توفي رافعا سبابته اليمنى للتشهد: العسكري السابق خ.م.أحمد المقصي من قائمة السكن بآحمر العين يلتحق بالرفيق الأعلى رغم محاولات إنقاذ حياته

فاضت فجر هذا الإثنين 21 أكتوبر، روح رب العائلة السيد محمد أحمد خالد ليلتحق بالرفيق الأعلى بعد حادث التهديد بالانتحار المأساوي الذي شهده محيط مقر دائرة أحمر العين عقب نشر القائمة المقترحة للاستفادة من 300 سكن اجتماعي المعلن عنها فجر أمس الأحد 20 أكتوبر.
ولم يتمكن الفقيد الذي يشهد له الكل بدماثة الخلق وحسن السيرة من مصارعة الإصابات التي لحقت بأعضاء متفرقة من جسده وبالخصوص على مستوى الصدر، ليغادر في موقف تقشعر له الأبدان أمام أعين عائلته الصغيرة ومرتادي مقر الدائرة للمطالبة بالسكن الاجتماعي.
وحسب الفيديو الذي اطلعت عليه “شرشال نيوز” والذي تداوله مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي رغم معارضة عائلته، فإن المعني لم يكن ينوي حرق نفسه، بل كان يهدد للفت انتباه المسؤولين وبالخصوص لجنة توزيع السكن للنظر في وضعيته المزرية، بسبب أزمة السكن الخانقة التي يعانيها منذ عشرات السنين.
وأظهر الفيديو المعني وهو متوجس خوفا بعد أن قام برش نفسه بكمية من البنزين وهو مستندا على جدار قبل أن يحاول أحد أفراد الأمن إنقاذه وثنيه عن القيام بالعملية، إلا أن الولاعة التي كانت في يده تسببت في اندلاع ألسنة اللهب التي سببت له حروقا على مستوى الوجه والصدر والفخذين، كما تعرض الشرطي الذي تقدم منه والتصق به لحروق على مستوى اليدين، حيث يتواجد هو الآخر بمستشفى الدويرة للعلاج بعد أن خاطر بحياته.
ولم يتمكن المتواجدون في عين المكان من إنقاذه لا سيما في ظل عدم تواجد مصالح الحماية المدنية بمحيط مقر الدائرة، حيث تسارعت الأحداث في لحظات قبل نقله على عجل للعيادة المتعددة الخدمات من طرف عناصر الحماية ثم إلى مستشفى الدويرة بواسطة سيارة إسعاف العيادة.
وحسب مصادر “شرشال نيوز” فإن مصالح الحماية المدنية لم تتلق أي تكليف لتأمين محيط مقر الدائرة، مما يطرح عدة تساؤلات حول المسؤولين عن تأمين العملية، وبالتالي وجب فتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات والوقوف على ملابسات الحادثة.
وممّا يثبت عدم نية المعني الذي فارق الحياة عن عمر ناهز الستين عاما من مواليد 29/10/1960 بأحمر العين، هو رفعه السبابة اليمنى للتشهد في وضع صادم جاثيا على ركبتيه.
وحسب مصادر مقربة من المعني فهو عسكري سابق من متقاعدي الجيش بعد أن قضى 16 عاما حاملا للسلاح دفاعا عن الوطن، يشهد له من عرفوه بسلوكه السوي وبارتياده للمسجد من أجل الصلاة في أوقاتها الخمس.
بلال لحول