ANEP: PN2500008

وضعيتها الصّحية مُتأزّمة في ظل إعاقتها الذّهنية: زُهرة…حكاية امرأةٍ ألقاها القدر إلى الشّارع منذ سنوات بشرشال والمصالح المعنية مُطالبة بالتدخّل

“فاطمة الزهراء”.. هي المرأة التي لم تبتسم لها الحياة منذ سنوات لتعيشها كباقي النساء، ولم تذق طعم السعادة بمجتمع اكتفى بالتفرّج عليها وسط هذه الأجواء الباردة، وهي في وضعية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها شبه عارية وبدون ملابس، ليحتضنها الشارع بقساوته ومرارة أيامه، والأكثر من ذلك، أن إعاقتها الذهنية لم تدفع الجهات المعنية للتحرّك بما يضمن علاجها ومرافقتها الطبية، في وجود مراكز خاصّة ومتخصّصة لعلاجها، وإن كانت هناك بعض المحاولات لكسوتها، إلاّ أنّ ردّة فعلها بفعل إعاقتها الذهنية كانت خارجة عن السيطرة ولكن…

سنوات طويلة قضتها “زُهرة” متسوّلة في شوارع وطرقات شرشال، لتزداد مؤخّرا وضعيتها سوءً بتلاشي ملابسها الرقيقة، والتي ترتديها منذ عقود من الزمن دون أن تغيّرها أو ترتدي ما يمنحه المحسنون لها، نظرا لإعاقتها الذهنية والمشاكل العقلية التي تعاني منها، امرأة لم تجد عدوّا أكثر من صحتها وظلم المجتمع لها بهكذا تهميش ولا مبالاة، فحالتها الإجتماعية والصحية، مرشّحة للتأزم أكثر مع الإنخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، وإمكانية إصابتها بمختلف الأمراض المستعصية، وبقائها متسوّلة في الشوارع من زمان وإلى يومنا هذا، يبقى وصمة عار على المجتمع ومصالح النشاط الإجتماعي وخلايا التضامن الجوارية والمسؤولين المحليين…

سكّان مدينة شرشال يطالبون اليوم بتدخّل عاجل لوالي ولاية تيبازة علي مولاي والمصالح المعنية، قصد النظر في الحالة المستعجلة لـ “فاطمة الزهراء”، والتحرّك الفعلي للسلطات المحلية ومصالح النشاط الإجتماعي لولاية تيبازة، باعتبارها المسؤولة عن الأشخاص بدون مأوى، خاصّة عندما يتعلق الأمر بامرأة ألقاها القدر إلى الشارع، لتتنفس فيه هواء المعاناة، وبجسدٍ أنهكه الصقيع البارد بعيدا عن دفئ الرعاية والإهتمام، في وقت تعتبر فيه صحّتها ذات أولوية بالغة، والعمل بجدّية على تحويلها إلى مركز مخصّص للعلاج وللمرافقة الطبّية، ومواصلة صرف النظر عنها والإكتفاء بالتفرّج على وضعيتها المزرية، يعتبر تهرّبا من المسؤولية وبعيدا عن الإنسانية.

عشرات السّنين مرّت وبقيت” فاطمة الزهراء” بشرشال بين أحضان الشّوارع والطّرقات، وبخطوات تحمل أقداما حافية، مصطدمة بنظرات المواطنين إليها، وعادة ما تواجه سلوكات الإستهزاء والتنمر عليها من طرف الأطفال والتلاميذ، لتجتمع عليها الظروف المزرية بأيادٍ صديقة وأخرى مسؤولة، فحتى الأيام الوطنية والعالمية لذوي الإحتياجات الخاصة، لم تشفع لها في أن تُنقل للعلاج أو حتى للتكفّل بها كامرأةٍ من ذوي الهمم، فأين هي “زُهرة” من برنامج مصالح النشاط الإجتماعي في التكفل بهكذا حالة اجتماعية وإستثنائية؟

سيدعلي.ه‍