فيما يتكبدون المعاناة بسبب تعطل عتاد التحاليل الطبية بأحمر العين: مرضى في رحلة البحث عن جرعة دواء جراء غياب مناوبة الصيادلة منذ مطلع السنة الجارية

يعاني المرضى وعائلاتهم ببلدية أحمر العين الأمرين منذ الفاتح جانفي المنصرم، وذلك بسبب غياب مناوبة الصيادلة للشهر الجاري، حيث تفاجأ هؤلاء بعدم احترام المناوبة وعدم نشر قوائمها كالعادة مع بداية كل شهر على مستوى مدخل العيادة المتعددة الخدمات وهو ما وقفت عليه “شرشال نيوز”.
وتنقلنها إلى العيادة المذكورة في حدود الساعة التاسعة من ليلة هذا الأربعاء 02 جانفي من أجل تحري الأمر، أين وقفنا على عدم نشر قوائم المناوبة الليلية ومناوبة نهاية الأسبوع الخاصة بالصيادلة الموزعين عبر تراب البلدية، كما التقينا ببعض المواطنين وهم في رحلة البحث المنهكة عن “جرعة دواء” لتسكين الآلام. وأعرب عدد من هؤلاء عن امتعاضهم إزاء تكبدهم عناء التنقل إلى بلدية العفرون شرقا باعتبارها الأقرب والأضمن للمناوبة لاقتناء الأدوية لمرضاهم بإمكانياتهم الخاصة أو بالتنقل على متن سيارات “الأجرة” أو “الكلونديستان” بمبالغ تقارب الـ500 دج، ناهيك عن تأخر تلقي العلاج خاصة بالنسبة للحالات الطارئة وبالخصوص الأطفال والمسنين في موسم البرد، حيث تظل المعاناة تلازم المرضى وذويهم لليوم الخامس على التوالي، وهو ما وقفنا عليه مجددا صبيحة هذا السبت في حدود الساعة الرابعة.
وللحصول على توضيحات حول مكمن الخلل، اتصلنا بمدير الصحة لولاية تيبازة، الدكتور توفيق عمراني جسيم الذي أكد أن المديرية راسلت ممثل الصيادلة على مستوى البلدية عبر البريد الالكتروني، كما أن الصيادلة هم الذين يحرصون على التقرب من المديرية –حسب تصريحه- من أجل الحصول على قوائم المناوبة وأن إجراءات إدارية ستتخذ في هذا الصدد، مشيرا إلى أن قوائم المناوبة يتم تحضيرها دوريا بإشراك ممثل الصيادلة عن كل بلدية.
وأضاف محدثنا أن المديرية حضرت قوائم المناوبة للأربعة أشهر الأولى من عام 2019 أي إلى غاية شهر أفريل المقبل، وهو ما يظهر وجود تقصير في السهر على حق المرضى في الدواء.
….وتعطل الآلات بمخبر التحاليل الطبية شوط آخر من المعاناة
كما يعاني قاصدو مخبر التحاليل الطبية الواقع بمستوصف المدينة من تعطل بعض الآلات الخاصة بإجراء تحاليل الدم على غرار ما يعرف في المجال الطبي بـ”fns” و” gt ∑” وغيرها، والتي تتعرض للأعطاب في كل مرة نتيجة للضغط الرهيب عليها والاستعمال المفرط لها كنتيجة حتمية لتوافد مئات المرضى من البلدية التي تحصي نحو 40 ألف نسمة ومن البلديات والمناطق المجاورة من أجل القيام بالتحاليل الطبية المطلوبة لكشف حالاتهم المرضية ومتابعتها من طرف الأطباء
. وفي رده على هذه المسألة، أضاف الدكتور عمراني جسيم أنه يتعين على المشرفين على المخبر أخذ عينات من دم المرضى ونقلها إلى مخبر سيدي راشد على سبيل المثال الذي يتوفر عليها لتحليلها أو العكس والكشف عنها وتسليمها للمرضى في اليوم الموالي.
وعن السبب وراء تأخر إصلاح آلات التحاليل، قال أن المديرية متعاقدة مع مؤسسات خاصة في مجال الصيانة، وذلك سنويا، حيث يقع بعض التذبذب والاختلال مع نهاية العقد المتزامن مع نهاية السنة المالية قبل تجديده خلال السنة المالية الجديدة، كما يحدث بعض التأخر من طرف المؤسسة المتعاقدة نتيجة لانشغالها بإصلاح هذا النوع من العتاد الخاص عبر عدة مؤسسات صحية في نفس الوقت حسبه.
وفي خضم كل ذلك، يجد المرضى أنفسهم مضطرون لإجراء التحاليل على مستوى المخابر الخاصة بمبالغ أنهكتهم تضاف إليها مصاريف العلاج لدى الأطباء الخواص واقتناء الأدوية خاصة بالنسبة لغير المؤمنين اجتماعيا.
بلال لحول