ANEP: PN2500008

بالتنسيق مع أخصائيين نفسانيّين وأرطفونيّين: مركز “جاست” خطوة للتدريب والتطوير بشرشال ينظّم صبيحة تحسيسية حول “التوحّد” ويناقش الموضوع باحترافية

نظم مركز جاست خطوة للتدريب والتطوير بشرشال (جمعية إبداع لنشاطات الطفولة والشباب سابقا) صبيحة هذا الثلاثاء 17 جويلية، صبيحة تحسيسية حول مرض العصر تفشى في الآونة الأخيرة ليمس الأبناء، بل أصبح هاجسا يصعب علاجه ومؤرقا كثيرا الأولياء، والحديث هنا عن “التوحد” المصيب للأطفال في شكل إعاقة دائما ما تقف حائلا أمام اندماجهم في المجتمع، نظرا للصعوبات التي يواجهها المبتلى في صحته، خاصة ما تعلق بالتواصل البصري، اللغوي والاجتماعي، لتختلف مؤخرا البحوث والدراسات العلمية حول أسبابه دون الوصول إلى علاجه، ليدخل بذلك الآباء والأمهات مرحلة صعبة وطريقا تكون فيها أذهانهم مشتتة لغياب الحلول المنقذة لفلذات أكبادهم، مستنجدين بالأخصائيين النفسانيين والأرطفونيين بكثير من الإيمان بالقضاء والقدر، فيما يتهرب آخرون من المسؤولية تجاه فئة خلقت لتعيش متميّزة بقدراتها الخاصة والالتفاف حولها واجب المجتمع من باب الرحمة والإنسانية فكيف بالأولياء؟

“التوحّد إلى أين”…عنوان محاضرة احتضنتها قاعة المحاضرات بمركز التكوين المهني والتمهين بشرشال، بحضور أخصائيين نفسانيين وأرطفونيين، النائبة التقنية والبيداغوجية والمكلفة بالتكوين المتواصل السيدة “صالح”، طاقم مركز جاست خطوة للتدريب والتطوير الذي وجه جزيل شكره لمدير المركز “حمود لواكد”، نظير فتحه الأبواب ومساهمته في إنجاح حدث ناقش الموضوع باحترافية رغم الحضور المحتشم للمعنيين، وأصبح مطروحا بقوة داخل الأسر والعائلات التي ابتليت بهذا النوع من المرض، أملا في الوصول إلى ما يخفف الضغط عنهم ويبعث بنوع من التفاؤل والراحة بالنفوس، فأول كلام قيل على لسانهم عن الطفل المتوحّد “انه غريب التصرفات”، فكانت الإجابة من طرف الأخصائية النفسانية الأرطفونية “رياض غنية” “أن هذا الطفل ليس بالغريب بل هو عارف بوضعه ولكنه يجد صعوبة في التعبير عن حالته الاستثنائية، وليس الوحيد من يعاني ولكن أفراد عائلته كلهم يعانون معه، جراء افتقاده للغة التواصل البصري، اللغوي والاجتماعي، هناك دراسات تقول أن سبب التوّحد راجع إلى نقص عاطفي أو خلل عصبي، منعزل…سببه غير معروف وعلاجه كذلك”.

الأخصائية الأرطفونية والمربية الرئيسية المختصة من المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا cpp بتيبازة “سارة صبري”، شرّفت الحاضرين بمداخلة علمية ميدانية وضعت فيها الأولياء أمام حتمية تعويد أطفالهم على طاعة الأوامر والانشغال بهم طيلة اليوم، رغم نفسية الأم المتدهورة جراء هذه الحالة المستعصية، “فعادة ما تجد أطفالا متوحّدين يختلفون عن بعضهم البعض في التصرفات والمواقف، أن الطفل التوحّدي ليس له تخلف ذهني، يلاحظ..يتذكر ويستذكر الكلمات واللّحظات، يجب فقط تعديل سلوكه من خلال تعويده على الطاعة وإعطائه للأوامر البسيطة والمركبة، التوحد ليس مرضا و إنما اضطراب ، يجب تقبل الوضع لأنه ابتلاء من الله يرفع به بكم الدرجات.

الأخصائية الأرطفونية والمنسقة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال “شماين غنية”، هي الأخرى أثرت الموضوع المناقش من طرف الحضور بشكل مميز، أين اختصرت أسباب التوحد في الانعزال ونقص الاتصال والتواصل، “رغم البحوث والدراسات العلمية المتطورة لم نستطع إلى يومنا هذا إحاطة هذا المرض وعلاجه، لا يزال نقطة استفهام ..نحن هنا عبر مرافقتنا الصحية نحاول على الأقل إدماج هذه الفئة بالمجتمع ولو إدماجا جزئيا، ليفتح المجال في الأخير لنقاش مفتوح شرحت فيه رئيسة مركز جاست خطوة للتدريب والتطوير البرنامج المسطر لفائدة هذه الشريحة بالذات، اعتمادا على أخصائيين ونفسانيين …داعية إياهم للمزيد من الصبر والتحلي بروح المسؤولية، ليبقى “التوحّد” يلقي بظلاله وأعراضه لدى فئة…تعاني في صمت وسكون.

سيدعلي.هـ