ANEP: PN2500008

حالة طوارئ تُنذر بأيّامٍ عِجاف: تراجع منسوب سد بوكردان يؤزّم وضعية توزيع المياه بشرشال والجهة الغربية لتيبازة

يشتكي سكان بلديات الجهة الغربية لتيبازة مؤخّرا، من حالة الماء الشّروب الذي يصل إلى بيوتهم ككل عملية تزويد، والمائل بلونه إلى الأحمر مع تلوثّه بالتّراب، ما يؤكّد دخول المواطنين بهاته البلديات أيام عجافٍ جديدة مع الإنخفاض الرهيب لمنسوب مياه سد بوكردان بسيدي اعمر وشح الأمطار، في أزمة عطش من شأنها أن تتأزّم أكثر بتداعياتها على الحياة اليومية والقدرة الشرائية للمواطنين بالدرجة الأولى…

“أزمة العطش تصل أعلى درجاتها بشرشال وباقي بلديات الجهة الغربية والسّكان يعانون”

هذا ولا تزال أزمة العطش تعصف بأحياء بلدية شرشال كواحدة من أبرز البلديات المتضرّرة من ناحية التزوّد بالماء الشّروب، مواطنون أعلنوا حالة الطوارئ بمنازلهم عبر مختلف المجمّعات السّكنية والأحياء الكبيرة، خاصّة القاطنون بالعمارات ذات الطوابق العليا وغيرهم، وإن كان المسؤولون عن قطاع الموارد المائية بولاية تيبازة لم يعلنوها بشكل مباشر، إلا أن تداعيات الأزمة ألقت بضلالها على ساكنة بلدية شرشال وسيدي سميان والجهة الغربية للولاية، بجفاف حنفيات مواطنيها لأيّام وأيّام، ودخولهم ككل مرّة في حالة ترقّب تزويدهم بهذه المادة الحيوية بكثير من المعاناة…

“مع انخفاض منسوب سد بوكردان وشح الأمطار… محطّة فوكة الحل الأقرب لتجاوز الأزمة”

ومع انخفاض منسوب مياه سد بوكردان بسيدي اعمر، تقوم مؤسّسة سيال بتزويد ساكنة هذه البلديات من خلال الحصص المحدودة التي تصل من السّد إلى خزانات المياه، ضمن برنامج حذر تساير من خلاله مصالح الموارد المائية الأزمة بأيام لتجنّب جفافه بشكل نهائي، ما يجعل أمر الإستنجاد بمحطة فوكة لتحلية مياه البحر أكثر من ضرورة، حالة تأخّر سقوط الأمطار وتواصل جفاف الأودية والآبار الإرتوازية في فصل الشتاء مع التغيّرات المناخية في السنوات الأخيرة.

“أزمة العطش بين مطرقة توزيع حصص سكنية جديدة وسندان واجب تزويد المؤسسات التربوية والصّحية بالمياه”

ومع توزيع مجمّعاتٍ سكنية جديدة عبر مختلف البلديات وعودة التلاميذ إلى مقاعد الدّراسة، تزداد مسؤوليات أخرى على مسؤولي هذا القطاع الهام والسّلطات المحلية، لتزويد هذه المجمّعات وجموع الأحياء والمؤسّسات التربوية بالماء الشّروب، بغض النظر عن المؤسّسات الصّحية والمساجد وغيرها، فبين مطرقة جفاف سد بوكردان بسيدي اعمر وسندان شح الأمطار، حكاية أزمة جفاف حادة فرضت التيمّم على الكثيرين لأداء الصلوات!.

سكّان شرشال والجهة الغربية لتيبازة يُفاجؤون بمياهٍ يميل لونها إلى الأحمر! “

في ظل هذه الظّروف غير المستقرة بالعديد من أحياء بلدية شرشال تجاه أزمة التزوّد بالماء الشّروب، على غرار أعالي برج الغولة، وسط المدينة، الديانسي، المهام، باكورة، حي قايد يوسف، واد الحمام، تيزيرين وغيرها من المجمعات السكنية، تتلقى مؤسّسة سيال يوميا وتحت الضّغط عدّة شكاوي حول الموضوع، بدخولهم بكثير من المعاناة في رحلة البحث عن قطرات ماء لا تسمن ولا تغني من جوع، وصعوبة اقتناء صهاريج مياه متنقّلة مع الظروف الإجتماعية الصّعبة للفئات الهشة والغلاء الذي يعصف هو الآخر بجيوب المواطنين وحاجاتهم الضرورية، فبعد الجفاف الذي يعصف بهم لأيّام، هاهم اليوم يصطدمون بمياه تصل حنفياتهم بلون أحمر ترابي، يؤكّد الوضع الخطير لسد بوكردان وحالة الطوارئ التي أُعلِنت بشكل غير مباشر، بعد موسم اصطيافٍ ساخنٍ على كل المستويات…

“تحرّك المسؤولين المحليين على أعلى مستوى وتضافر الجهود ضرورة لتجاوز الأزمة استنادا على مصادر أخرى”

هذا وتتعالى حاليا الأصوات مطالبة والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة” بالتدخل، وحل مشكلة العطش القابلة للتأزّم أكثر، عبر برنامج توزيع عادل يكون بالإستنجاد بمحطة فوكة، أو سيدي غيلاس عبر حقل مسلمون، كحل استعجالي يساير الأزمة بشرشال المتضرّرة، في وقت يبقى فيه مشروع تحويل مياه سد كاف الدير بالداموس لشركة كوسيدار قنوات، منتظرا على المدى البعيد نوعا ما لتصل مياهه إليها، بعدما تأخّر ربط بلديتي بني ميلك والداموس كمرحلة أولى من هذا المشروع الحيوي الهام، ليبقى سكّان أحياء شرشال يعانون من أزمة عطش حادة، تستدعي تحرّكا على أعلى مستوى بولاية تيبازة، للنظر في قضية الرفع أكثر من حصة المياه الموجّهة إليها لإغناء المواطنين عناء العطش مع عودة التلاميذ إلى مقاعد الدّراسة.

سيدعلي هرواس