ANEP: PN2500008

في ظل أزمة مياه حادّة بأغلب بلديات ولاية تيبازة: انهيار القدرة الشّرائية قبل دخولٍ اجتماعيّ هاجسه الأسعار

تشهد أسعار الخضر والفواكه والحبوب بولاية تيبازة كغيرها من ولايات الوطن في الأشهر الأخيرة، ارتفاعا جنونيا وقياسيا عبر مختلف الأسواق، لتنهار بهذه الأرقام الخيالية القدرة الشرائية للمواطنين، خاصّة بالنّسبة للفئات الهشّة وذوي الدّخل الضعيف، ومع اقتراب الدّخول المدرسي الجديد، تجد العديد من العائلات التي تعيش وضعية إجتماعية محدودة نفسها أمام ظروف صعبة، فبين كتبٍ وكراريس تستعد هي الأخرى بأسعارها المرتفعة لتعميق جراح الجيوب الهشّة، وبين ملابس وكسوة باتت حلم العديد من المتمدرسين قبل عودتهم إلى مقاعد الدراسة، في زمن الغلاء الفاحش للمواد الغذائية والمستلزمات الضرورية للتلميذ….

هذا ولم يسبق لأسعار الخضر والحبوب الجافة ومختلف المواد الغذائية أن تصل أسعارها إلى ما وصلت إليه في الفترة الأخيرة، خاصّة الطماطم (180 دج)، السلاطة(200 إلى 300 دج)، الفاصولياء الخضراء (250 دج)، الفلفل (160 إلى 200 دج…)، أما الحبوب والبقوليات عامّة فحدّث ولا حرج ( العدس، اللوبياء، الأرز وغيرها، والتي باتت حديث الجميع، فحتى الخضر التي يتمّ جنيها في موسمها لم تسلم من موجة الغلاء، ليصبح اقتنائها لمن استطاع إليها سبيلا، مثلها مثل عديد الفواكه، فيما يرجّح الفلاحون والتّجار سبب غلائها للجفاف وشح الأمطار الذي تشهده بلادنا والعالم في السنوات الأخيرة، ونقص المياه وانخفاض منسوب ماء الآبار الإرتوازية وجفاف الكثير منها، حال دون اصطصلاح الأراضي الفلاحية وزراعتها وسقيها، واقتصار ذلك فقط على بعض الفلاحين، ليكون الفارق شاسعا بين العرض والطلب، وبينهما مواطنون أحرقت هذه الأسعار جيوبهم وأزّمت وضعيتهم المعيشية قبل أيّامٍ عن الدخول المدرسي الجديد، في ظل أزمة عطش حادّة، تعصف هي الأخرى بأغلب البلديات خاصّة بلدية شرشال، كواحدة من أبرز البلديات المتضرّرة مع الإنخفاض الرهيب لسد بوكردان بسيدي اعمر، وإعلان سكّانها حالة طوارئ قصوى بالبيوت، نظرا لجفاف حنفياتهم لأيّامٍ وأيّام، وسط دعوات للنظر في رفع حصة المياه الموجّهة إلى شرشال من طرف السلطات الوصية، ولسان الحال يتحدّث عن وضع متأزّم وقابل للتأزّم أكثر…

في ظل هذه الظّروف التي ألقت بظلالها موجة الأسعار على الحياة المعيشية للمواطنين بولاية تيبازة، ومحاولات دعم السوق بمختلف البقوليات والحبوب الجافة لضبط الأسعار من طرف مصالح التجارة، إلاّ أنّ رياح الأسعار تجري بما تشتهيه أنفس التجّار، ومع بدء العد التنازلي لعودة التلاميذ لمقاعد الدراسة، تستعد العديد من الجمعيات الخيرية، للوقوف إلى جانب التلاميذ الفقراء، كواسطة بين المنفقين والمتمدرسين الأيتام والمحتاجين، في ظل حملات المساهمة بالكتب المستعملة وجمع المحافظ والكراريس التي انطلقت عبر مختلف بلديات ولاية تيبازة، والتي من الواجب تشجيعها والإلتفاف حولها لدخول مدرسيّ ناجح بالنسبة لفئة تعاني في صمت وسكون، شريحة جريحة اجتمعت عليها الأسعار المرتفعة وباقي الأزمات الإجتماعية، لتعيش أصعب أيّامها قبل الدخول المدرسي الجديد.

سيدعلي هرواس