ANEP: PN2500008

احتجاجات وتهديد بالانتحار ببورقيقة: توزيع مقررات الاستفادة ومفاتيح للمستفيدين من 379 سكن وسط أجواء مشحونة

امتزجت صباح هذا الأربعاء 23 جانفي، مشاعر الفرحة بالاستفادة من مساكن اجتماعية لائقة لفائدة 379 عائلة ببورقيقة بتذمر واحتجاج عدد من المقصين مؤقتا من قائمة 500 وحدة سكنية المعلن عنها منذ شهر جوان المنصرم.

وأقدم هؤلاء تحت زخات الأمطار المتهاطلة بالمنطقة، على الاعتصام بوسط حي 900 مسكن مباشرة بعد إشراف رئيسة دائرة أحمر العين كوريبة نجاة مرفوقة برئيس البلدية بلقاسم طيبون على توزيع بعض مقررات الاستفادة على أصحابها وتوجيههم إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري لدفع المستحقات من أجل الحصول على المفاتيح والدخول إلى مساكنهم الجديدة وسط فرحة عارمة، في الوقت الذي حاول آخرون اختراق الطوق الأمني المحيط بالخيمة التي نصبت في عين المكان من أجل مقابلة المسؤولين المحليين والحصول على توضيحات حول إقصائهم دون سبب حسبهم، فيما هدّد الشاب “ع ن د” بالانتحار من أعلى العمارات المحيطة بالموقع.

وحال تدخل إخوة هذا الأخير ووالده ورئيس أمن الدائرة وعضو المجلس الشعبي الولائي سمير بطاش والمدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري دون تنفيذ ذلك، ليعتلي بعده 03 شبان آخرين مبنى البلدية وعمود اتصالات الجزائر للتهديد أيضا بالانتحار وسط أجواء مشحونة في غياب للمنتخبين المحليين من أجل تهدئة الأوضاع ومحاورتهم.

السلطات المحلية تغادر الموقع تجنبا للتصعيد بعد استقبال بعض المحتجين

ومن جهتها استقبلت رئيسة الدائرة نجاة كوريبة ورئيس البلدية بلقاسم طيبون بعض المحتجين على مستوى الخيمة قبل أن تضطر السلطات المحلية لمغادرة الموقع تجنبا للتصعيد، وبعدها أقدم المعنيون على التنقل إلى مقر البلدية أين اعتصموا أمامه رافعين لافتة كتب عليها :”محقورين أولاد البلاد، أين حقي …؟”.

وطوقت قوات مكافحة الشغب حي 900 مسكن ومقر البلدية وراقبت مداخلها الرئيسية، حيث تعاملت باحترافية وحكمة بالغين من البداية من خلال تجنب الصدامات مع المعتصمين، حيث لم تسجل سوى محاولة انتشال آلة تصوير رجل أمن بالزي المدني أثناء أداء مهامه.

المطالبة بإنصاف المعنيين والمجلس البلدي في قفص الاتهام

وقال بومزراق رضوان أحد ممثلي المقصيين أنهم تفاجأوا من إسقاط أسمائهم دون سابق إنذار وحتى دون توضيح أسباب ذلك بعد 07 أشهر من الانتظار، مشيرا إلى أن تطمينات الوالي محمد بوشمة خلال زيارته إلى الدائرة مؤخرا بشأن إقصاء الغرباء والانتهازيين جاءت عكس التوقعات، أين تمّ إقصاء الغالبية الساحقة من هؤلاء حسب تأكيده، محملا رئيس البلدية المسؤولية في ذلك.

وأضاف محدثنا من أمام مقر البلدية المغلق أن آجال دراسة الطعون وإصدار القائمة النهائية تعدت السبعة أشهر، بينما القانون يلزم عدم تجاوزها الثلاثة أشهر.

وقال في فيديو مسجل بعين المكان أن ضغطا رهيبا على السكن تم تسجيله ببورقيقة بسبب تأخر إنجاز حي 900 مسكن الذي انطلقت الأشغال به سنة 2009 بمهلة 23 شهر، ليسجل تأخر فاضح في الإنجاز والتسليم والتوزيع بقرابة 08 سنوات.

وقال أحد المحتجين أن 08 موظفين بالبلدية استفادوا من السكن الاجتماعي فيما تم إقصاؤهم هم، مطالبا بالتحقيق في العملية، كما انتقد المجلس البلدي بعدم تحمّل مسؤوليته تجاههم.

 وكانت اللجنة الولائية المكلفة بالطعون ارتأت إدراج فرد واحد من كل عائلة في قائمة السكن بغرض تمكين استفادة أكبر عدد ممكن من العائلات في انتظار استفادة آخرين من الحصص المقبلة.

يشار إلى أن المستفيدين من السكن ببورقيقة بمن فيهم المقصيين كانوا قد احتجوا عدة مرات للمطالبة بالتعجيل لتمكينهم من دخول سكناتهم بعد الإفراج عن القائمة شهر جوان 2018 في عهد الوالي السابق موسى غلاي ورئيس الدائرة السابق طاهر سالم.

رئيسة الدائرة تكشف عن برمجة 790 سكن اجتماعي للتوزيع ببورقيقة

وصرحت رئيسة الدائرة نجاة كوريبة لـ”شرشال نيوز”، أن بلدية بورقيقة والدائرة ككل محظوظة جدا من خلال ما يقارب 2600 وحدة سكنية، حيث من المنتظر توزيع 590 وحدة سكنية اجتماعية  و 200 أخرى في إطار القضاء على السكن الهش ببورقيقة.

وقالت أن السلطات المحلية وتنفيذا لتعهدات والي تيبازة بالإسراع في عملية ترحيل المستفيدين خلال زيارته الأخيرة وبعد إجراء عملية القرعة لاختيار العمارة والشقة باستثناء أصحاب الملفات الطبية وتحت إشرافها وبحضور رئيس المجلس الشعبي البلدي تم توزيع المفاتيح على 379 عائلة وترحيلها من سكنات غير لائقة إلى سكنات جديدة في عز فصل الشتاء .

مدير عام “أوبيجيي” يكشف عن إعادة النظر في وضعية المقصين

من جهته كشف المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري في تصريح صحفي أنه تنفيذا لتعليمات الوالي محمد بوشمة، فإنه سيعاد النظر في المقصيين من أجل التأكد من وضعياتهم من خلال دراستهم ملفاتهم من جديد وبدقة.

أمين عام الدائرة يستقبل المقصين ويوضح

من جهته أمين عام الدائرة ياسين بن جعفر استقبل بعض المحتجين للرد على انشغالهم، أين أكد أن استفادة البعض مؤجلة فقط وليسوا مقصيين بعد استكمال ملفاتهم فيما يخص بعض المستفيدين الذين ثبت ملكيتهم من قطع أرضية صغيرة لا تتعدى الـ55 متر مربع أو أمور إدارية حالت دون ذلك كعمل الزوجة أو الردود السلبية للبطاقية الوطنية للسكن.

انتهازيون وخلاّطون يركبون الموجة لتهييج الشارع

وحسب بعض التقارير الأمنية فقد انتهز عدد من الخلاطين مشكل السكن لتأجيج الوضع وتهييج الشارع لحسابات شخصية من خلال تسلّلهم وسط المحتجين على مشكل السكن والمساهمة في احتقان الوضع.

بلال لحول