خلية الإصغاء والتوجيه لمكافحة سرطان الثدي تكشف لشرشال نيوز: “نساء مصابات يَعِشْن الجحيم مع أزواج لا يتقبلون مرضهن.. إهمال.. إحتقار.. ضرب”

تشتكي العديد من الزوجات المصابات بسرطان الثدي بولاية تيبازة، هاجس الإهمال والتقصير من طرف أزواجهن، وذلك بمجرّد تأكد إصابتهن بهذا الداء المزمن، والذي يحتاج إلى وقفة مادّية ومعنوية لمكافحته منذ البداية، وعدم تقبلهم لحقيقة مرضهن جعلهم ينفرون منهن خوفا من العدوى عن جهل، أو النظر إليهن بنظرة احتقار يصاحبها سوء المعاملة بعيدا عن الرعاية والاهتمام، وهو ما كشفته خلية الإصغاء والتوجيه لمكافحة سرطان الثدي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال لشرشال نيوز، يحدث هذا في زمن الأمراض المزمنة والمستعصية، والتي تستدعي التلاحم والتكاتف بين أفراد الأسرة الواحدة، وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن سرطان الثدي استطاع تشتيتها حين غيّر نظرة الزوج إلى زوجته من باب نهاية صلاحيتها !، وشروع البعض في البحث عن بديلتها…
مكتب خلية الإصغاء والتوجيه لمكافحة سرطان الثدي بشرشال، يستقبل يوميا استغاثة نساء مريضات يعشن الجحيم رفقة أزواجهن، وصولا لدرجة ضربهن واحتقارهن، في وقت يحتجن فيه لمن يقف سندا لهن طيلة فترة علاج تكلّف الكثير من الأموال، حالات اجتمع عليها الفقر والحرمان والمرض في آن واحد، ولم يجدن عدوّا أكثر من صحّتهن وعقلية أزواجهن، ما فتح مرارا وتكرارا باب الطلاق أو الخلع على مصراعيه، والأكثر من ذلك..تسجيل وجود نماذج من الرجال يطالبنهن وبإلحاح بمساعدتهم في البحث عن امرأة أخرى لخطبتها !، قرار قتلهن مرّتين وجعلهن يذقن مرارة حياة زوجية عنوانها “الألم في ظل تبخّر بوادر الأمل”، معاناة تزداد بتأزّم وضعيتهن الصّحية، ووصولا لدرجة استئصال الثدي أو اجرائهن لعملية جراحية، مستنجدين بجمعية الآمال لمكافحة سرطان الثدي، والتي باتت متنفسا للمريضات لإفراغ ما في جعبتهن ونفوسهن المرهقة، بحكم طاقمها الطبي الذي يضم طبيبات ومساعدات اجتماعيات وأخصائيات نفسانيات، يحاولن دائما التخفيف من معاناتهن ومحاولة إقناع أزواجهن، بضرورة تقبّل وضع زوجاتهم والوقوف إلى جانبهن في كل الظروف.
هي حقيقة ما يحدث بمجتمعنا وما أخفي وراء جدران البيوت كان عظيما لدرجة الضرب المبرح، نساء لا هن مطلّقات ولا هن أرامل، يعشن بين مطرقة زوج متجبّر ومتسلّط ومهمل، وسندان مرض غالبا ما يكون غير رحيم بمن ابتلي به، وهو ليس حكرا فقط على النساء مادام الرجال معنيون كذلك بالكشف المبكر عنه، حالة غير مستقرة يفرضها هذا المرض الخبيث داخل الأسر بولاية تيبازة وغيرها، بل وهناك من خطفه السرطان موتا قبل وفاة زوجته المريضة، مخلّفا ورائه أبشع المواقف المتعلقة بسوء المعاملة والإهمال، متسببا بطريقة أو بأخرى في ظهور عوامل إثارة المرض، خاصة ما تعلّق بالقلق والتوتر والكبت وما أكثر معاني الضغط النفسي في زمن الأمراض والأسقام، فالأزواج اليوم مطالبون بمسح أحزان زوجاتهم المبتلات، قبل أن تدمع عيونهن دموع الفراق والاشتياق قضاء وقدرا، فلطالما كانت الرجولة مواقف.. يسجلها سجلّ الحياة الزوجية.
سيدعلي هرواس