ANEP: PN2500008

لحظات جحيم عاشها السائقون والركاب على الأعصاب: أشغال إعادة تهيئة الزفت بالطريق الوطني رقم 11 في شرشال تشعل نار الاختناق المروري بالمدينة والسكان ساخطون

عاشت مدينة شرشال ظهر هذا الثلاثاء 12 جوان جحيما مروريا بأتمّ ما تحمله الكلمة من معاني، بعدما أشعلت أشغال إعادة تهيئة الزفت عبر الطريق الوطني رقم 11 بمدخلها الشرقي، نار حركة مرورية خانقة بخرت مصالح المواطنين في عز شهر رمضان المبارك، وامتدت لتمس كل المداخل والمنافذ المؤدية من والى وسط شرشال، وصولا لدفع الركاب لمغادرة حافلات نقلهم واتخاذ قرار المشي بالأرصفة ربحا واختصارا للوقت، مشهد توافق مع شهر الصيام والارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، ناهيك عن الحركة النوعية لمترشحي مسابقة توظيف الأساتذة والأسلاك الإدارية بعديد المراكز بالمنطقة، حينها عجز لسان السكان عن وصف مثل هذه القرارات العشوائية، التي أقحمتهم عنوة برحم معاناة لم يشهدوها منذ حلول الشهر الفضيل.

الحدث توافق كذلك مع تواجد الطريق الاجتنابي شرشال/سيدي غيلاس خارج حيز الخدمة، بسبب أشغال إعادة تثبيت الحواجز الإسمنتية التي سقطت بسقوط أمطار الربيع، لتتأزم وضعية السائقين المتوافدين من كل حدب وصوب بمدخل ومخرج مدينة شرشال، وسط انتقادات كبيرة للقائمين على انجاز كان من المفروض تأجيله ليلا أو إلى ما بعد العيد، ليفاجئ السائقون بواحد من أسوء القرارات المتخذة في الوقت غير المناسب من طرف مديرية الأشغال العمومية لولاية تيبازة، مستسلمين لواقع اختناق مروري لم تشهده العاصمة القيصرية منذ أشهر، رغم محاولات الكثيرين الهروب من منافذ أخرى ولكن..”كل الطرق تؤدي إلى الجحيم”.

الأشغال جاءت استجابة لطلب السلطات المحلية لبلدية شرشال من المديرية الولائية للأشغال العمومية، قصد تهيئة المدخلين الغربي والشرقي للمدينة عبر نزع الزفت القديم بالطريق الوطني رقم 11، وهو القرار الذي جاء متأخرا من طرف المصالح المعنية، حسب تصريحات نائب رئيس البلدية “فيصل عزاز” لشرشال نيوز، مؤكدا أن البلدية راسلت مرارا وتكرار مديرية الأشغال العمومية حول الموضوع، قصد التدخل سريعا وإنهاء أشغال كانت منتظرة منذ فترة قاربت الشهر ونصف، ولا يمكن حسبه إيقافها بعد نزول آلة حفر الزفت إلى الميدان، وقال أنه كان من المفروض الشروع فيها ليلا تفاديا لعرقلة مصالح المواطنين…

في ظل هذه الظروف المشحونة والتي ميزتها المشادات والملاسنات الكلامية بين السائقين..المواطنين والقائمين على هذا المشروع، تدخل عناصر أمن الدائرة لتنظيم حركية سير المركبات والتقليل من حدة الاختناق المروري الرهيب عبر كامل المنافذ (تيزيرين، الثانوية الجديدة، طريق الميناء والطريق الرئيسي..)، اختناق ازداد بمرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل..ما جعل الحابل يختلط بالنابل عبر انتقادات وجهت سهاما لعمال المؤسسة المكلفة بالانجاز، لتبقى شرشال معانقة بطريقة أو بأخرى للحركة المرورية الصعبة، إلى غاية فتح الطريق الاجتنابي تمهيدا… لفك العزلة عن سكانها.

سيدعلي.هـ