حاضر حول “الآفاق الإقتصادية في الجزائر الجديدة “: جمعية ” مبادرة YOUTH ” لشرشال تستضيف الدكتور اسماعيل لالماس هذا السبت 04 ماي

استقبلت جمعية ” مبادرة YOUTH ” لشرشال ، أمسية هذا السبت 4 ماي 2019م ، الخبير الإقتصادي وصاحب جمعية “إستيراد تصدير الجزائر” الدكتور ” إسماعيل لالماس ” الذي ألقى محاضرة، بمقر ” ديوان السياحة ” لشرشال، بعنوان “الآفاق الإقتصادية في الجزائر الجديدة “، حضرها جمهور مميّز من مختلف شرائح المجتمع المدني من مثقفين ومهتمين بالشأن الإقتصادي والوطني على حد سواء .
الدكتور” إسماعيل لالماس “وقبيل وصوله إلى مقر ديوان السياحة، تمّ اصطحابه من طرف أعضاء الجمعية وبعض سكان المدينة ، في جولة إلى بعض المواقع الأثرية على غرار ” المتحف العمومي الوطني” و حي ” عين قصيبة ” ثم العودة إلى مقر ” ديوان السياحة”. إذ إستهل الدكتور ” إسماعيل لالماس ” كلمته خلال المحاضرة بشكر الجمعية و المسؤولين الذين قاموا بإنجاح هاته المبادرة ، التي إعتبرها إحدى أهم عوامل التوعية و التثقيف ، وعلى غير المتوقع فإن أول ما تطرق إليه الأستاذ كان موضوع الحراك الشعبي و الأزمة التي وقع فيها البلد مؤخرا ، و اعتبرها بالحالة الإيجابية، إذ ساهمت هذه الأزمة وبشكل كبير في خلق الوعي البناء و الإحساس الهادف لدى المجتمع الجزائري ، الذي وضع الشعب أمام الأمر الواقع حتى أصبح كل جزائري يملك رصيد معتبر من الوعي و الإدراك ، هذا و كما تطرق إلى ذكر ثروات البلد و إمكانياتها الهائلة و مدى قوة الموارد التي تحتويها و أن أهم مورد يجب التركيز عليه هو المورد البشري ، الذي ينبغي الإستثمار فيه و بشكل مكثف لاسيما أن نسبة الشباب في الجزائر تعادل 70% من سكان البلد ، ولقد ذكر السيد ” إسماعيل لالماس ” بشكل متحسر على أنه هناك منظمات و بلدان ذات مكانة دولية و إقتصادية ، تصنف الجزائر ضمن الدول التي يصعب وقد يستحيل النهوض بها ، لكن ذلك غير صحيح وأن كل ما علينا به للنهوض بالوطن هو الإستثمار في العنصر البشري بشكل العام و الكفاءات بشكل خاص ، مع دراسة القطاعات المراد القيام بها على غرار القطاع الزراعي أو الصناعي وغيرها من القطاعات الأخرى ، ولكن هذا لن يحصل على حد قوله إلا بعد إستعمال قاعدة ” ضع الرجل المناسب في المكان المناسب ” و إستبعاد أوجه هذا النظام الفاسد المسمى بالعصابة .
” الجزائر تستند إقصاديا على المحروقات و تعتبرها الركيزة الأساسية لمسايرة متطلبات البلد ولكن هذا الأخير لم يعد كافيا مع مرور الوقت”
ضمن الأسئلة التي أجاب عليها الدكتور “إسماعيل لالماس” ، هو مشكلة إرتباط إقتصاد البلد ببيع المحروقات حيث صرح هذا الأخير أن الإعتماد على المحروقات في ظل تطور المجريات الأخيرة حول العالم ، ومفهوم العولمة الذي بات يسيطر على العالم و إحتياجات البلد التي أصبحت غير كافية بتاتا وربطها ببيع المحروقات، التي لا نتحكم لا في سعرها ولا في كمية بيعها وهذا ما أسماه الجنون بعينه، ولهذا فقد أكد انه علينا الإنطلاق إلى بدائل أخرى جديدة متنوعة و متطورة لمواكبة مستجدات العالم حيث نوّه في تصريحه أن البلدان التي لا تواكب العولمة و التطور سيتم إقصاؤها دوليا وحرمانها من مسايرة الدول الرائدة .
” نحن لا نملك إقتصاد حتى نقول يجب علينا القيام بإصلاحات إقتصادية”
أكّد ” إسماعيل لالماس ” لأحد الحاضرين الذي طرح عليه موضوع القيام بإصلاحات إقتصادية أن هذه الفكرة خاطئة بحد ذاتها ، لأن حقيقة الأمر تكمن في أننا لا نملك أي إقتصاد أصلا وأن بيع المحروقات لا يسمى اقتصادا ، وأنه علينا القيام ببناء إقتصاد و الإنطلاق من قاعدة إقتصادية متينة من خلال دراسة كل القطاعات و البدء في تطبيق ذلك على أرض الواقع دون إهمال النظام البنكي للبلد ومحاولة إعادة هيكلته .
“هذه الثورة التي قام بها الشعب الجزائري ضد المنظومة الفاسدة رسمت أجمل صور التغيير والتحضر ولكن هذا لا يكفي إذا لم تكن هنا إستمرارية “
لقد اكتسبنا مكانة جد محترمة لدى الرأي الدولي من خلال ثورتنا السلمية التي أبرزت أجمل و أسمى معاني الرقي والتحضر، وأن هذا التغيير الأخير لمسناه خلال حياتنا اليومية التي أكسبتنا تكافلا و تلاحما إجتماعيا غير مسبوق ولكن هذا التغيير عليه أن يكلل بالإستمرار و الثبات حتى نستطيع بناء الجزائر الجديدة التي نطمح لها بعد رحيل العصابة . وفي ختام المحاضرة تم تكريم الأستاذ ” إسماعيل لالماس ” من طرف جمعية ” مبادرة YOUTH ” التي بذلت كل الجهد و الإعتبار من أجل إنجاح هذا النشاط الثقافي الأخير .
شريف.ل