حريقان بسيدي اعمر ومسلمون في ظرف وجيز: النّيران تهدّد الغطاء النباتي بولاية تيبازة مع حلول موسم الاصطياف ومصالح الغابات والحماية المدنية تتأهب

مع حلول موسم الاصطياف بدأت ألسنة اللهب تستهدف الغابات بولاية تيبازة، وبأياد مجهولة تحترف إشعال النيران والهروب خلسة أعين الناس، تاركة ورائها غطاء نباتيا تأتي عليه الحرائق في شكل هكتارات متفحمة، دون الأخذ بعين الاعتبار أهمية هذه الأشجار في قوانين الطبيعة ومكوناتها، ليمسها الفساد بأهداف تختلف حسب الأسباب التي جعلت النار تشتعل فيها، فبين فلاحين يريدون التخلص منها لخلق مساحات زراعية في قلب الغابات، وبين زوار يأتونها للسياحة والشواء على أن يتركوا الجمر مشتعلا في سكون، وبين هذه وتلك.. أياد تتعمد إشعالها بل وتتلذّذ برؤية النار وهي تأتي على الأخضر واليابس فسادا في الأرض.
غابة سيدي اعمر عرفت أمسية هذا الأحد 7 جويلية نيرانا رهيبة، قبل ان تتدخل مصالح الغابات رفقة عناصر الحماية المدنية لإطفائها بكثير من المعاناة والجهود المبذولة، وسط تحسر كبير لواقع غطاء نباتي أخضر راح ضحية تجاوزات الإنسان، فيما عرفت غابة “سي بلميلود” بمسلمون عشية ذلك إلى غاية صبيحة هذا الاثنين 8 جويلية حريقا أتى على حوالي 3 هكتارات، أين راحت عديد الأنباء تتحدث عن أياد فلاحية، تريد خلق مساحات زراعية بالغابة على حساب الأشجار والنباتات، في وقت وجدت فيه المصالح المعنية صعوبة كبيرة في الوصول لمكان الحريق، نظرا لعدم وجود مسالك تسهل مهمة شاحنات الإطفاء، وكذا المنحدرات الصعبة التي زادت من معاناة رجال الحماية المدنية والغابات، الذين قضوا الليلة مبيتا هناك لحراسة المواطنين وانتظار اللحظة المناسبة فجرا لمباشرة عملية تطويقها بالماء وبالوسائل اليدوية.
وحدات الحماية المدنية لشرشال، حجرة النص، مسلمون وقوراية، كثفت من جهودها وإمكانياتها المادية والبشرية لإنقاذ الغابة الخضراء بمسلمون، غابة ليس من عادتها أن تعرف مثل هذه الحرائق لولا تطاول أياد الإنسان عليها، جهود كبيرة بذلها الأعوان وإطارات ذات المصالح لإخماد النيران المنتشرة هنا وهناك رغم المنحدرات الصعبة، وفي كل الظروف يبقى الغطاء النباتي ببلديات ولاية تيبازة مستهدفا بالنار، ما يعني ضرورة تكثيف الجهود للإيقاع بكل من تخول له نفسه المساس به لأغراض شخصية، فمن قطع الأشجار شتاء إلى إحراقها صيفا والتسبب بطريقة أو بأخرى في الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة….
سيدعلي.هـ