حول لأوكار للمنحرفين ولمفرغة عمومية في غياب مصالح قطاع الثقافة: المعلم الأثري “برج النابوط” بشرشال يشتكي حالته الكارثية والعوامل الطبيعية تهدّد بانهياره كليا

يعتبر “برج النابوط” بشرشال واحدا من الموروثات الثقافية التي تعود لعقود مضت، والذي تمّ صرف النظر عنه في السنوات الأخيرة دون رد الاعتبار له، كموقع اثري يستحق الرعاية والاهتمام …قبل أن يستسلم لواقع سقوط أجزائه تباعا، بعيدا عن أي تحرك للمصالح المعنية يقضي بحفظ ما تبقى من هذا المعلم المصنف وطنيا بمساحة تقدر بـ220 م2، والمتواجد بدوره بحي سيدي يحي عبر موقع مرتفع سمح آنذاك بمراقبة المدينة والسواحل البحرية الواسعة من منطقة شنوة شرق إلى تنس غربا، وساهم في تأمينها من الناحية الجنوبية….
تاريخ “برج النابوط” بشرشال يكتنفه الكثير من الغموض، خاصة وأنه لم يلقى الاهتمام الأوسع من طرف الباحثين، فهناك من ينسبه إلى الإسبان الذين احتلوا المدينة سنة 1511م، رأي يعتبر وليد الفترة الاستعمارية، في وقت ينسبه آخرون للأتراك بحجة إمكانية استغلالهم له، كما أن هناك تأكيد أنه استغل من طرف الجيش الفرنسي، لطبيعة عناصره المعمارية ومادة البناء (الحجارة، الآجر، الحديد)، وحالته اليوم تزداد سوء يوما بعد يوم بعد انهيار أجزاء كبيرة منه، بسبب العوامل الطبيعية من جهة (زلزال أكتوبر 1980)، وبشرية لتموقعه بمنطقة معزولة عن كل عوامل الحماية، فالحقيقة تؤكد أن البرج وملحقاته لحقت بها أضرار عديدة…
هي زيارة تفقدية قمنا بها إلى هذا الموقع الذي بات يشتكي مؤخرا وضعيته المخزية، اثر تحويله لأوكار للمنحرفين ، المستغلين لغياب الرقابة لتجسيد مختلف السلوكات اللاخلاقية خلسة أعين الناس، وصولا للرمي العشوائي للنفايات بداخله ومنه تجسيد مفرغة عمومية عكست واقع إهماله كليا، صور رصدناها ولسان الحال يؤكد ضرورة تدخل المسؤولين عن قطاع الثقافة بالمنطقة، قصد مباشرة إجراءات ترميمه وتهيئته، فهو الأقدم مقارنة بالموروث الثقافي “باب فلسطين” (باب الغرب) الذي باشرت السلطات المحلية عملية ترميمها، عبر المؤسسة الولائية العمومية لصيانة الطرقات وتزيين الحدائق وصيانة الإنارة العمومية EPIC، ليبقى ذلك مطلبا ملحا لدى العديد من المهتمين بالموروث الثقافي للمنطقة والقضاء على واحد من النقاط السوداء بالمدينة الأثرية “شرشال”.
سيد علي هـ