محرومون من أبسط متطلبات العيش الكريم: سكان دوار بوحريز بأعالي جبال مسلمون يعيشون العزلة والحرمان بكل أنواعه في غياب تام للسلطات العمومية

في صمت و سكوت رهيب يعيش سكان دوار بوحريز أو كما يسميه أهل المنطقة بدوار بوزيرو المعاناة و العزلة و التهميش من جميع، دون أي التفاتة للسلطات المعنية في منطقة بأعالي جبال بلدية مسلمون و التي تبعد بحوالي 30 كلم عن مقر المدينة وعلى رأس إحدى الجبال الشامخة يعيش سكان هذا الدوار حياة شبه بدائية.
لا علاج لا غاز لا نقل و لا تغطية لشبكة الهاتف و الأنترنت و لا محلات و لا أدنى ضروريات العيش، و شروط الحياة الكريمة بدوار بوزيرو، ما خلق حالة من العزلة و التهميش لسكان الدوار نتيجة غياب كل ما هو متعلق بمفهوم الحياة البسيطة و الحقوق الواجب توفّرها كباقي المناطق و الدواوير الأخرى .
شرشال نيوز تنقلت للدوار لرصد وقائع الحياة التي يعيشها أهل المنطقة عن كثب فكانت المفاجئة صادمة !!! فقاعة للعلاج بُنيت و شيّدت منذ عدة سنوات (في تسعينيات القرن الماضي ) لم يتم فتحها واستغلالها ليومنا هذا في أمر يبعث بطرح عدة تساؤولات عن السبب بالرغم من الحاجة الماسة لقاعة علاج لسكان المنطقة ، و بالرغم أيضا من أنه تمّ إعادة ترميمها و بناء جزء جديد للقاعة سنة 2016م لكن لمن؟؟ للأشباح !!! ، ليتنقل المريض 30 كلم كمسافة للعلاج و إذا كانت حالة مستعجلة فمصيره الموت و الحالات عديدة .
ملحقة البلدية هي الأخرى بنيت و شيدت عام 2014م بالمحاذاة مع قاعة العلاج المهجورة لتلقى نفس المصير بالرغم من الحاجة الماسة لها مع العلم أن سكان الدوار في تزايد مستمر فأكثر من 50 عائلة و 400 فرد يقطع مسافة 30 كلم لأجل استخراج ورقة .
شرشال نيوز و في حديثها مع بعض سكان الدوار عن سبب بقاء الملحقة مغلقة ليومنا هذا أنه راجع على حد لسان مسؤولي بلدية مسلمون لانعدام التغطية بشبكة الأنترنت ليكون العذر أقبح من ذنب ! ، أين طالب هؤولاء السكان رئيس البلدية في عديد من المرات بفتح الملحقة و قاعة العلاج المغلقة منذ تدشينهما لكن دون تحرك يذكر .
محلات الرئيس بالدوار هي الأخرى كان مصيرها الشغور منذ بنائها سنة 2006م لم يتم استغلالها ليومنا هذا بالرغم من الحاجة الماسة للمحلات بدوار بوزيرو كالمواد الغذائية العامة و غيرها .
مشكل الغاز الطبيعي واحد من المشاكل التي تؤرق و تصعب من حياة السكان بالمنطقة فالتنقل عدة كيلومترات لأجل الحصول على قارورة غاز خاصة في فصل الشتاء و برودة المنطقة الجبلية و المرتفعة عن سطح البحر ، فمن له وسيلة نقل ضمن التدفئة و التنقل للحصول على قارورة الغاز في حين أن البعض الآخر يصعب الحصول عليها مما يخلق معاناة كبيرة و صعوبة في العيش .
انعدام النقل الخاص بالمنطقة أيضا يساهم في عزلة المنطقة و سكانها ، فصعوبة التنقل من دوار بوحريز لمدينة مسلمون على مسافة 30 كلم كاملة يتطلب توفير خط سير لحافلة نقل مع العلم أن الطريق معبد و لا بأس به .
انعدام التغطية الهاتفية، وتوفير الولوج لشبكة الأنتريت زاد من عزلة المنطقة، كما أنّ انعدام الإنارة العمومية و المرافق الرياضية و التزود بالماء الشروب و عدة مشاكل أخرى يعيشها سكان دوار بوحريز..
يأمل سكان بوحريز أن تلتفت إليهم السلطات البلدية و الولائية ، و من منبر جريدة شرشال نيوز أبوا أن يمرروا رسالتهم المتخمة بالإحساس بالظلم لوالي الولاية موسى غلاي لتوفير جزء بسيط لضمان عيش كريم كباقي سكان مناطق الولاية الأخرى.
ط/عبد الرحمان