ANEP: PN2500008

فيديو/ الكوليرا تطرق أبواب تيبازة من بُحَيرة العفن المعلّقة بين القليعة وبوفاريك

 

تتواجد منطقة التماس الواقعة جنوب شرق بلدية القليعة بتيبازة وبوفاريك بشمال البليدة في وضع بيئي خطير للغاية، حيث تحولت قارعة الطريق الولائي رقم 110 إلى بحيرة عملاقة متربعة على مساحات شاسعة من المياه القذرة والراكدة في مشهد تشمئز منه النفوس وتقشعر له الأبدان.

وصادف مرور “شرشال نيوز” بالمحور الرابط بين القليعة وبوفاريك تواجد قطيع من الأبقار التي كانت تشرب من المياه القذرة وتقتات من الحشائش والأوساخ المتراكمة بمحيطها، في مشهد يهدّد بانتشار شتى أنواع الأوبئة على غرار الكوليرا والتيفوئيد والأمراض المتنقلة عبر المياه القذرة حسبما يظهره الفيديو.

وتتواجد البحيرة العملاقة المعلقة أسفل اللافتة التي تشير إلى الحدود بين ولايتي البليدة وتيبازة من الجهة الشرقية والتي تهدد المناطق التابعة لكلتا الولايتين في وضع سيئ، وما زاد المشهد مأساوية هو تراكم الأوساخ والقاذورات على طول الطريق المؤدي إلى بوفاريك من الناحية الغربية.

وظهر قطيع من الأبقار التي اكتست أطرافها السفلى لونا أسودا بعد أن علقت البعض منها في المياه الراكدة قبل أن تتمكن بصعوبة بالغة من النجاة بجلدها والسير وسط الطريق وهي خائرة القوى، ما أدى إلى عرقلة في حركة السير لبعض من الوقت.

هذا وتنتشر الرواح المقرفة وتمتد على مئات الأمتار، بينما تتسرب المياه القذرة والأوحال إلى وسط الطريق الذي يشهد شللا في حركة السير عند تساقط الأمطار والذي غمرته المياه خلال فيضانات الشتاء الماضي.

ويهدّد الوضع البيئي الخطير الأراضي الفلاحية المتواجدة بالجوار جراء تسربات المياه إلى المناطق المزروعة، خاصة في ظل انعدام الرقابة وإقدام العديد من أصحاب محلات القصابة على رمي مخلفات الذبح العشوائي والتخلص منها في المسطحات القذرة المذكورة، ما ينتج عنه انبعاث مستمر للروائح الكريهة وانتشار الحشرات السامة.

وما يزيد الوضع سوءا على غرار كل المناطق الواقعة في التماس بين الولايات والبلديات هو تنصل بعض المسؤولين عن القيام بواجبهم تجاه الوضع، ما يستدعي تدخلا عاجلا لواليي تيبازة والبليدة.

ولم تجد النداءات المتكررة للفلاحين آذانا صاغية من أجل إيجاد حل لمشكل تسربات المياه القذرة إلى أراضيهم الفلاحية وامتزاجها بمياه السقي والتي تهدد بإلحاق أضرار بالغة بالمحاصيل الزراعية وبالخصوص الحمضيات.

ويتفاقم الوضع أكثر خلال فصل الصيف جراء الروائح الكريهة المنبعثة من المكان والناجمة عن الرمي العشوائي لمخلفات ذبح الدواجن، إضافة إلى الانتشار الكبير للحشرات الضارة والقوارض.

وكانت وزارة الصحة قد ادعت خلال فصل الصيف المنصرم أن بؤرة الكوليرا من منبع سيدي الكبير بأحمر العين والذي سيتم تدشينه في الساعات القليلة المقبلة أمام سكان البلدة للشرب حسبما كشف عنه لـ”شرشال نيوز” مدير الموارد المائية السيد رمضان قرباج على هامش أشغال المجلس التنفيذي بالولاية، بينما تغافلت عن مثل هاته المناطق التي يعد وادي بني عزة بالبليدة مصبا رئيسيا لها كونها تقع قبيل وادي مزفران، حيث اعترفت في النهاية الوزارة الوصية أن وادي بني عزة هو بؤرة الوباء الذي كان سببا في إثارة الهلع والرعب وحالة من الهستيريا وسط الجزائريين آنذاك.

ولم تحفظ الوصاية الدرس ونسيت بسرعة الوباء الذي شوّه سمعة البلد عالميا وأصبحنا أضحوكة أمام البلدان الأخرى بسبب عدم التحكم في الوباء الذي يعود إلى العصور الوسطى.

بلال لحول