ANEP: PN2500008

فيما تُدرِج السلطاتُ العمليةَ في إطار القضاء على الهشّ: بعض سكان الحي السفلي ببلدية مسلمون يرفضون تهديم سكناتهم

عادت قضية “الحي السفلي” ببلدية مسلمون إلى واجهة الانشغالات سواء لبعض المواطنين أو للسلطات، فالنسبة  لهؤلاء المواطنين، فتعيش بلدية مسلمون أجواءً مشحونة، يشوبها الخوف والترقّب في ظلّ الضبابية المرافقة لعملية إعادة الإسكان والقضاء على البناءات الفوضوية، التي سيشرع فيها هذا الأسبوع بعدد من بلديات ولاية تيبازة، حسب معلومات أكّدتها مصادر موثوقة لشرشال نيوز. أما بالنسبة للسلطات، فهي تدرك أنّ اختيار هذا الظرف ليس بالسهل، نتيجة الحالة النفسية للمواطنين بعد توقّف مداخيل جزء كبير منهم جراء إجراءات الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا، وكذا بذكريات تدخّل قوات مكافحة الشغب في ذات المشكلة.

فالنسبة لبلدية مسلمون، ستشرع السلطات العمومية في إعادة إسكان مرفوقة بعملية هدم، تمسّ أحياء عديدة، حي باب الوادي الجهة الشرقية العلوية، والجهة الغربية، حي الحظيرة، الطريق الوطني رقم 11، والحي السفلي، محلّ رفض السكان المساس به وتهديمه.

وكانت مصادر موثوقة أكّدت لشرشال نيوز أنّ العملية في الحي السفلي، ستمسّ البنايات الهشّة دون غيرها، وهي تدخل في إطار عملية إعادة الإسكان التي طالب بها السكان المتضرّرون الذين يعيشون في ظروف مزرية، تحت أسقف هشّة، خصوصا في فصل الشتاء، جرّاء الرطوبة والبرد لقربها من شاطئ البحر. كما أكّدت ذات المصادر أنّ لا علاقة لهذه القرارات بأية رغبة في استغلالها كمنطقة توسّع سياحي، رغم السلبية التي حُضيت بها ملفات التسوية في إطار قانون 15/08، الخاص بتسوية البنايات الفوضوية، وتعليقها إلى غاية الفصل فيها من طرف السلطات المركزية.

ويحصي الحي السفلي المشيّد سنة 1958 حوالي 232 مسكن، سيتمّ هدم ما يقارب 160 مسكن مصنّف ضمن البناء الهشّ حسب إحصائيات أعدّتها مصالح دائرة قوراية سنة 2018، غير أنّ السكان رفضوا المساس بالحي، كون الكثير منهم لا يعتبرون مساكنهم هشّة.

 وليست المرة الأولى التي يقف فيها سكان الحي السفلي ضد محاولات المساس بحيّهم، فقد سبق إن احتجّوا مرات عديدة ضد هذه الرغبة التي ربطوها آنذاك بمحاولات الاستيلاء على العقار الذي كانت تمارسه عصابة الحكم السابق بولاية تيبازة، معتبرين أنّ هذه العملية المبرمجة مُبيّتة هي أيضا، في حين نفت رئيس دائرة قوراية “فاطمة الزهراء شويطر” كل الادعاءات وجدّدت تفنيدها لأيّة نوايا مُبيّنة، معتبرة العملية بالعادية، جاءت تلبية لرغبة أصحاب السكنات الهشّة في الانتقال إلى مساكن عصرية لائقة تتوفّر فيها متطلبات الحياة الكريمة، وتدخل العملية في إطار متابعة قضايا المواطنين وحلّ مشاكلهم، باستغلال ما هو متوفّر من سكنات جاهزة صرفت عليها الدولة ميزانيات مهمّة، تضيف ذات المسؤولة، التي أوضحت أنّ العملية تمسّ المستفيدين من قائمة 132 مستفيد التي أُعلن عنها منذ سنة (04 جوان 2019) بعضهم استلم مقررّات الاستفادة في حفل ولائي منذ ما يتجاوز 10 أشهر، وهم ينتظرون عملية ترحيلهم إلى سكناتهم الجديدة بفارغ الصبر، كما طمأنت رئيسة الدائرة أصحاب السكنات الجيدة و الخاضعة لمقاييس البناء، أن لامساس بهم ولا خوف على بناياتهم . .

وعلمت شرشال نيوز أنّ رئيس بلدية مسلمون امحمد سداوي، رفض التوقيع على محضر هدم بنايات هذا الحي، حيث ضمّ صوته إلى صوت المصرّين على رفض هذه العملية، و قام بعضهم بإيصال قضيتهم إلى قبّة البرلمان وعرضها أمام كتلة برلمانية بالمجلس الشعبي الوطني في مسعى لدعم سياسي من أجل إبطال العملية.

حسان خروبي