أزيد من 14 قنطار لحم وزّعت على فقراء المنطقة بالمناسبة: مشروع “سهم العيد” لمسجد الرحمن بشرشال يرسم البسمة في وجوه المحتاجين ويجمع المُتَصَدّقين على قلب رجل واحد

عاشت مدينة شرشال يومي عيد الأضحى المبارك أجواء استثنائية صنعتها مجمل المشاريع الخيرية بالمناسبة، والتي التف حولها المُنفقون المتصدّقون بلحوم أضاحيهم إسعادا للفقراء والمحتاجين، ونيلا للأجر والثواب من باب جعل جزء منها أو كلّها لفئة، دائما ما تنتظر فرصة هذا اليوم لتذوق طعم اللحوم الحمراء، نظرا لوضعيتهم المعيشية الصعبة التي تحول بينهم وبين اقتنائها ورسم البسمة في وجوه الأبناء، ليحرك “عيد الأضحى المبارك” آلة الخير بشرشال عبر أياد أثبتت وجودها المعهود واللامشروط تجاههم، فكانت الفرحة فرحتان …فرحة بالعيد و فرحة الالتفاف حول الفقير.
مشروع سهم العيد السنوي لمسجد الرحمن بشرشال لا يزال وفيا لأرقامه القياسية سنويا، ومساسا بمختلف الشرائح الفقيرة والمحتاجة بالمنطقة، واستنادا الى نفقات المحسنين المستجيبين للنداء بانفاق لحوم الأضاحي من باب مشروع، قدم درسا من دروس التضامن والتكاتف بل طريقا سريعا ربط بين المنفق والفقير وبينهما وساطة تطوعية نيلا للأجر والثواب، أشرف عليها شباب مسجد الرحمن استجابة لنصائح وتوجيهات الشيخ “بن عامر بوعمرة”، الهادفة لإنجاح المبادرة بالتنسيق مع المصالح المعنية، وكذا توفير الإمكانيات المادية والبشرية للوقوف وقفة رجل واحد، انطلقت مجرياتها بالمذبح البلدي أمسية عيد الأضحى الثلاثاء 21 أوت، تحت أنظار بياطرة البلدية بنحر أزيد من عشرة أضاحي بمجموع 18 أضحية كاملة موجهة للفقراء، ناهيك عن اللحوم التي تصدق بها المواطنون بعد الانتهاء من عملية تقطيعها، وتخصيص أجزاء وزّعت وفق إجراءات تنظيمية محكمة صبيحة اليوم الثاني من العيد هذا الأربعاء 22 أوت.
الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة كان في البداية هاجسا حقيقيا للقائمين على مشروع سهم العيد بمسجد الرحمن، نظرا لتهديدها لسلامة وصحة اللحوم الموجهة للاستهلاك في ظرف وجيز، إلا أن المشكلة تمت معالجتها مسبقا بتوفير أجهزة التبريد الكافية، ونقل اللحم عبر شاحنات مبرّدة من المذبح إلى المسجد، لتنطلق عملية توزيع اللحوم على الفقراء صباحا في حدود الساعة الـ6:00، بإشراف الشيخ “بن عامر بوعمرة” رفقة شباب لطالما تطوعوا وقادو عديد المشاريع الخيرية، بمجموع 408 عائلة استفادت من 594 سهم (أزيد من 14 قنطار لحم)، تراوح وزن كل سهم من 2 إلى 5 كلغ وسط فرحة كبيرة للمعنيين، الذين شاهدوا واقع مجهودات بذلت في سبيل إسعادهم، فبين ضبط لأسماء المسجلين بقائمة الفقراء وبين مستقبل لصدقات المضحّين، وآخرون يقطعون اللحوم ويضعونها في أكياس جاهزة لأصحابها، كخلية نحل كاملة متكاملة الأدوار والخدمات، حينها تحدث الفقير بلسان الشكر والتقدير، لكل من أنفق بهدف جعله يحس بطعم عيد الأضحى المبارك، ليقتسم الجميع الأجر والثواب ..ممنّين النفس بموسم آخر يكون أكثر نجاحا ومساسا بفقراء المنطقة… مسجّلين كانوا أو محتاجين.
سيدعلي.هـ