جمعية النشاطات الثقافية والعلمية تكرّم صاحبة المرتبة الثانية في البكالوريا بأحمر العين: “نور الهدى فنيني” تظفر بالبكالوريا بمعدل 18.12 وتضع الطب نصب عينيها

وسط أجواء من الفرحة والبهجة وهي محاطة بأفراد عائلتها الصغيرة بمنزلها الكائن في حي بلعالية جيلالي بأحمر العين، حظيت مساء هذا الإثنين 23 جويلية، التلميذة المتفوقة فنيني نور الهدى بتكريم خاص من طرف جمعية النشاطات الثقافية والعلمية للطفولة والشباب لولاية تيبازة، وذلك نظير ظفرها عن جدارة واستحقاق بشهادة البكالوريا بمعدل 18.12 تقدير امتياز في شعبة العلوم التجريبية.
وقدم رئيس الجمعية إسلام باجي بحضور نائب رئيس البلدية كمال لحياني وصحفية إداعة تيبازة الزميلة راضية رمضاني ورئيس لجنة الأنشطة العلمية هواشمي معمر ورئيس لجنة السمعي البصري الياس بوحدة، هدايا رمزية تحفيزية لوالد التلميذة الأستاذ والمربي مدير ابتدائية قينو زينب وابنته المثابرة كونها حققت ثاني معدل بعد التلميذ سامي جبلي، لتكشف عن أمنيتها في متابعة دراستها العليا في مجال الطب تخصص جراحة المخ والأعصاب، كما أثنت على هاته الالتفاتة الطيبة التي حظيت بها، وعلى هامش الحفل التكريمي كان لنا هذا الحوار مع التلميذة نور الهدى….
بداية من هي فنيني نور الهدى ؟
فنيني نور الهدى من مواليد 02 جويلية 2000 ببني مسوس، حائزة على شهادة البكالوريا لدورة جوان 2018 معدل 18.12 بتقدير امتياز من ثانوية خليفة الطيب بأحمر العين.
كيف كان شعورك بمجرد اطلاعك على معدلك الممتاز و هل توقعت هذا الإنجاز ؟
كنت تحت ضغط وتوتر كبير لمعرفة المعدل، كوني لم أكن على يقين به، فلحظات ظهور النتائج كانت من أصعب أوقات حياتي و بمجرد رؤيتي للنتيجة طرت فرحا وعشت رفقة عائلتي أوقاتا لا يمكن وصفها, فهو امتزاج للفرحة و السعادة و الفخر بجهودي التي لم تذهب سدى بفضل الله سبحانه وتعالى أولا ثم عائلتي التي وفرت لي الجو الملائم لتحقيق النجاح وأساتذتي.
حدثينا عن مشوارك الدراسي من الطور الابتدائي إلى الطور الثانوي ؟
بشهادة الكل أنني كنت متفوقة منذ الابتدائي بمساعدة الجو العائلي الذي مكنني من تحقيق النجاح، حيث كانت بداية مسيرتي من ابتدائية الإخوة مباني أين حافظت على المراتب الأولى، واختتمت هذه المرحلة بالحصول على شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.10، لأنتقل بعدها للدراسة بمتوسطة سحنون الطيب أين تحصلت على معدل 18.44 بفضل ثلة من الأساتذة والمربين على غرار الأستاذة مناري وقادة وزاوي وبوكرتاش والمراقبة العامة سداوي، ثم التحقت بالطور الثانوي بثانوية خليفة الطيب التي لقيت بها دعم الأساتذة مناري ولحسن وغربي وبوخالفة وبن علي وآخرون، لتكون خاتمة هذه المرحلة مسكا بتحقيق معدل 18.12.
كيف كان تحضيرك للبكالوريا من بداية الموسم إلى آخره؟
التحضيرات لم تكن سهلة بالمرة، ولكنني رفعت التحدي زضاعفت مجهوداتي لا سيما بمرافقة أسرتي التي أحييها كونها كانت ولا تزال سندي لما وفرته لي من ظروف مواتية للنجاح وبالخصوص والدي مدير ابتدائية قينو زينب وهو أستاذ لغة فرنسية سابقا وأختي الكبرى الطالبة في السنة الخامسة طب، حيث ساعدني أفراد عائلتي على التفرغ للدراسة ومتابعتي للدروس الخصوصية وما كان يقدم لي من دروس في الثانوية لتحقيق هذا المعدل.
فالتحضير كان منذ بداية الموسم الدراسي، إلا انه في الفترة الأخيرة التي سبقت اجتياز الامتحان اشتد وتضاعف المجهود لتحقيق النجاح، فالبكالوريا هي ثمرة جهد تبذله منذ بداية الدراسة و لا تقتصر على العام الأخير لأن الطالب في هذا العام يجد نفسه يبني دروسا أساسها المعلومات السابقة فيعتمد كثيرا على مكتسباته القبلية.
هل كنت تفضلين المراجعة الجماعية أم الفردية ؟
بل كنت أفضل المراجعة الفردية من أجل التركيز أكثر، فبداية التحضير تبدأ من القسم و مع الأستاذ أستوعب الدروس و عند العودة إلى المنزل أعيد دروسي و أحل التمارين لأجل ترسيخ الدرس ثم أحضر دروس الغد ٠
كيف كان تعاملك مع المواد الأساسية ؟
كانت المواد الأساسية تأخذ معظم وقتي و هذا طبيعي بحكم معاملاتها العالية، فمن البديهي أن يعتمد الطالب على المواد الأساسية لكن ليس على حساب المواد الأخرى , بالنسبة لمادة العلوم كان الكراس موسوعة بالفعل و يحتوي على كل المعلومات أما الرياضيات و الفيزياء فكنت أعتمد على الكتب المدرسية بالدرجة الأولى مع تمارين الدروس الخصوصية , فقط أحب أن أقول أن المفتاح الأول لفهم أي مادة هو الاهتمام بها، فالطالب إذا أحب مادة ما ستكون أسهل و يستمتع بدراستها ٠
عادة ما تشكل اللغة العربية والفلسفة عائقا لتلاميذ الشعب العلمية، كيف كان تعاملك مع المادتين؟
بفضل أساتذتي الأكفاء تمكنت من استيعاب وفهم هاتان المادتان، كما اعتمدت على المواقع الخارجية والانترنت لتعزيز رصيدي المعرفي وصنع الفارق بهما في معدل البكالوريا.
كيف كان تحضيرك في اللغتين الفرنسية و الانجليزية ؟
بالنسبة للغتين الفرنسية و الانجليزية لم أواجه أية مشاكل خاصة وان والدي أستاذ لغة فرنسية سابق، فالمواد تعتمد على القاعدة التي تكون في السنوات السابقة حسب رأيي، فأنا اعتمدت فيها على مكتسباتي القبلية إضافة إلى تركيزي في القسم و هذا كاف إضافة الى حل بعض الحوليات و مواضيع البكالوريات السابقة ٠
ما رأيك في الدروس الخصوصية و هل تنصحين الطلاب للالتحاق بها ؟
تلقيتها هذا العام واستفدت منها كثيرا، أظن أن التلميذ بحاجة لمن يرتب له معلوماته و بحاجة لتمارين بها أفكار جديدة لأنه لا يملك الوقت الكافي للبحث عنها بمفرده، لذا أنصح الطلاب باللجوء الى الدروس الخصوصية و لكن في حدود المعقول٠
هل اعتمدت على الخرائط الذهنية في المراجعة والحفظ لترسيخ المعلومات ؟
أكيد، فهذه الطريقة تساعد على الحفظ بكل سهولة، إضافة إلى التنسيق والاندماج مع الأستاذ ليكون التلميذ على علم بما يدرس ويحفظ ويراجع وبالتالي تكون سهولة كبيرة في الاسترجاع ٠
ما سر اختيارك لتخصص الطب وبالتحديد تخصص المخ والأعصاب ؟
السبب الأول الذي حفزني على اختيار الطب هو أني لطالما راودني حلم أن أكون طبيبة ترسم البسمة على شفاه الآخرين وتزرع الأمل في نفوسهم، فالطب مهنة نبيلة يشعر فيها الإنسان بإنسانيته إضافة إلى ذلك فإن الطبيب في اكتشافاته يرى عظمة خلق الله فيسبح بحمده، كما أطمح لأن أحذو حذو أختي الكبرى التي تتابع دراستها في الطب في السنة الخامسة، وبالتالي ستكون رفيقتي وسندي في الدراسة.
هل من نصائح تقدمينها للطلبة المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا مستقبلا ؟
أنصحهم بالمداومة على المراجعة دون انقطاع منذ البداية وألّا يهملوا المواد الأدبية لأنها هي التي تصنع الفارق وألّا يخافوا من الامتحان، فالبكالوريا الذي يعد ثمرة جهود مسار دراسي كامل ليس إلا امتحان عادي إذا أعدوا له ما استطاعوا من معلومات وهو بالفعل تجربة رائعة كباقي الامتحانات، سلاحه الوحيد هو الاجتهاد ثم الاجتهادفمن طلب العلا سهر الليالي ، كما أنصحهم بتنويع مصادر الدراسة، واستغلال الوقت بشكل جيد والمثابرة والجد.
ماذا تقولين عن التحديات التكنولوجية وخاصة التردد على مواقع التواصل الاجتماعي وما تسببه من تشويش للطلبة خاصة خلال فترة الامتحانات ؟
مواقع التواصل الاجتماعي مضيعة للجهد والوقت خاصة في حالة وقوع التلميذ في فخ الإدمان عليها وتضييع وقت الدراسة، أنا أنصح بالابتعاد عنها قدر المستطاع وتعويضها بالمطالعة والاهتمام بالدروس التي تعد مفتاحا لتحقيق النجاح .
كلمة أخيرة …
أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة وبالتوفيق لكل المقبلين على شهادة البكالوريا مستقبلا والجد والمثابرة يوصلان إلى تحقيق النجاح.
أجرى الحوار : بلال لحول