فيما قالت مهدية برانكية أن القرار اتّخذته الوزارة: مستخدمو الصحة الجوارية بتيبازة يحتجّون على إنهاء مهام المدير عبد السلام أوكفيل ويطالبون بتوضيحات

رفض مستخدمو المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بتيبازة القرار القاضي بتنحية مديرها الدكتور عبد السلام أوكفيل من منصبه على رأس هذه المؤسسة، معتبرين أنّ هذا القرار هو إجحاف في حقّ أوكفيل.
وكان العشرات من مستخدمي المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بتيبازة، قد نظّموا وقفة احتجاجية هذا الأربعاء 10 جوان، ضمّت أطباء وشبه طبيين وإداريين، للتعبير عن استغرابهم ورفضهم لهذا القرار، وطالبوا بتوضيحات عن الأسباب التي أدّت إلى إنهاء مهام مديرهم، الذي يشهدون له –في تصريحات لهم- عن الدور المهم الذي قام به طيلة عشر سنوات في تسيير هذه المؤسسة التي قدّم لها الكثير.
وخيّمت أجواء من الحزن والاستغراب على مدخل المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بتيبازة، ظهيرة هذا الأربعاء 10 جوان، أبدى فيها المحتجون موقفهم الرافض لقرار اعتبروه غير مؤسّس، كون المؤسسة تُسيّر بطريقة تسهّل أداء مهامها بالوجه السليم.
ومن جهتها، تبرأت المكلفة بتسيير مديرية الصحة والسكان برانكية مهدية من اتخاذها لهذا القرار، وأكّدت في تصريح لشرشال نيوز أنّه قرار وزاري عادي، وما عليها إلا بتنفيذه دون البحث عن أسباب اتّخاذه من طرف الوصاية التي لها الحقّ في ذلك.
كما أعربت برانكية عن استغرابها لهذه الوقفة الاحتجاجية، التي ليس لها أيّ مبرّر، حسبها، حيث قالت أنّ الأطباء من حقّهم الاحتجاج على ظروف العمل وتوفير الوسائل والإمكانيات، وليس لهم الحقّ في الاحتجاج على التعيينات أو إنهاء المهام التي هي من صلاحية الوزارة والمديرية، وأكّدت أنّه تمّ استقدام مدير جديد من سدراتة بولاية سوق أهراس خلفا لعبد السلام أوكفيل الذي أعيد إدماجه في منصبه السابق.
وفي سياق ذي صلة، أعرب متتبّعون للشأن الصحي بولاية تيبازة، عن تذمّرهم من القرارات التي يسيّر بها القطاع، معتبرين إياها بالعشوائية، ومستغربين عدم تعيين مديرا للصحة منذ انتقال الدكتور عمراني إلى الوزارة، حيث يرى بعض المتتبعين أنّ الاكتفاء بمكلّفة بالتسيير يشوبه غموض كبير، داعين والي تيبازة عمر حاج موسى بمطالبة الوزارة الوصية تعيين مديرا للقطاع، خصوصا في هذا الظرف الصحي الحساس الذي تعيشه البلاد.
واستشهد أصحاب هذا الرأي بعدة قرارات، اعتبروها ارتجالية. منها، قرار تحويل المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في جراحة الأعصاب والإنعاش المجاهد الراحل “امحمد بويعيش” بشرشال (مستشفى المهام) إلى مركز لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، ليتمّ التراجع عنه في أقل من شهر، رغم تسخير امكانيات هائلة، ما اعتبروه إهدارا لطاقة القطاع، بينما ردّت المكلفة بتسيير مديرية الصحة والسكان برانكية مهدية، في حديثها لشرشال نيوز، أنّ هذا القرار كان من باب الاستعداد للتكفّل بالإصابات الجديدة حين كان الوباء في تصاعد بالولاية، ولم يعد بإمكان المؤسسات الأخرى المسخّرة لهذا الغرض، استيعاب المزيد من المصابين حسب تصريح ذات المتحدّثة، التي أضافت، أنّه بعد استقرار الوضع الوبائي، تمّ إعادة المؤسسة إلى تخصّصها الأصلي في جراحة الأعصاب ، كونها الوحيدة في الولاية وتستقبل مرضى من الولايات المجاورة، ليتمّ نقل مصلحة معالجة وباء كورونا التي تضمّ 23 سرير،إلى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بالناظور، لتضاف إلى 23 سرير الموجودة سابقا والتابعة إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية لحجوط.
وأيّ كان، لا يزال قطاع الصحة بولاية تيبازة يعاني من حالة مرضية توشك أن تتحوّل إلى مزمنة، سواء من حيث الإمكانيات البشرية او المادية، حيث تعرف بعض المؤسسات نقصا فادحا في الإمكانيات المادية، مثلما هو الحال في وحدة الاستعجالات الجراحية بالداموس، التي لم توفّر لها الوصاية أية امكانيات سوى الذي ما تمّ تحويله من مؤسسات أخرى غداة تدشينها، كما تشهد أخرى نقصا في الموارد البشرية، خصوصا الأخصائيين، مثلما هو الحال في سيدي غيلاس، حيث تقبع أجهزة حديثة، السكانير وجهاز التصوير بالتردّد المغناطيسي (IRM) الوحيد على مستوى الولاية دون استغلال منذ أكثر من سنة بعد تحويل الأخصائية إلى تيبازة، كما أغلقت أبواب بعض مراكز العلاج، خصوصا بالمناطق النائية لعدم توفّر المشرفين عليها، كما تبقى حاجة الولاية إلى تعيين مدير للصّحة والسكان من الأولويات المستعجلة التي يتعيّن على السلطات العمومية أخذها بعين الاعتبار من أجل استقرار القطاع بالدرجة الأولى.
حسان خ