ANEP: PN2500008

بساتين البرتقال تسقى بالمياه القذرة: فضيحة أخرى بمزارع أحمر العين والسلطات مطالبة بالتدخّل العاجل

أظهرت مقاطع فيديو حديث منشور على صفحة إذاعة تيبازة الجهوية، وضعا إيكولوجيا وصحيا خطيرا للغاية على الأحياء والقرى الواقعة شمال شرق بلدية أحمر العين وكذا على مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية عالية الخصوبة على مستوى منطقة ابراهيم بن عمر وما جاورها.

وحسب الفيديو المنشور، فإن مساحات من شتى أنواع أشجار البرتقال والزيتون والمزروعات الموسمية تتغذى مباشرة من قنوات الصرف الصحي والمياه القذرة التي تفيض شتاء بفعل التساقطات المعتبرة للأمطار، لتسبح الأشجار والبساتين في القذارة وتشكل تهديدا على الصحة العمومية، أما خلال هاته الفترة التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة فإن الأرض تمتصها لتختلط بالمياه الجوفية وتتنقل إلى المناطق المجاورة.

ويظهر الفيديو المنجز من طرف الزميل حسان زيتوني رئيس تحرير إذاعة تيبازة الجهوية، قنوات مسدودة لمياه الصرف الصحي القادمة من حي ابراهيم بن عمر، ما ينبئ بكارثة إيكولوجية وصحية وخيمة العواقب.

هذا وتسبب الوضع في إصابة البعض بداء السرطان نتيجة استهلاكهم لفاكهة البرتقال المسقية بالمياه الآسنة بعيدا عن أعين السلطات وعن ضمير الفلاحين الغائب، ما يستدعي التدخل الفوري للجهات الوصية من أجل الوقوف عن كثب على الكارثة التي تهدد بانتشار الأوبئة على غرار المالاريا.

وبدا جليا تأثير مياه الصرف الصحي على شتى أنواع الأشجار التي بدت يابسة جراء امتصاص عروقها للمياه القذرة منذ فترة طويلة على غرار أشجار العرعار والبرتقال والمحاصيل الزراعية الواقعة بالجوار كون أن المياه القذرة تختلط بالمياه الجوفية التي تغذي الآبار والجيوب المائية  التحت أرضية على مساحات واسعة تصل إلى تخوم بلدية الحطاطبة شمالا.

وهو المشكل الذي تعاني منه العديد من الأحواش والأحياء والقرى التابعة لبلدية احمر العين على غرار الجهة الشمالية للبلدية على مستوى سي دواودي والاحياء المجاورة له.

وعشرات الهكتارات من البرتقال مهددة بالجفاف بالمزرعة النموذجية بلعالية أحمد

وفي سياق ذي صلة، يهدد الجفاف ما يقارب 34 هكتارا من البرتقال  بالمزرعة النموذجية بلعالية أحمد بذات البلدية بسبب القطع المتعمد للتيار الكهربائي، ما يهدد بتساقط ثمرة البرتقال قبل حلول الموسم المقبل.

وعلمت “شرشال نيوز” التي أشارت في مقال سابق إلى المشكلة أن كهربائيا تم تكليفه بإصلاح العطب، كما تنقل أحد موظفي المزرعة إلى الديوان الوطني للسقي من أجل دفع حقوق السقي.

نشطاء الصحة والبيئة ينددون ولا حياة لمن تنادي

وحذر نشطاء في مجال الصحة والبيئة على غرار جمعية حماية المستهلك وترقية بيئته من ظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي، وما تشكله من تهديد بانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة على الصحة العمومية بعد استهلاكها.

وما تخفيه حقول المحاصيل الزراعية أعظم

وتخفي بساتين وحقول المحاصيل الزراعية على اختلافها على مد البصر استمرار ظاهرة غرس المضخات الموصولة بأنابيب في جوف الوديان المليئة بالفضلات البشرية وشفطها لاستعمالها في ري المحاصيل واسعة الاستهلاك في تحد صارخ لقرار الوصاية بمنع هاته الطريقة وللحملات التي قامت بها مصالح الدرك عدة مرات وحجزت خلالها أنابيب ومضخات تستعمل في السقي الخطير خاصة لفاكهة البطيخ الأحمر “الدلاع” لاعتقاد هؤلاء الفلاحين أن مياه الصرف الصحي تسهم بشكل كبير في إنماء المزروعات في ظرف وجيز ، غير أن الخطورة أبعد من ذلك بكثير وتهدد الصحة العمومية بشكل مباشر بدليل تفادي الفلاحين الاستهلاك الشخصي لما تنتجه أيديهم الملطخة.

تحد صارخ للقانون ولا مناص من الضرب بيد من حديد

يشار إلى أن القانون يعاقب سقي المحاصيل الزراعية بالمياه القذرة ويعرض كل من يتورط في هذا النوع من الجرائم بعقوبات قاسية، كما تظل المسؤولية ملقاة على عاتق الجهات المعنية بسبب الإهمال وعدم مد شبكات المياه الموجهة للسقي والمياه الشروب وقنوات الصرف الصحي.

ويبقى اجتثاث هذه الظاهرة المقيتة من خلال تسليط عقوبات ردعية صارمة ضد هؤلاء الفلاحين، بالموازاة مع تمكينهم من موارد مائية ترفع الحجة غير المعقولة باللجوء إلى المياه العفنة وتطبيق القانون الذي يقضي بتجريف الأراضي التي تنتشر بها هذه المزروعات تجريفا كاملا مع تشديد العقوبات القصوى ضد الفلاحين المتعمدين.

وتبقى المنطقة وغيرها من الوديان التي تخترق البساتين بحاجة ماسة إلى مشاريع محطات جديدة لمعالجة المياه المتعفنة على غرار محطة شنوة لمنعها من التسرب إلى المياه الجوفية وحماية الثروة الحيوانية التي ترتوي هي أيضا من مياه آسنة وبقايا الجيف والمواد الحديدية الصدئة، لا سيما في ظل مخاوف كبيرة من انتشار الحمى القلاعية التي عادت من جديد إلى البلاد عبر بوابة الجهة الشرقية عقب ذبح 60 بقرة بولاية سطيف و05 بقرات بتيبازة تم اقتناؤها من سوق بورومي بالعفرون للمواشي هذا الإثنين.

بلال لحول