ANEP: PN2500008

العيّنة رصدناها من مسلمون وشرشال: تسقيف الحق في السكن الاجتماعي براتب 24 ألف دينار يؤزّم أوضاع العديد من الموظفين في ولاية تيبازة

يشتكي مواطنون ببلدية مسلمون في الفترة الأخيرة من أزمة سكن وضيق حادة، امتدت على طول 13 سنة بمنازل أحصيت سنة 2007 كسكنات هشة، وضعية كارثية ازدادت سوءا مقارنة بعدد أفراد هذه العائلات، وبغرفة واحدة نجد الأبناء يبيتون مع الأب والأم وفي سن لا يسمح لهم بذلك في جزائر العزة والكرامة، بل حوّلوها قهرا إلى مرحاض لقضاء حاجة الصغار ومطبخ لتناول وجباتهم في ظل افتقادهم لمطبخ ينهي معاناتهم مع هذه المأساة، والأكثر من ذلك أن دخلهم الشهري (30000 دج) قانونيا لا يسمح لهم بالاستفادة من السكنات الاجتماعية،، والذي  يحدّد قيمة 24000 دج لمقياس درجة الحاجة للسكن !، ما يعتبره المتضررون وهم كثر بولاية تيبازة إجحافا في حقّهم، فبين مطرقة قانون أزّم وضعية شريحة تعاني في صمت، وبين دخل شهري لا يكفي لسد حاجيات الأبناء أو حتى تكاليف الكراء أو البناء.

عائلات تعيش بمسلمون أزمة ضيق حادة وبغرفة واحدة، والحائل بينهم وبين حصولهم على سكن اجتماعي دخلهم الشهري المتوسط، ظروف عائلية مزرية رصدناها من منازل إحدى الموظفات ببلدية مسلمون،، أردن أن يوجّهن رسالتهن وصرختهن لوالي ولاية تيبازة “محمد بومشة” عبر شرشال نيوز، قصد التدخل وانصافهم تقديرا للجهود التي يبذلونها خدمة للوطن والمواطن، وأحقيتهم في الظفر بسكن مثلهم مثل باقي عمّال البلديات، خاصة بعدما أبدت رئيسة دائرة قوراية “فاطمة الزهراء شويطر” حسب تصريحاتهم،، استعدادها للوقوف الى جانبهم وتقديم المساعدة مبدئيا، إلا أن وضوح القانون في هذا الشأن يتجاوزها كرئيسة للدائرة، ممنّين النفس بتدخل صريح للوالي في هذه القضية التي يعاني منها المئات من المواطنين الموظفين، وتحديد على الأقل قيمة 30000 دج على الأقل كقيمة تمكّن أصحابها من الاستفادة من السكنات الاجتماعية في إطار “السوسيال”.

شرشال نيوز ألقت نظرة تفقدية إلى عائلتي “زيبوش” و “شرفي” بالحي العلوي لمسلمون، فلا صوت يعلو فوق صوت المعاناة وبالحسرة والبكاء، عائلة جعلت من غرفتها مطبخا ومرحاضا يقضي الصغار فيها حاجتهم، وأخرى من الرواق مطبخا ضيّق جدا ويفتقد لأدنى ضروريات العيش الكريم، بل وتروي عطشها من ماء المرحاض، وما زادهم حسرة..قلقا وتوترا هو سماعهم لأنباء تؤكد عدم تواجد اسمهم في قائمة “السوسيال” المنتظرة للتوزيع ببلدية مسلمون، أزمة سكن حادة يعيشونها ببيوت مؤقّتة استفادوا منها إثر إعادة إسكان متضرري زلزال 1980، أما أغراضهم فمنها ما ترك لدى الأقرباء ومنها ما وضع خلف الخزانة، فحتى الثلاجة وجدناها بغرفة نوم هي كل شيء بالنسبة إليهم، لتبقى المصالح المعنية مطالبة بإيجاد حل لهذه الشريحة التي تعاني في صمت، داعين رئيس البلدية “محمد سداوي” للتحرك بما يدافع عن حقوقهم كموظفين بالبلدية، مادام يعرف حق المعرفة حقيقة ما يعيشونه في صمت وسكون.

حالة أخرى بشرشال لأستاذ بمدرسة ابتدائية وبأجرة لا تغطي تكاليف الكراء أو علاج الأبناء والحائل..القانون !

حالة أخرى بشرشال صنعت الحدث بمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا “فايسبوك”، وهي حالة الأستاذ “بن.مقدم  إبراهيم” من مدرسة “قاشي مولود” وأب لثلاثة أطفال، يشتكي معاناته الكبيرة وظروفه المعيشية الصعبة، لعدم قدرته بأجرته البسيطة (31000) على تغطية تكاليف الكراء وعلاج الأبناء وضروريات العيش، منوها بحالته النفسية المتدهورة وغير المستقرة جراء ذلك، كما أنه في لقائه برئيس الدائرة شرح له ما يعانيه بسبب افتقاده لسكن اجتماعي مستقر، أين طالبه بالنظر لحالته المستعجلة، فكانت الإجابة حسبه “أنه لا يملك حلا لوضعيته”، بالنظر للقانون الذي يحدّد قيمة 24000 دج كدخل شهري بالنسبة لطالبي السكن الاجتماعي،  عيّنة تعتبر من بين المئات من الحالات المتواجدة بين مطرقة هذا القانون وسندان عدم القدرة على تغطية تكاليف علاج الأبناء والكراء أو حتى البناء، ما يستدعي ضرورة إعادة النظر في قرار يعتبرونه إجحافا في حقهم وزاد وضعيتهم تأزما.

سيدعلي.هـ