ANEP: PN2500008

فيما أوفد والي تيبازة فرقة بيئية لتقصّي الوضع: سكان أحمر العين ساخطون بسبب تداول أخبار لإنجاز “مركز للردم التقني للنفايات” بجوار منبع سيدي الكبير

يعيش سكان بلدية أحمر العين على أعصابهم بفعل تداول أخبار مؤكدة مفادها إقدام السلطات بولاية البليدة على الشروع في إنجاز مركز للردم التقني على مستوى المحجرة المتربعة على مساحة شاسعة في منطقة التماس الواقعة بين إقليم بلديتهم وبلدية وادجر الواقعة أقصى غرب ولاية البليدة.

ونزل الخبر كالصاعقة على المواطنين الذين لم يستفيقوا بعد على حادثة الكوليرا المزعومة التي اتهم بها “منبع سيدي الكبير” لا سيما وأن “المركز المفرغة” الذي انطلقت أشغال التسجطيح الخاصة به على مستوى محجرة “أنفرافار” الواقعة في طريق الحساسنة وحي المعايف “كورطو” لا يبعد عن المنبع الذي أثار جدلا كبيرا خلال الصائفة الماضية سوى بعشرات الأمتار.

ويتخوف سكان دوار سيدي الكبير وأحياء مقري الواجري محمد و بوحدة عبد القادر ودوار الحساسنة و 50 مسكن وكرماد سليمان وحي الجنوب وبن دباب وبلعالية و”سانتير” والسكان المستقبليين بمشروع 490 وحدة سكنية وحي 170 مسكن وحمايدي زروق وبوحديبة بلعيد على وجه الخصوص من تحويل حياتهم إلى جحيم وترحيلهم من مساكنهم قصرا بفعل الآثار الجانبية التي ستنجر في حال التعنت وإنجاز المركز من خلال الروائح الكريهة وتسميم التربة العالية الخصوبة بثالث أخصب سهل في العالم والمياه الجوفية ومياه منبع سيدي الكبير الواقع في الجهة السفلية للمحجرة، لا سيما بعد إطلاق أشغال تهيئة وتسطيح أحواض المركز

ويناشد المعنيون والي تيبازة محمد بوشمة ووزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي ضرورة إلغاء إنجاز المركز كونه يشكل تهديدا بيئيا وصحيا خطيرا على السكان المجاورين وعلى الأراضي الخصبة وبعض الوحدات الصناعية الصغيرة الواقعة على مرمى حجر من الموقع.

وألهبت بعض الصفحات الفيسبوكية المحلية مواقع التواصل الاجتماعي بتناول الموضوع من جهتها أين لاقت ردود أفعال منددة، فيما هبّ إطارات من البلدية لجمع مئات التوقيعات من أجل مراسلة السلطات المحلية والوصية لإعادة النظر في المسألة ووقف استفزاز السكان.

وعلمت “شرشال نيوز” أن فرقة بيئية أوفدها والي تيبازة محمد بوشمة صباح هذا الأربعاء إلى عين المكان أين التقطت صورا وحررت تقريرا مفصلا عن الموضوع الذي بات حديث العام والخاص في أحمر العين والمناطق المجاورة لها، فيما لم تحل اللجنة الوزارية التي وعدت بها مصالح وزارة البيئة للوقوف على حجم الضرر الذي يشكله المركز على السكان بعد إيصال انشغالهم.

ويرتقب فتح تحقيق في القضية بسبب عدم مراعاة موقع المركز وآثاره الكارثية على البشر والحجر خاصة وأنه يقع فوق ربوة مطلة على البلدية والأحياء المذكورة سابقا، حيث أنه مخالف للقانون ويعد جريمة بيئية واقتصادية بامتياز.
ويعاني سكان أحمر العين من الآثار الرهيبة للمحاجر السبع الواقعة بالجهة الجنوبية لما تخلفه من تلويث للمحيط وإثارة الهلع والذعر في نفوس الساكنة بفعل التفجيرات المدوية.

وتعد المنطقة التي يعول إنجاز المركز على مستواها قبلة للعائلات من أجل الراحة والاستجمام خاصة في فصل الربيع من خلال التنقل إلى غابة الصنوبر الواقعة في الجهة المقابلة والحساسنة اللتان تعدان الرئة التي تتنفس بها البلدية.

وتنقلت “شرشال نيوز” إلى عين المكان أين وقفت على المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالمحجرة التي توقفت بها الأشغال منذ أكثر من عامين، إلى جانب آلاف السكان القاطنين بالجوار.

ولوّح العديد من سكان احمر العين بالتصعيد واتخاذ كافة الطرق من أجل عدم إنجاز المركز الذي تعول عليه مصالح ولاية البليدة من أجل التخلص من نفايات أكثر من مليون نسمة على مستوى الموقع.

وأعاب عدد من محدثينا على غياب المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه على مستوى الأحياء إضافة إلى الاعتداء على غابة الصنوبر من خلال غمرها بالأتربة والردوم.

بلال لحول