم امحمد بويعيش” بحي المهام غرب مدينة شرشال إلى المحرقة قصد إتلافها ما يجعل معدّل إشغالها يرتفع وبالتالي ترتفع المخاطر الناجمة عنها.
قبل سنوات قليلة ناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة، موضوع النفايات السامة ومنها النفايات الطبية وتوصّل في تقريره إلى أنّ معالجتها بطرق غير سليمة تتعارض مع الحق في الحياة والحق في الصحة، كما يتعارض مع الحق في ظروف عمل آمنة وصحية والحق في مستوى معيشي مناسب.
كما يضيف تقرير مجلس حقوق الإنسان أنّ الأشخاص المعرّضين لنفايات الرعاية الصحية يواجهون خطـر الإصـابة أو التلوث، وهم: العاملون في الحقل الطبي من أطباء وممرضين وفنيين صحيين والعاملين في صيانة المستشفيات؛ والمرضى المقيمين، وغير المقيمين وزوارهم، كما يهدد الخطر العاملين في خدمات الدعم المرتبطة بمرافق الرعاية الصحية مثل المغاسل وجمع النفايات وخدمات النقل، كما يحصي التقرير العاملين في مرافق التخلّص من النفايات، وسكان المناطق المجاورة.
كما يوصي ذات التقرير بعدم حرق هذه النفايات نظرا للأخطار المباشرة التي تسبّبها فتأثيراتها -في هذه الحالة- قد تؤدي إلى أمراض مزمنة أو إلى التشوّه والوفاة.
وبالرّغم من تخلي الكثير من المستشفيات الاستشفائية في الجزائر عن استعمال الحرق لإتلاف النفايات الطبية إلا أنّ مؤسسة سيدي غيلاس لا تزال إلى يومنا هذا تستعمل هذه الوسيلة ما يجعل صحة العاملين بها والمرضى المقيمين وزوارهم وسكان الجوار معرّضة باستمرار لنكسات صحية قد تكون نتائجها وخيمة مستقبلا.
وأكثر من ذلك، هو الإقدام على نقل النفايات الطبية لمؤسسة حي المهام بشرشال وعلى جرار مكشوف دون أيّة احتياطات وقائية هو مضاعفة للمخاطر على مسافة سبعة كيلومترات كاملة.
وإن كانت آثار هذه الظاهرة لا تبدو بشكل آني و فوري، إلا أنّ ايجاد حلّ فوري والانتقال إلى معالجة هذا النوع من النفايات بتقنية الباناليزور (Banaliseur) أصبح ضرورة ملّحة وفورية، بل في كل الحالات هناك تأخّر رهيب لا يحتاج إلى مماطلة أكثر، ولا يحتاج إلى حركة مطلبية أو احتجاجية من أجله استدراك الوضع..
نون ياسين