ANEP: PN2500008

وعود المسؤولين لا حدث وفريق كرة السلة لأحمر العين بحاجة إلى الدعم: آمال تشريف الجزائر في برشلونة الإسبانية تصطدم بصخرة الإهمال والبيروقراطية

خابت آمال لاعبي ومحبي فريق كرة السلة لبلدية أحمر العين، بسبب عدم المشاركة في الدورة الدولية التي ستحتضنها برشلونة الإسبانية بدءا من الجمعة المقبل 29 جوان، حيث حرم أشبال وأصاغر المدربين عميروش مهدي وقبو محمد أمين من مقارعة ما يناهز العشرين منتخبا أمريكيا وأستراليا وأوروبيا لتشريف الألوان الوطنية والعودة بالزاد كاملا بعد برنامج مكثف من التحضيرات البدنية والنفسية والإجراءات الإدارية.

وحسب مسيري الفريق لـ”شرشال نيوز” فإن سبب عدم المشاركة يعود إلى نقص الدعم المادي والمعنوي والتأخر الحاصل في مواعيد الحصول على التأشيرة الخاصة بالفريق والوفد المرافق له على مستوى السفارة الإسبانية بالجزائر، حيث عاد مسؤولو فريق جمعية الشباب الرياضي التي يرأسها الشاب فارس قوادر بخفي حنين بعد رحلة شاقة مع الإجراءات التي استغرقت وقتا طويلا بين سفارة إسبانيا والموقع الإلكتروني “تي ال اس” للحصول على “الفيزا” في ظل غياب المرافقة والدعم من طرف الجهات المعنية التي فوتّت على نفسها فرصة تشريف الجزائر وتيبازة وأحمر العين ورفع العلم الوطني عاليا في سماء برشلونة.

فريق واعد حقّق الأهم والفضل يعود لرجال الخفاء

وبالعودة إلى إنجازات الفريق الذي ذاع صيته محليا ووطنيا، فقد تمكن لاعبوه من تحقيق عديد الإنجازات بتنشيطهم لـ 03 نهائيات وتتويجهم بكأس الجزائر وبالبطولة الوطنية، بعد مواجهات ساخنة جمعتهم بمنتخبات يحسب لها ألف حساب.

وكان الفريق تابعا للنادي الهاوي أولمبي منتصر أحمر العين “لواما” قبل أن يصبح تحت وصاية جمعية الشباب الرياضي منذ العام 2006، أين تداول على تسييره العديد من محبي هاته الرياضة التي تطورت بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية رغم نقص الإمكانيات والدعم، على غرار زروالي جيلالي و شباح صالح وخليفة عبد القادر ورضا مغوفل والشاب فارس قوادري الذي يترأس الجمعية منذ العام 2012، وهي السنة التي حقق فيها الفريق أولى النتائج النوعية بتأهل الأصاغر والأواسط إلى الدور ربع النهائي وفي 2013 تأهل الأواسط والأشبال مجددا إلى الدور ربع النهائي أيضا لكأس الجمهورية.

أما المنعرج الحاسم للنادي الذي سطع نجمه بفضل عديد اللاعبين فكان في العام 2015 بتحقيق الأصاغر لأول لقب وطني بكأس الجزائر في اللقاء الذي جمعه بفريق معسكر في قاعة حرشة حسان مع تضييع فرصة التتويج بالبطولة الوطنية بسبب تواجد أغلب اللاعبين مع الفريق الوطني في تربص تحضيري بسلوفينيا.

كما نشط أشبال الفريق في العام 2016، نهائي كأس الجمهورية أمام فريق سيدي اعمر في لقاء ولائي بامتياز، انتهى بتتويج هذا الأخير بفارق 04 نقاط، وظفر الأشبال العام الماضي بلقب البطولة الوطنية أمام فريق سطيف وخسروا أمامه الكأس، ليواصلوا تحقيق نتائجهم الباهرة بالظفر بالمرتبة الأولى في الدورة الوطنية التي احتضنتها ولاية تيزي وزو في نفس السنة، وتنقلوا هذا العام إلى ولاية سطيف لتمثيل ولاية تيبازة أين احتلوا المرتبة الثالثة بعد مقارعة منتخبات قوية.

وتخرج على يد الجمعية، عديد اللاعبين المميزين ممن تقمصوا ألوان الفريق الوطني على غرار قائد الفريق الوطني يازيزاين عادل لصنف الأواسط إلى جانب زميليه قبو علاء وأنيس لحياني حت قيادة المدرب سحنون سيد أحمد المدير الفني للجمعية.

وشرّف الفريق في صنف الأشبال اللاعبين الواعدين الأحول سامي وعمار صهيب في الفريق الجهوي والوطني واللاعب دليخ رامي في صنف الأصاغر للفريق الوطني والجهوي.

وتحصي الجمعية ضمن صفوفها 25 لاعبا في صنف المدارس، 30 في البراعم، و15 لاعب في كل من الأصاغر والأشبال والأواسط  تحت قيادة مدربين شبه متطوعين بسبب نقص الدعم المادي خاصة، حيث يتحصلون على منح ومبالغ رمزية.

عدم الإفراج عن الإعانات المالية ونقص المنافسة في صلب المشاكل

ويتخبط الفريق الذي يعاني من نقص المنافسة بسبب عجز مسيريه عن تسديد حقوق المشاركات المحلية، الولائية، الجهوية والوطنية في عدة مشاكل أبرزها ظروف التدريب على مستوى القاعة المتعددة الرياضات إلى جانب عديد الفرق الأخرى في شتى الرياضات ككرة اليد، والكاراتي والملاكمة والكيك بوكسينغ والايروبيك والايكيدو، حيث يتأثر لاعبو الفريق بضغوط التدريبات على مستوى القاعة أو بدار الشباب حاج علي عبد القادر أو لعجال سعيد في ظروف صعبة للغاية.

وكان مسؤولو الجمعية التي لم تتلقى خزينتها إعانتها البلدية منذ عامين قد تلقوا وعودا جوفاء لتخصيص مشروع من أجل إنجاز قاعة لكرة السلة على غرار نظرائهم بسيدي اعمر وحجوط التي تتوفر على القاعة رغم غياب فرع لكرة السلة، إلا أن الوعود ذهبت بذهاب المسؤولين.

كما لم تر وعود هؤلاء النور بعد أن تلقوها منذ ما لا يقل عن الخمس سنوات لتزويد الفريق باللوح الالكتروني، حيث لا يزالون يتدربون باستعمال الطرق البدائية التي يستعمل فيها اللوح الخشبي.

ورغم دعم الفريق من طرف بعض محبيه و مديرية الشباب والرياضة الولائية بضمان المبيت والبذلات الرياضية والنقل والإعانة المالية، إلا أنه يبقى بحاجة لمزيد من الاهتمام والدعم لا سيما وأنه حقق نتائج باهرة.

ويعاني الفريق من أزمة مالية حادة، حيث لم يتمكن من دفع حقوق المشاركة في المباريات الكروية الولائية والجهوية للرابطة الولائية والمقدرة بـ34 مليون سنتيم، يدفع منها 17 مليون سنتيم والمبلغ الآخر تتكفل به المديرية.

ويعود سبب عدم الإفراج عن الإعانة المالية البلدية للفريق التابع للجمعية المداومة على إنجاز تقاريرها المالية والأدبية بسبب ربط مصيره بمداولة النادي الرياضي الهاوي الذي يعاني من بعض الإشكالات الإدارية والتسييرية نتيجة عدم إيداعه للتقريرين المالي والأدبي، وهو ما أثار استغراب الكل كون أن الفريق تابع لجمعية رياضية لا دخل لها في شؤون النادي الرياضي الهاوي لأولمبي منتصر أحمر العين.

وفي هذا السياق، تعاني عديد الجمعيات الأخرى من نفس الوضع بسبب ربط مصيرها بالـ”سياسا”.

تكوين فريق أكابر للمشاركة في المنافسات المحلية والدولية

ويهدف مسؤولو الفريق إلى تكوين فريق في صنف الأكابر للموسم الرياضي المقبل حسبما كشف عنه مدرب الأواسط “سحنون سيد أحمد” لـ”شرشال نيوز”، وذلك من أجل الاحتفاظ بالعديد من لاعبي الأواسط الراغبين في الرحيل بسبب نقص المنافسة وتلقي العروض من عدة فرق ومنتخبات قوية ترغب في “اصطياد العصافير النادرة”، شأنهم شأن المدربين الذين تلقوا هم الآخرون عروضا من فرق أخرى.

وتتخوف الجمعية من استنزاف طاقاتها الشبانية وأن تحصد فرق أخرى نتائج جهود مضنية طيلة سنوات، ولم يتمكن الفريق من المشاركة هذا الموسم في البطولة الوطنية بسبب نقص المنافسة وتكاليف حقوق المشاركة وغيرها من المصاريف.

وكان مسؤولون بالمجلس البلدي قد وعدوا الفريق بالوقوف إلى جانبه خلال اختتام الدورة الكروية التي جرت فعالياتها مؤخرا بالقاعة المتعددة الرياضات والتي انتهت بتكريم الفرق الفائزة في الدورة، ما أعاد بصيصا من الأمل لهؤلاء من أجل تحقيق الأهداف المسطرة ومواجهة التحديات التي تنتظرهم على المستوى المحلي، الجهوي، الوطني، القاري والعالمي.

بلال لحول