ANEP: PN2500008

والي تيبازة مطالب بالتدخّل لتخصيص أماكن لرمي النّفايات الصّلبة: جرائم في حق الطّبيعة بغابة مزرعة بلحسن بشرشال

تعتبر النفايات الهامدة واحدة من المشاكل التي تؤرق السلطات المحلية لبلديات ولاية تببازة، لعدم وجود أماكن صريحة لرمي هذه الأنواع من الأتربة والمواد الإسمنتية وغيرها، ما جعل الطبيعة تدفع ثمن ذلك بطريقة عشوائية، أصحاب شاحنات يستغلون غياب الرقابة ليلا أو نهارا لتفريغها على حواف الطرقات والمناطق الغابية، ورغم الحملات التي قادتها الجهات الوصية لرفعها باستعمال مختلف الوسائل المادية والبشرية، إلا أنها دائما ما تعود مشوهة للبيئة ومعها المحيط، بل ونقاط سوداء استهدفت بامتدادها عديد المساحات الخضراء…

صور ومشاهد كارثية رصدناها غابة مزرعة بلحسن غرب شرشال (طريق كوريو اتجاه سيدي امحمد لمغيث)، ولسان الحال يتحدث جرائم مسكوتٍ عنها في حق الطبيعة، تستوجب اليوم محاسبة الفاعلين والتدخّل بأقصى سرعة لوقفها قبل أن يُقضى على حياة أشجارٍ، غدرت بها أيادي الفساد، والتي استغلت وجود الرقابة في عطلة، وتواجد هذه الغابة بعيدا عن الأنظار، جعلها قبلة لأصحاب الشاحنات بحمولاتهم من الأتربة والنفتيات الإسمنتية، قصد التخلص منها هناك، خاصّة يومي الجمعة والسبت، لتكون شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم التي يرتكبها الإنسان في حق الغطاء النباتي…

النفايات الصلبة والأتربة ازدادت انتشارا في السنوات الأخيرة بشرشال، بعد كل عملية توزيع للسكنات، أين يشرع عشرات المستفيدين في أشغال إعادة تهيئتها، ليتم تحويل النفايات الصلبة الناجمة عن ذلك إلى غابات سيدي يحيي وسيدي امحمد لمغيث ومزرعة بلحسن أعالي شرشال وطريق عيزر والديانسي وغيرها من النقاط الغابية والطرقات والأودية، عبر شاحنات هم أصحابها هو جني الأموال على حساب الطبيعة.

والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة” ورئيس دائرة شرشال “احمد عيسى”، مطالبان اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتدخل وبشكل عاجل، تجاه قضية النفايات الصلبة والأتربة التي تفتقد بلديات شرشال، سيدي غيلاس، حجرة النص وسيدي سميان، لأماكن لرميها، والتحرك بشكل ميداني لحماية ما تبقى من غطاء نباتي يكفيه أنّه مهدّد بالحرائق وقطع أشجاره، وما هذه النفايات إلاّ واحدة من التهديدات المرشحة للتوسع أكثر حتى بالمناطق العمرانية، وغابات بلدية شرشال واحدة من النقاط الأكثر تضررا منها، في غياب الرقابة وثقافة التبليغ لدى المواطنين.

سيدعلي هرواس