ANEP: PN2500008

تناول هذا الأسبوع موضوع العنف الأسري والمجتمعي: مسجد الرحمن بشرشال يواصل سلسلة ندواته مع الأخصائيين والأساتذة الجامعيين

في جلسة تربوية تعليمية حلّ ضيفا على أسرة مسجد الرحمن ورواده هذا الجمعة 27 أفريل  السيد حيادي حين عبد القادر وهو أستاذ علم النفس التربوي بجامعة تيبازة واستشاري أسري وتربوي بالعاصمة، له دراسات متخصصة في الاتصال، صاحب مؤلفات القيّم التربوية عند التلاميذ، الذكاء الوجداني وأيضا المشكلات السلوكية عند التلاميذ المراهقين…

العنف الأسري و المجتمعي، كان هذا موضوع المحاضرة التي ألقاها الأستاذ حيث استهل حديثه بالأسف الشديد للخطأ الكبير الذي وقع فيه الإعلام أو بعض المؤسسات الإعلامية وذلك لتضخيمهم لبعض الممارسات الخاطئة والمشاكل العائلية التي نتج عنها تصدير بعض الأفكار الإجرامية ثم تطرق بعده إلى التفصيل في أنواع العنف ليذكر منها ما هو لفظي وعنف رمزي أو إشاري وعنف جسدي إلى غيرها ….

في حديثه عن المجتمع الجزائري أكّد الأستاذ أن الجزائري لم  يرتح جراء الحروب المتتالية ومحاولات الاستعمار التي مرّت عليه لذلك لم يتسنى له صنع حضارة خاصة به مما أدى إلى اكتساب حالة من الاندفاع وشيء من العنف في شخصيته، كما أوضح أن الإخاء هو أساس بناء المجتمعات ضاربا مثالا جليلا في شخص النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى المدينة مهاجرا حين آخى بين المهاجرين والأنصار في أول خطوة لبناء مجتمع متماسك، عندها قارن الأستاذ بين المجتمع الإسلامي والغربي ليخلص إلى أن هذا الأخير هو مجتمع العنف الحقيقي مستدلا بعدد القتلى المترتب عن الحرب العالمية الثانية وحدها والحرب في الهند إلى غير ذلك، ولتحريف هذه الحقيقة أراد الغرب محاربة الإسلام بتوظيفه للدين بنشر الفرقة بين المسلمين على أساس طائفي.

في تطرّقه إلى الأسرة أكّد الأستاذ أن السبب الرئيسي للعنف الأسري هو غياب الوعي التربوي لدى الأبوين فالتربية بتعنيف الأطفال ينعكس سلبا على حياتهم مستقبلا بآفات أطلق عليها الأمراض الخبيثة كالكذب والمراوغة وغيرها من الآفات الاجتماعية فالطفل المربى بالعنف سيكون إما عنيفا أو منزويا منطويا على نفسه منعزلا عن مجتمعه فالأبناء يتعلمون مما يتعاملون به.

وفي حل لهذه المشكلة أكّد على أن الطريقة السليمة للتربية الصحيحة هو الحوار والحب والعطف وهو طريق القلوب حيث أطلق عليه مصطلح النجاح العاطفي وهو ما يكون بفهم عواطفك وانفعالك وقدرتك على تسييره والسيطرة على عليه ناهيك عن فهم الآخرين وتحليل شخصيتهم وأن أفضل من وضّف هذه القاعدة وأعظم مرب هو النبي صلى الله عليه وسلم مستدلا بقبسات من سيرته العطرة من تعامله عليه الصلاة والسلام، لتختتم هذه الندوة القيمة بمناقشات وإضافات وأسئلة أجاب عنها الأستاذ مما زاد الموضوع تحليلا اكبر وإيضاحا أشمل ليكرم الضيف بعدها من طرف الإمام الشيخ بن عامر بوعمرة.

ع.خلفي