بعد غيابه عن جلسة تنصيب لجنة الدائرة المكلفة بإحياء المناسبات الوطنية: انسداد جديد يلوح في الأفق بين الدائرة ورئيس بلدية أحمر العين والجمعيات تشتكي التهميش

جدّد هذا الإثنين 31 ديسمبر، رئيس بلدية أحمر العين نور الدين بويزول غيابه عن تنصيب لجنة الدائرة المكلفة بالتحضير لإحياء المناسبات والأعياد الوطنية، تحت إشراف الأمين العام للدائرة ياسين بن جعفر بعد أن رفضت رئيسة الدائرة نجاة كوريبة ذلك.
وترأس الجلسة رئيس الديوان إسلام باجي بحضور رئيسي بلديتي سيدي راشد وبورقيقة ونائبة رئيس بلدية أحمر العين “نبيلة قينو” وعدد من مدراء دور الشباب والجمعيات الناشطة.
وحسب المعلومات التي استقتها “شرشال نيوز” من عين المكان، فقد رفضت رئيسة الدائرة ترؤس الجلسة وافتتاحها و عبرت عن امتعاضها وغضبها إزاء غياب رئيس بلدية أحمر العين “مقر الدائرة” من جديد، في حضور مختلف الفاعلين الجمعويين والسلطات المحلية من أجل ترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية حسبما يمليه القانون من خلال إشراك المجتمع المدني في مختلف النشاطات طوال أيام السنة وليس مناسباتيا فقط.
وأعرب عدد من المتابعين للشأن المحلي وبالخصوص أطياف المجتمع المدني في حديثهم لـ “شرشال نيوز”، عن استحسانهم للمبادرات التي قادتها رئيسة الدائرة المنصبة مؤخرا –حسبهم-، بدليل نزولها إلى الميدان وزيارتها لمقر جمعية كافل اليتيم الواقع بحي الشهيد بلعالية جيلالي وإشرافها على عديد النشاطات الرياضية بالملعب البلدي الشهيد أحمد لعجال أبرزها إفتتاح المنافسات الولائية لمدارس كرة القدم أقل من 12 سنة بمشاركة 30 فريق، فضلا عن استقبالها لعدد من رؤساء الجمعيات من أجل استعادة ثقة الجمعيات ولملمة الوضع وتدارك موقف البلدية تجاه الجمعيات وإزالة اللبس حول تداول أخبار مفادها تعمد مصالح الدائرة عرقلة ملف اعتماد الجمعيات.
وتمّ تضليل الجمعيات المحلية والمواطنين بأن الدائرة هي المعنية بمنح الاعتمادات بدل البلدية المخولة قانونا بذلك بعد رأي المديرية المعنية وفقا لنشاط الجمعيات و كذا رأي الجهات الأمنية على ضوء نتائج التحقيقات الاجتماعية، ما يستدعي كشف الجهات التي تنشر البلبلة وتعمل على التحريض ضد الدائرة التي تتحمل مسؤولياتها في حدود صلاحياتها.
وكانت ّشرشال نيوز” سلطت الضوء مؤخرا على تهميش بلدية أحمر العين للجمعيات وعرقلة نشاطها من خلال العراقيل الإدارية والبيروقراطية التي واجهت تجديد مكاتبها ومنحها اعتماداتها وصب الإعانات المالية التي تنتظرها منذ عدة سنوات، إلى جانب رفض الأمانة العامة التأشير على مراسلات وطلبات المواطنين ما يعد خرقا صارخا للقانون، حيث لجأت الأخيرة إلى هذه المراوغة الإدارية للتنصل من مسؤولياتها.
وكانت مصالح الدائرة عقب مقال “شرشال نيوز” القاضي بغياب الجمعيات عن إحياء الذكرى الـ57 لمظاهرات 11 ديسمبر ومقاطعتها لكل نشاطات البلدية، قد راسلت الجهات المعنية لإستكمال الإجراءات وفق القانون 06-12 المتعلق بالجمعيات.
ويتعارض غياب التواصل بين البلدية والجمعيات مع مبدأ تكريس مشاركة المواطنين والجمعيات في تسيير شؤون البلدية والاستفادة من خبراتها حسب التخصص مثلما يبرزه قانون البلدية الذي يلزم “المير” أيضا بالتفرغ بصفة دائمة لممارسة عهدته مع تمثيله للبلدية في جميع المراسم التشريفية والتظاهرات الرسمية وفي كل أعمال الحياة المدنية والإدارية، إلا أن هذا الأخير سجل غيابه عن أول اجتماع للمجلس التنفيذي بالولاية وعن إشراف وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة “غنية الدالية” على الذكرى الـ26 لمصادقة الجزائر على حقوق الطفل وعديد التظاهرات والمناسبات وحتى عن الاجتماعات التي تخص مصالح المواطنين على غرار غيابه عن اجتماع دراسة ملفات تسوية البنايات 08/15 الذي ستنتهي آجاله مطلع أوت 2019 حسب تأكيدات وزير السكن.
ويعد غياب المير عن الجلسة إصرارا على تهميش الجمعيات، لتظهر بوادر الانسداد من جديد بين المجالس البلدية ورؤساء الدوائر المتعاقبين وكذا المجتمع المدني بسبب غياباته المتكررة وظهور رئيسة الدائرة بمفردها خلال الخرجات الميدانية والنشاطات المحلية، ما يتعارض والقانون ومخالفة للوعود المقطوعة تجاه المواطنين خلال الحملة الانتخابية، وهو ما يتجسد على أرض الواقع من خلال بقاء دائرة أحمر العين في مؤخرة الدوائر من حيث عجلة التنمية التي تسير بخطى السلحفاة، حيث تحولت إلى دائرة تابعة لدائرة حجوط (غياب مقرات لسونلغاز، اتصالات الجزائر، الضرائب، ديوان الترقية والتسيير العقاري، مستشفى لائق لأكثر من 40 ألف نسمة، مسبح، مقر كناص لائق، قاعة محاضرات بلدية، أسواق بلدية وهلم جرا….).
وينتظر سكان البلديات الثلاث بفارغ الصبر عرض حصيلة النشاط السنوي على غرار بلديتي فوكة وحجرة النص.
بلال لحول