ANEP: PN2500008

محافظ الغابات لا يردّ والبلدية تتوعّد: جريمة نكراء ترتكب في حق غابة الصنوبر بأحمر العين

تشهد غابة الصنوبر بأعالي بلدية أحمر العين، انتهاكات صارخة وجريمة نكراء في حق الطبيعة من تنفيذ مقاولات إنجاز المشاريع السكنية الواقعة بالجوار، جراء الرمي العشوائي لأكوام الأتربة الناتجة عن عمليات الحفر وأشغال التهيئة الخارجية للمشاريع السكنية.

وبعد أن كانت الغابة الواقعة فوق ربوة بأعالي جنوب غرب المدينة بمثابة الرئة التي تتنفس منها وتمدها بالأكسجين وكأنها جنة فوق الأرض، نظرا لمنظرها الذي يسر الزائرين للاستمتاع برائحة أشجار الصنوبر الباسقة والمشي فوق أرضيتها المكسوة بأوراق الصنوبر وهم مستمتعون برؤية أبنائهم يلعبون، إلى جانب كونها مقصدا للشباب بمختلف الفئات العمرية للعب كرة القدم أو قضاء أوقات فراغهم وممارسة مختلف أنواع الرياضات التي من شأنها أن تنسيهم البطالة، حولتها آليات وجرافات تابعة لمقاولات إنجاز السكنات الاجتماعية، إلى شبه أرض مهيأة للزراعة بسبب طرح عشرات الشاحنات المعبأة بالأتربة مع تسبب الجرافات في هدم وتحطيم وتخريب أجزاء من جدار الإحاطة الذي تم إنجازه قبل فترة في إطار مساعي تهيئة الغابة التي كانت متنفسا للعائلات والرياضيين، كما داست الجرافات على بعض الطاولات والكراسي الخشبية ودفنتها تحت التراب.

واستنكر عدد من الرياضيين في معرض حديثهم لـ”شرشال نيوز” الوضعية التي آلت إليها غابة الصنوبر بعيدا عن أعين الوصاية ومصالح الغابات والجهات المعنية، خاصة بعد إطلاق البلدية لدورة رياضية في كرة القدم، حيث تفاجأ عدد من محبي كرة القدم والركض بتشويه الغابة التي لم تعد صالحة للرياضة أو التنزه وهو ما وقفت عليه “شرشال نيوز” عن كثب، أين هالنا وضع الغابة التي كانت إلى وقت قريب قبلة للعائلات من مختلف أحياء المدينة للترويح عن النفس خاصة خلال فترة الربيع أين تكتسي حلة خضراء.

ولم تسلم حتى بعض الألعاب التي تم نصبها بعين المكان من غدر الجرافات والآليات التي حرمت الأطفال من حقهم في اللعب، لتمارس أبشع الانتهاكات ضد الطبيعة من طرف مؤسسات الإنجاز التي لم تكلف نفسها عناء التخلص من أكوام الأتربة بعيدا، بل قامت بطرحها ثم فرشها فوضويا لتتحول إلى أطنان من الغبار المتطاير في مشهد مأساوي.

وكانت السلطات تعوّل على غابة الصنوبر من أجل إقامة مشروع سياحي من خلال إنجاز جدار إحاطة وألعاب وأكشاك للأكل السريع لتكون قبلة للعائلات قبل أن تطالها أيادي التخريب التي تحارب كل ما هو جميل.

وعبّر سكان أحمر العين عن استيائهم الكبير جراء النقص الفادح في المرافق الترفيهية وفضاءات الراحة العائلية والمساحات الخضراء، حيث أن الاسمنت طغى على الواجهات والمداخل الرئيسية والمحيطة بالمدينة، ولم تفكر المجالس الشعبية البلدية المتعاقبة في تخصيص أماكن للترفيه والاستراحة للعائلات رغم ما تزخر به البلدية من غابات وأراض وخصوصيات طبيعية يمكن لها أن تحتضن مساحات خضراء غاية في الروعة على غرار منطقة الخروب التي التهمتها الحشائش الضارة والصنوبر التي تشهد انتهاكات صارخة مع تشويه الساحة الواقعة خلف بنك الفلاحة والتنمية الريفية لقلب المدينة.

ويشتكي سكان بلدية احمر العين من نقص المرافق الترفيهية والمساحات الخضراء، التي من شأنها أن تضع حدا للمعاناة اليومية التي يعيشونها، وترفع الغبن عنهم خاصة في ظل إحصاء عدد كبير من شريحة الأطفال بمختلف الأعمار والعديد من الشباب البطال، كما أن العديد من المواطنين لا يجدون فضاءات لقضاء العطل الأسبوعية، فهم محرومون من المرافق ومراكز التسلية، والأماكن المخصصة للتنزه، على الرغم من استفادة الولاية من عدة مشاريع تنموية في هذا الخصوص.

ويجد الكثير من المواطنين أنفسهم مجبرين على التنقل إلى بلديات أخرى أو عاصمة الولاية من أجل تمكين أبنائهم من التنزه، أما الذين لا يتحملون تكاليف التنقل الإضافية، فيتحتم عليهم البقاء في منازلهم، في ظل النقص الفادح في المرافق الترفيهية وحتى المساحات الخضراء بالرغم من غنى المنطقة من المساحات الشاسعة وطابعها الريفي، الذي من شأنه مساعدتهم على الخروج من الروتين اليومي.

و يبقى المشكل الأكبر في عدم تخصيص السلطات المحلية والولائية لمشاريع استغلال وتحويلها إلى فضاءات يمكن لها أن تستقطب هذه العائلات وتحول إلى مقصد لها خاصة خلال فترة العطلة السنوية إضافة إلى تنشيط السياحة الجبلية وضمان الجباية المحلية.

وبعد أن كانت تأمل العائلات والشباب في ما ستجود به الجهات المعنية لتدارك نقص المرافق الترفيهية بهذه الغابة و تخصيص مشروع لانجاز ملعبين جواريين وتزويدها بدورات المياه وبألعاب “مناج” للأطفال من أجل تشجيع الإقبال عليها، تحولت إلى خراب في ظرف وجيز.

وكانت قد اقترحت جمعية حي الشهيد بوحدة عبد القادر رقم 43 على مديرية البيئة والسلطات الولائية تحويل قطعة أرضية تقع بالجهة الجنوبية للملعب الجديد إلى مساحة خضراء خاصة وأن مساحتها تفوق 20 ألف متر مربع من شأنها أن تخلق مناصب شغل وتخلق حيوية تجارية وتكون فضاء ومقصدا للعشرات من العائلات.

وتأمل العائلات أن تقوم الهيئات الوصية وفي مقدمتها المجلس البلدي ومديرية البيئة بلفتة حقيقية لاستغلال الغابات والمساحات الخضراء واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد منتهكي غابة الصنوبر التي اعتبرتها العائلات جنة فوق الأرض خاصة وأنها كانت مقصدا للفرق الرياضية ومحطة لإقامة المخيمات الكشفية والجمعوية.

“شرشال نيوز” اتصلت بمحافظ الغابات الولائي السيد محفوظ بودينة من أجل الحصول على توضيحات فيما يخص الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية الغابة إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا الهاتفية.

مصدر مسؤول من البلدية وفي رده على “شرشال نيوز”، أكد أن إجراءات صارمة ستتخذ ضد منتهكي الغابة وتحميل كل طرف لمسؤوليته مع تحرير محضر معاينة من طرف المصالح المختصة في هذا الشأن.

 بلال لحول