محسنون يتبرعون لهم بوسائل العمل والوصاية الغائب الأكبر: عمال النظافة بأحمر العين يتخبطون وسط دوامة من المشاكل السوسيومهنية والصحية

يكابد عمال النظافة ببلدية أحمر العين ظروفا سوسيومهنية وصحية قاهرة للغاية، زادها حرمانهم من أبسط شروط العمل، لا سيما القفازات والبذلات الخاصة بهم والتي أضحى يتبرع بها بعض المحسنين والمواطنين نظرا للحالة الكارثية التي آل إليها مهندسو النظافة، ناهيك عن حرمان البعض منهم من حقهم في العطل السنوية وهضم حقوقهم وتأخر صب التعويضات والمنح لسنوات.
تعطل عتاد العمل يضاعف من متاعبهم ويعكس التسيير العشوائي للحظيرة
كما يعاني “أصحاب الأيدي البيضاء” من التعطل المستمر لشاحنات رفع القمامة بسبب تناوب عدد من السائقين عليها، وهو ما يظهر التسيير العشوائي لحظيرة البلدية التي تحولت إلى مقبرة للعتاد الذي كلف الخزينة العمومية الملايير.
وينعكس تعطل العتاد المخصص للنظافة على المحيط، ما يفسر بقاء عديد الشوارع والأزقة في وضع سيء للغاية، فيما لا تزور شاحنات رفع القمامة بعض المزارع إلا نادرا ما يتسبب في تراكم النفايات لعدة أيام وما ينجر عن ذلك من روائح مقرفة وتهديد للصحة العمومية.
غياب التلاميذ عن مقاعد الدراسة راجع إلى تعطل حافلات النقل المدرسي
كما يتسبب تعطل حافلات النقل المدرسي في حرمان تلاميذ بعض المزارع من النقل المدرسي ويؤدي إلى غيابهم عن مقاعد الدراسة على غرار ما حدث للتلاميذ المنحدرين من مزرعة ابراهيم بن عمر وبعض المزارع المجاورة خلال الموسم الدراسي الماضي.
ومن بين المشاكل التي يعاني منها عمال النظافة هو العدد المحدود للعمال فعليا وفي الميدان خاصة في مجال رفع النفايات وتنظيف الشوارع رغم إلحاح الجهات الوصية والولائية على ضرورة تنظيف المحيط تفاديا للكوارث البيئية، حيث لم يتمكن العدد المحدود لعمال النظافة من تنقية وتسريح كل المجاري المائية والبالوعات، وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه الأمطار وتسربها إلى عديد المنازل والمؤسسات قبل يومين، حيث يظهر غياب مخطط للنظافة جليا بدليل التركيز على وسط المدينة فحسب.
المادتين 05 و06 من قانون العمل 90/11 تضربان عرض الحائط
ويظهر سوء تسيير حظيرة البلدية في التغيير العشوائي لمناصب العمل الأصلية، وبالتالي تحمل بعض العمال لمختلف المهام الموكلة إليهم مقارنة بغيرهم وهو ما يتعارض مع المادة السادسة من قانون العمل 90/11 الذي يؤكد على احترام السلامة البدنية للعامل و الحماية من أي تمييز لشغل منصب عمل غير المنصب القائم على أهليتهم واستحقاقهم، والمثال الحي من حي ابراهيم بن عمر أين تم تكليف عامل نظافة من ذوي الاحتياجات الخاصة في العقد السادس من عمره لرفع النفايات المنزلية رغم حالته الصحية المتردية.
كما يعمل عديد العمال بدون قفازات ولا ألبسة خاصة برفع النفايات ما يعرضهم لأخطار العدوى والأمراض في حال ملامسة القاذورات والمخلفات لا سيما السامة منها، فيما يقتني بعض المحسنون هذه الوسائل الضرورية لممارسة عملهم الصعب وهو ما يتعارض مع المادة الخامسة من ذات القانون التي تؤكد على حق العامل في الوقاية الصحية والأمن وطب العمل والراحة.
كما يمارس هؤلاء عملهم في أجواء من الخطر نتيجة تنقلهم على متن إحدى شاحنات رفع القمامة بدون أضواء بغرض الحفاظ على بطاريتها لنقل الأوساخ إلى مركز الردم التقني للنفايات بسيدي راشد.
أصحاب الأيادي البيضاء بين مطرقة الأمراض والتهميش
كما يعاني هؤلاء من مختلف الأمراض بسبب الرفع اليومي للأوساخ ذات الوزن الكبير مقارنة بأجسادهم النحيفة، فيما يضطر آخرون لاستعمال ناقلات من أجل نقل الأوساخ من الأزقة الضيقة قبل وضعها في شاحنة جمع القمامة والمثال من حي 05 شهداء.
وما يزيد من استياء هاته الفئة الكادحة هو حرمان البعض منهم من عطلهم السنوية بحجة النقص العددي للعمال، رغم أن العطلة السنوية حق من حقوق العامل غير قابل للنقاش والمساومة حسب ذات القانون في مادته الخامسة.
السلطات الوصية مطالبة بالتدخل لرفع الغبن عن مهندسي النظافة
ويطالب هؤلاء من والي تيبازة التدخل العاجل لرفع الغبن عنهم وتحسين ظروف عملهم المتردية للغاية وافتكاك حقوقهم المهضومة التي دفعت ببعضهم إلى التعبير عن مدى تضررهم لدى رئيسة الدائرة التي استقبلتهم واستمعت إلى انشغالاتهم قبل يومين.
بلال لحول