لا طرقات ولا شبكة الهاتف النقال ولا أدنى متطلبات العيش: “شرشال نيوز” تقف على الوضعية المزرية لسكان حي “قلاوشة” بمسلمون هذا الاثنين 18 جوان

يشتكي سكان حي “قلاوشة” ببلدية مسلمون من التهميش والإهمال الذي طالهم في السنوات الأخيرة، دون استفادتهم من أية مشاريع تنموية مثلهم مثل باقي الأحياء بولاية تيبازة، ليستفيقوا مجبرين على تقبل واقع صرف النظر عنهم، دون أي تدخل للسلطات المحلية يقضي برد الاعتبار للقاطنين هناك، من باب فك العزلة سواء ما تعلق الأمر بالطرقات، شبكة الهاتف النقال، قنوات الصرف الصحي وشبكة المياه الشروب، وغيرها من المتطلبات الضرورية التي ينتظرون تجسيدها وأخرى تهيئتها منذ وعود حملات انتخابية مضت، ليكون مصيرها النسيان بعيدا عن الوفاء بها…طيلة سنوات رفع فيها القاطنون هناك شعار “المعاناة”.
شرشال نيوز لبّت نداءات السكان وتنقّلت إلى دوار “قلاوشة” بمسلمون صبيحة هذا الاثنين 18 جوان، وكل المؤشرات والمعطيات توحي بافتقاد هاته المنطقة السكنية، لعديد المتطلبات الخاصة بالعيش الكريم…والبداية رصدناها من مسلك لا يصلح للمشي فيه شتاء جراء تحوله إلى برك..أوحال ومستنقعات مائية، أما مجاري المياه فهي معطلة كليا ولا تسمح بمرور الماء بكل أريحية، ما يعرقل حركة سير المواطنين بما فيهم التلاميذ المزاولين لدراستهم بمؤسساتهم التعليمية، فالأولياء اليوم يطالبون بتهيئتها ..تزفيتها وإنهاء سلسلة معاناتهم تجاه موضوع، لطالما أرقهم كل موسم صيف وشتاء….
شبكة المياه الشروب هي الأخرى حديث سكان قلاوشة، بالنظر للطريقة العشوائية التي تم تزودهم بها بهذه المادة الحيوية، والتي صفقت لها شركة المياه والتطهير “سيال” من دون تدخل يعيد المياه إلى مجاريها، فكانت طريقة وضع الأنابيب شاهدة على وقع غياب كلي للمصالح المعنية، ما شوه بامتياز صورة الحي..بل بات الوضع مهددا لحياة المواطنين، بالنظر لأنابيب أخرى لامست مياها متعفنة بالمجرى المعطل والمحاذي للطريق الرئيسي المؤدي لدوار “قلاوشة”، فـ “سيال” مطالبة بإثبات الوجود تفاديا لوقوع مالا يحمد عقباه، مادامت هذه المياه….موجهة للاستغلال المنزلي.
لا شبكتي الهاتف النقال والأنترنت والمرضى “ربي معاهم !!“
الداخل إلى حي “قلاوشة” بمسلمون يدرك جيدا انه يفتقد بشكل رهيب لجميع شبكات الهاتف النقال وفي عام 2018، فلا اتصال ولا تواصل بكل ما هو مستعجل بين الأفراد والجماعات، إلى غاية الخروج نوعا ما وتجاوز حدود منطقة معزولة ومهمشة في كثير من النواحي والمجالات، أملا في الظفر بلحظات لا ينقطع فيها الاتصال، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمرضى وبأهداف نقلهم للمستشفى للعلاج، فالسكان يدعون مؤسسة اتصالات الجزائر بولاية تيبازة، للالتفاف حولهم وفك العزلة عنهم عبر شبكتي الهاتف المحمول والانترنت.
ولا ملعب معشوشب ببلدية مسلمون..الأطفال يعانون…والرياضة رسميا تحتضر
الرياضة تم استهدافها بامتياز ببلدية مسلمون وبأياد صديقة قادتها السلطات المحلية عبر سنوات مضت، لم تستطع فيها إسعاد الآلاف من الأطفال وعشاق كرة القدم بملعب جواري معشوشب، والاكتفاء مؤخرا بالتفرج على فريق كرة الطائرة المتألق محليا..وطنيا وعالميا دون دعمه، والأكثر من ذلك…لا حديث عن كرة القدم بمسلمون بعدما ماتت وتحطمت بين أقدام لاعبين، كان حلمهم رفع التحدي وتمثيل سكان المنطقة أحسن تمثيل في مختلف البطولات، إلا أن ذلك توقف بعزوف المسؤولين عن الاهتمام بمجال الرياضة وأهلها، فكانت النتيجة “ولا ملعب معشوشب بمسلمون”…ما جعل الأسرة الرياضية تتحسر لدخول الرياضة بالمدينة نفقها المظلم، فأبناء الجزائر “بمسلمون” استسلموا لواقع تهميشهم باللعب في الطرقات الترابية، والمساحات التي تشكل خطرا على صحتهم بشعار “استر ياستار”.
ملحقة البلدية جاهزة ومغلقة منذ سنوات…ومطالب باستغلالها لاستخراج وثائق الحالة المدنية
ملحقة البلدية بدوار قلاوشة لم يستثنيها الإهمال واللامبالاة، بعدما أغلقت أبوابها لفترة طويلة دون استغلالها لما ينفع الناس، فالسكان يريدونها صرحا يستخرجون منه وثائق الحالة المدنية وتجنب عناء التنقل للمدينة، فدارت بها الحشائش والأشواك ..بل سكنتها الأشباح بدلا من الأرواح، مثلها مثل مقر الحرس البلدي سابقا، الذي بات هو الآخر نقطة سوداء وقبلة مميزة للمنحرفين خلسة أعين الناس، في وقت تتعالى فيه أصوات لاستغلاله كمرفق هام من المرافق العمومية.
السلطات المحلية مطالبة بالتحرك خدمة لمواطني حي “الإخوة عبيدات”
في ظل هذه الظروف الصعبة تبقى السلطات المحلية على رأسها رئيسة دائرة قوراية “فاطمة الزهراء شويطر”، ورئيس بلدية مسلمون “محمد سداوي”، مطالبة بالتحرك والنظر في هاته المطالب الحيوية لمواطنين، ضاقوا ذرعا من سياسة التهميش والإقصاء التي صاحبتهم منذ فترة، ممنين النفس بالتفاتة صريحة للمسؤولين، ترد لهم الاعتبار وتجعلهم يحسون بنوع من الرعاية والاهتمام، فلا طرقات ولا شبكتي الهاتف النقال والأنترنت، ولا حتى مرافق عمومية تكفي لسد الحاجة الملحة للأطفال ولعشاق الرياضة….
سيدعلي هرواس