ANEP: PN2500008

همّشتها السلطات المحلية منذ سنوات: ابنة مجاهد ومجاهدة من قوراية تشتكي حالها المزري مبيتا في العراء…تبكي الدموع بحرقة وأملها في رئيسة الدائرة “فاطمة الزهراء شويطر”

مع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة في عز الشتاء البارد، تتوجه أنظار التحسّر والأسف نحو أناس لا ملجأ لهم ولا مأوى، وبشوارع جعلوها مكانا للمبيت رجالا ونساء كل حسب ظروفه الاجتماعية قضاء وقدرا، وبمجتمع لطالما رفع فيه المسؤولون شعار “خاطيني” تجاه شريحة تعاني في سكون، وتحتاج إلى التفاتة إنسانية تغنيها عناء الاكتواء بنيران التشرّد، وعند حلول الظلام تجدهم يفترشون الأرض مبيتا، وبعيون تنتظر إشراقة شمس يوم آخر تطلب فيه يد المساعدة، أو قوتا يسكت أنين بطن تشتكي جوعها بفعل فاعل في جزائر العزة والكرامة، فئة قتلها الحرمان ولم تجد حولها الا أبواب الشارع مفتوحة على مصراعيها، مصالح معنية تتفرج عليهم…فقيل عنهم “ضحايا المجتمع”.

ما مصير نساء دفعتهن ظروفهن الاجتماعية للمبيت قهرا في العراء؟ وأين هو دور السلطات ومصالح مديرية النشاط الاجتماعي عبر بلديات ولاية تيبازة تجاه هذه الحالات؟ أم أن تقديم لهم وجبات ساخنة ليلية تحت كاميرات الصحافة يعتبر بالنسبة إليهم تكفلا؟ !، ما الذي تنتظره ذات المصالح لتخرج إلى الميدان وتحصي عدد ضحايا المجتمع بالمنطقة، وتدرس إمكانية التكفل بهؤلاء واجبا عليها بعيدا عن الهروب من المسؤولية، أسئلة سنجيب عنها باستعراض حالة استثنائية أخرى من بين عشرات الحالات، امرأة مقهورة لم تجد إلا شرشال نيوز لكشف حقيقة ما تعانيه للعيان، رسالة تؤكد فيها تهميشها والتقصير في حقها بأياد السلطات المحلية لبلدية “قوراية”، ابنة مجاهد ومجاهدة “ر. أم الخير” استفاقت على وقع طردها من أسرتها بلقب المطلقة، بعدما أصبحت يتيمة الأب والأم …لتختار الشارع مأوى لها منذ 5 سنوات طوال، وجه معروف يصول ويجول بشرشال وضواحيها وبقلب يحمل بداخله هم حاجتها الملحّة لسكن يأويها….

الضحية “ر.أم الخير” تبكي بحرقة وحسرة كبيرين وهي تدلي بتصريحات قهرية لشرشال نيوز، لتذرف دموع الحقرة والتهميش من طرف السلطات المحلية لبلدية ودائرة قوراية، فبعد طردها من دار الشباب وغلق الباب في وجهها، هاهي اليوم يحتضنها ويستضيفها دار الشباب بالدواودة، ولكن بشكل مؤقت وبذكريات تعرضها للضرب من طرف احد نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي لقوراية، حسب ما جاء في رسالتها إلى رئيس حزب جبهة التحرير الوطني “بوشارب” (تحوز شرشال نيوز على نسخة منها)، لا لشيء سوى أنها قرّرت نقل معاناتها للمسؤول الأول هناك، وكمواطنة لها الحق مثلها مثل باقي المواطنين، لتطرد من بلديتها شرّ طردة وتفتح لها أبواب الشارع تشرّدا، امرأة غادرت مسقط رأسها باكية وشاكية حقيقة صرف النظر عنها من طرف المسؤولين،  فتمسكت بفعل إرسال رسائل الاستغاثة إليهم دون رد، وهي ترى اليوم أن موتها أفضل من عيشها على هذه الحالة، مهدّدة مرارا وتكرارا بقتل نفسها إن استمر وضعها في التأزم، ما يستدعي تدخلا مستعجلا قصد التكفل بها وإنهاء معاناتها تجاه قضية أصبحت إنسانية بالدرجة الأولى، ويبقى أملها معلّق على السلطات العمومية لولاية تيبازة ودائرة قوراية للنظر إليها كامرأة من ذوي الحقوق..

نفس الحالة بشرشال والمصالح المعنية تتفرج

امرأة أخرى تواصل صناعة الحدث مع حلول فصل الأمطار بشرشال، فغذائها لا يسمن ولا يغني من جوع و ثيابها لا تكفي لمقاومة برودة فصل الشتاء، أما جيوبها ..فتوقفت قدرتها الشرائية عند حدود نفقات المحسنين، ليحتضنها الشارع قضاء وقدرا منذ أزيد من عامين، وسط تخوفات كبيرة لمواطنين من إصابتها بالأمراض أو تعرضها لاعتداء من طرف أصحاب القلوب المريضة، فخطفت الأنظار بكلمات أسمعتها علنا للراجلين والمسافرين، وعادة ما تكون ممزوجة بالسب والشتم تسرد فيها أياما قضتها تحت رداء المعاناة، فرفع القلم عنها واكتفت ذات المصالح بالتفرج عليها، مسؤولية يتحملها الجميع مسؤولين كانوا أو مواطنين لرفع الغبن عنهن، ومحاولة التحرك بطريقة أو بأخرى لإنقاذهن ممّا هنّ عليه….

 

سيدعلي هرواس