وصفها المتتبّعون بـ”المجمّع القصديري” وسط المدينة العتيقة: سكان شرشال يستنكرون بشدّة تحويل الساحة المقابلة لباب الغرب إلى محلات للأكل والشرب

استنكر سكان شرشال استنكارا شديدا لما ستؤول إليه الساحة المقابلة لباب فلسطين (باب الغرب)، بعد تشييد محلات بمقاييس وصفها بعض المتدخلين في الشأن المحلي بالمجمع القصديري وسط المدينة العتيقة.
وكان أمل السكان أن تُولي السلطات المحلية أهمية لهاته الساحة التي تعتبر الثانية بعد الساحة الرومانية (السجور)، لتكون متنفسا ثانيا، ناهيك عن التناسق الجمالي الذي تمنحه لوسط المدينة، غير أن منحها كمشروع لتشييد مقاهي ومحلات بخّر هذا الرجاء الذي هزّ الكثير من أبناء مدينة شرشال، سواء الناشطين في جمعيات أو غيرهم من الذين استاءوا لهذا القرار، حيث تلقّت وتتلقّى شرشال نيوز العشرات من المكالمات و الاتصالات عبر بريد صفحتها على الفايسبوك يلحّ أصحابها مطالبة السلطات المحلية بالعدول عن هذا المشروع الذي شوّه المدينة بشكل غير مسبوق.
ويسعى نشطاء المدينة لنقل هذا الانشغال للسلطات المحلية ومناشدة والي تيبازة أبو بكر الصديق بوستة، لمراجعة هذا القرار الذي غرس محلات في مكان كان يأمل السكان أن يضيف لمسة سياحية للمدنية، غير أنّ استغلاله بهذا الشكل الذي لا يختلف عن نمو البناء الفوضوي على ضفاف المدينة، أحبط هاته الآمال.
وإن كان من واجب البلدية البحث عن مصادر مالية جديدة إلا أنّ مراعاة مصلحة المواطنين وأريحية السكان أولوية مهامها، فالغرض من ايجاد مداخيل جديدة وتنويعها هو خدمة المواطن، فإن كانت هذه المداخيل على حساب المواطن وراحته فإن النتائج تكون عكسية تماما، مثلما هو الحال من خلال هذا المشروع.
وقبل هذا كانت ساحة باب الغرب قد عرفت جدلا كبيرا سنة 2019 عند تشييد نافورة، رفضها السكان شكلا إلى أن تمّ استبدال مُجسّم “القلة والفأس” الذي لا يعبّر إطلاقا عن أبعاد مدينة شرشال بمجسّم لسمك الدلفين، أما الساحة المعنية فقد تمّ استرجاعها بعد تهديم بناية كانت آيلة للسقوط، وتقرّر آنذاك بناء مركز للصناعة التقليدية حيث وُضع حجر الأساس شهر فبراير من عام 2015، ليتمّ تعطّل المشروع وإلغائه، لتسترجعها البلدية.
ولم تعرف شرشال أيّة معارضة أواستنكار مثل هذا الذي عرفته الأيام الأخيرة بسبب تحويل هذه الساحة إلى محلات بنسق قصديري خلق نشازا في منطقة سياحية تحتوي على أهم المعالم التي تزخر بها مدينة شرشال، ولفت هذا المشروع كلّ فئات السكان خلاف بعض المشاريع التي لقيت الرفض من طرف فئات محدودة من السكان… ما جعل رقعة الاحتجاج تتّسع بشكل مُلفت لمطالبة السلطات العمومية إعادة النظر في هذا الاستغلال غير المدروس لساحة قد تحوّل المنطقة إلى معلم سياحي ومتنفّس للسكان.
حسان.خ