النّفايات ترمى عشوائيا من الطوابق العليا للبنايات !:غياب الثقافة البيئية لدى المواطنين يغرق شرشال في القمامة والعقلاء يدعون لحملات تنظيفية على مستوى الأحياء

كثيرة هي الشكاوي والمراسلات التي تصل شرشال نيوز تباعا حول موضوع النظافة في مدينة شرشال، ومن أحياء عديدة والتي غالبا ما تكون ممزوجة بكثير من التحسر والتذمر لما آلت إليه منطقة، تغير فيها مؤخرا مفهوم السياحة ملامسا معاني النفايات على اختلاف أشكالها، فتزينت حدود السكنات بأكياس القمامة والأوساخ ورسمت القارورات البلاستيكية وجودها العشوائي في كل مكان، وتحولت الأماكن المنصوحة للرمي فيها إلى نقاط سوداء عنوانها “القذارة”.
وهنا…كان لابد للثقافة البيئية أن توجه أصابعها للمواطنين بما فيهم القائمين على شؤون البلدية، محملة إياهم مسؤولية تحوّل المدينة إلى مهزلة حقيقية، المشي في أزقتها يضعك في موقف محرج للغاية… فحتى مجاري المياه تسبح في النفايات.
هي جولة تفقدية قمنا بها بحي قايد يوسف صبيحة هذا الاثنين 15 أوت، وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن المواطن يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه نظافة حيه، فكانت المساحات تستغيث طلبا للحفاظ على نظافتها وخضرة أشجارها، أما حدود البنايات السكنية فاكتست حلّتها الجديدة من الأكياس والقارورات البلاستيكية، أوراق الكرتون، الحشائش والقائمة طويلة، في مشهد دفع ببعض القاطنين هناك للتفكير في عقد لقاءات مستعجلة مع مختلف الأطراف تنسيقا، للخروج بصورة الحي من الظلمات إلى النور !
رائحة الدخول المدرسي بدأت تفوح بالمدينة من خلال مآزر التلاميذ التي تعرض حاليا على واجهات المحلات، في وقت انتشرت فيه القمامة على حدود مدرسة “حبوش محمد” بحي قايد يوسف، ليكون أول درس يتلقاه التلميذ قبل دخوله قاعة التدريس “التلوث البيئي” و الأستاذ هنا… “الطبيعة”.
مصائب حي قايد يوسف لا تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته وصولا إلى محلات الحرفيين، حين تحوّلت سلالمها إلى أوكار للمنحرفين ومقر لرمي القمامة والأوساخ بشعار “يا لمشبح من برا واش حالك من الداخل”، روائح كريهة وصورة بشعة التقطناها من عين المكان، أين رصدنا تذمرا رهيبا لمواطنين يسلكونها للمرور بالشارع الرئيسي، باعتبار هذه المحلات مقابلة للسكنات.
النفايات لا تزال تنتشر على طول وعرض حي المهام، رغم مساعي المصلحة التقنية التابعة للبلدية للقضاء على هذه النقاط السوداء، إلا أنها أصدمت بظاهرة الرمي العشوائي لأكياس القمامة من الطوابق العليا للبنايات دون تحمل عناء وضعها في مكانها المخصّص، وهنا …فقدت المساحات الخضراء جمالها…
الحديقة المحاذية للطريق المؤدي لثانوية الزيانية هي الأخرى، تشهد يوميا تجاوزات حمراء للمواطنين من خلال ترك بقايا المأكولات والمشروبات أسفل الكراسي، أو بين الشجيرات التي زرعت فيها للزينة متخذين قرار التضحية بصورتها كليا ومحولين إياها إلى “حديقة لمختلف أنواع النفايات”، أين أكد الكثيرون ممن تحدثنا إليهم أن المواطن هو من يتحمل مسؤولية هذه الصورة الكارثية، التي توحي وكأنك جالس وسط مفرغة عمومية.
ظاهرة الرمي العشوائي للقمامة تجاوزت الأحياء والحدائق العمومية، وصولا إلى الطريق الوطني رقم 11 في جزئه الرابط بين بلديتي شرشال وسيدي غيلاس، حين حوله المصطافون ومستعملو السيارات الى مكان مميز للتضحية بالبيئة والمحيط خلسة عن أعين الناس، مغتنمين فرصة التوقف لاقتناء الخضروات والفواكه التي تباع على حافة الطريق، وهي الملاحظة التي استنتجها المسافرون المتنقلون يوميا عبر الحافلات.
مشكل النظافة بعد أن طال كلّ الأحياء بفعل فاعل …ها هو يتمرد تشويها لصورة المقبرة، فأغرقت حدودها والطرق المؤدية إليها بالقمامة، ناهيك عن التجاوزات الأخلاقية التي تحدث فيها يوميا وغير بعيدة عن الأموات !.. هي مشاهد تأثر لها كل زائر للقبور داعيا السلطات المحلية إلى وضع حد لهؤلاء، وإيقاف مدّ الأوساخ نحو مكان يتوجه إليه الناس للترحم على الموتى، معتبرين تنظيف المقبرة ومحيطها من حقوق الموتى على الأحياء..
سيدعلي هرواس