البروفيسور سليمة بودرّة لشرشال نيوز: ” قطاع الصحة بولاية تيبازة مرّ بمرحلة سوداء، وتعيين محمد بورحلة على رأس المديرية أعاد التفاؤل لتمكين الكفاءات الطبية من خدمة المواطنين”

كشفت البروفيسور بودرة سليمة، رئيسة مصلحة الانعاش الطبي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصّصة في جراحة الأعصاب والانعاش “المجاهد المرحوم امحمد بويعيش” بشرشال، أنّ قطاع الصحة بولاية تيبازة عاش مرحلة سوداء، نتيجة سوء تسيير هذا القطاع الحساس، والقرارات الارتجالية غير المدروسة، والتي يتمّ التراجع عن الكثير منها في ظرف زمني قصير، لعدم فاعليتها ميدانيا أو نتيجة ضغوطات لا علاقة لها بمصلحة المريض الذي يعدّ أساس المعادلة الاستشفائية..
وبالمقابل، أعربت البروفيسور بودرة، في لقاء جمعها بشرشال نيوز، عن تفاؤلها بمستقبل قطاع الصحة بولاية تيبازة مع تنصيب مدير الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء، محمد بورحلة، مديرا جديدا على رأس القطاع، حيث أعدّ ورقة طريق سيكون لها تأثيرا إيجابيا على مردودية المؤسسسات الاستشفائية وحسن استغلالها، حيث تمّ تشكيل لجنة علمية للخبراء تترأسها الأستاذة، تضمّ الأطباء الأساتذة من تخصّصات مختلفة، (الانعاش 3 أخصائيين، الأمراض المعدية، الأوبئة، الطب الوقائي) وكذا ممثلا عن الإدارة، ومسؤول عن أسرة الانعاش وأسرة كوفيد، ما يسمح بتحليل الوضع الصحي بالولاية، وتقديم الاقتراحات التي من شأنها تطوير القطاع وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
كما تمّ وضع حيّز الخدمة بمديرية الصحة والسكان، تنسيقية جديدة تضمّ مديري المؤسسات الاستشفائية الموزّعة عبر أقاليم الولاية، لمعرفة حالة كل مؤسسة والتأكّد من الأماكن الشاغرة بها، ليتمّ تحويل المرضى نحو وجهة معيّنة ومعلومة سابقا، وهو الأمر الذي سيجنّب المرضى معاناة كبيرة، أدّت في الكثير من الأحيان إلى وفاة بعضهم، من خلال التجوال بهم من مؤسسة إلى أخرى، عند عملية تحويلهم.
أما بخصوص المؤسسة الاستشفائية المتخصّصة في جراحة الأعصاب والانعاش “المجاهد المرحوم امحمد بويعيش” بشرشال، فقد اعترفت الأستاذة بودرة، أن مصلحة الاستعجالات الطبية التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، كانت تقدّم خدمات هامة للمرضى، وكذا لمصلحتي جراحة الأعصاب والانعاش، قبل تحويلها، لأسباب تراها ذات المتحدّثة أنّها غير مقنعة.
وعن مصلحة الانعاش الطبي، بذات المؤسسة فقد استبشرت الأستاذة بودرة خيرا، بعد وضع الجناح الثاني حيّز الخدمة، لتصبح المؤسسة تشتغل بكل قدراتها، حيث خصّصت جناحا بعشرة أسّرة انعاش لكوفيد 19 و جناح بعشرة أسرّة أيضا للحالات الأخرى، غير أنّها دعت إدارة المؤسسة إلى عدم التمييز بين مصلحتي المستشفى والمعاملة بالمثل، خصوصا وأنّ الانعاش الطبي يكتسي أهمية قصوى، وتعتبر مصلحة الانعاش بشرشال هي الأولى عبر تراب ولاية تيبازة، والأهم للتكفّل بالحالات الحرجة للمصابين بكوفيد 19، إضافة إلى المؤسستين العموميتين الاستشفائيتين بالقليعة وتيبازة، في الوقت الذي تعمل فيه مديرية الصحة والسكان على تطوير قدرات الولاية في مجال مكافحة وباء كورونا برفع عدد الأسرّة المخصّصة لهذا الغرض، حيث تعمل على إضافة 20 سرير بمستشفى سيدي غيلاس إلى جانب الـ80 سرير الموجود حاليا بذات المؤسسة و100 بالقليعة و52 بتيبازة، كما تمّ تعزيز هاته المصالح بالشبه الطبيين.
وترى الأستاذة سليمة بودرة أنّ ورقة الطريق التي وضعها مدير الصحة الجديد تحمل استراتيجية واضحة لتطوير قطاع الصحة بالولاية، وتذهب إلى القول بأنّ تيبازة ستتحوّل إلى رائدة في مجال الصحة، إذا ما التفّ الجميع حول ورقة طريق بورحلة، الذي تولّى القطاع بولاية تيبازة في مرحلة شهد فيها تراجعا كبيرا، وتسييرا عشوائيا، لم تَعطَ للكفاءات مكانتها الحقيقية التي تسمح لها بتطوير القطاع وفق تصورات تضع المريض فوق كل اعتبار، مؤكّدة على أنّها –شخصيا- كانت على وشك مغادرة ولاية تيبازة بسبب الممارسات السابقة، إلا أنّ قدوم محمد بورحلة فتح آفاقا جديدة لتفعيل قطاع الصحة، كما وعدت ببذل أقصى جهودها لتطوير مجال الانعاش الطبي بولاية تيبازة.
حسان خروبي