مزرعة بلعالية أحمد بأحمر العين تسجل عجزا بـ03 ملايير سنتيم: 360 هكتار من المحاصيل الزراعية مهدّدة بالتلف والعمال منشغلون بتنصيب المدير الجديد

تشهد المزرعة النموذجية بلعالية أحمد ببلدية أحمر العين، وضعا كارثيا من حيث العتاد المهمل والمحاصيل الزراعية المعرضة للتلف خاصة في حال استمرار الشلل الذي أصابها منذ عدة أيام عقب دخول ما يقارب 40 عاملا في إضراب عن العمل، احتجاجا على مباشرة إجراء تنصيب مدير جديد تمت تنحيته تفاديا لتفاقم الوضع.
وتتواجد المزرعة الواقعة على بعد حوالي 03 كلم شرق البلدية، في وضع كارثي حسبما وقفت عليه “شرشال نيوز” عن كثب، لا سيما في ظل تحول عديد العتاد والآليات الفلاحية إلى مجرد أكوام حديدية وخردة لا تصلح لشيء، ناهيك عن الوضع الكارثي لبساتين العنب والبرتقال ومحيط مقر إدارة المزرعة الغارق في الأشواك والحشائش الضارة التي تعكس حجم الإهمال والتسيّب و”البايلك”.
وفي الوقت الذي يتواصل إضراب الفرع النقابي منذ صبيحة الثلاثاء الماضي 03 جويلية، ما حال دون إطلاق عمليات الحصاد لحوالي 150 هكتارا من القمح الموجه للزراعة بسبب الاعتراض على تنصيب مدير جديد، ووقوع مناوشات بين العمال وهذا الأخير الذي أودع شكوى رسمية لدى مصالح الدرك الوطني عقب تعرضه للسب والشتم والتهديد بحرق المحصول الزراعي، تظل مساحات شاسعة مهددة بالتلف لا سيما في حال نشوب حرائق أو تساقط أمطار من شأنها أن تؤثر سلبا على المحصول المتواجد فوق ثالث أخصب سهل عبر العالم.
وتعيش ذات المزرعة التابعة للقطاع العمومي بمساهمة الدولة تسيبا ممنهجا وإهمالا يكشف حجم اللامبالاة خاصة وأنها تتخبط في عجز مالي قدره 03 ملايير سنتيم، ما حال دون صب أجور العمال منذ 03 أشهر.
العمال يطالبون بإيفاد لجنة تحقيق وزارية
وبدورهم ناشد ممثلو العمال، السلطات العليا في البلاد ضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ المزرعة من المصير المجهول الذي يتهددها بفعل ما أسموها بالقرارات التعسفية والعشوائية، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق وزارية لكشف التجاوزات المرتكبة.
وحسب تصريحات عديد العمال لـ”شرشال نيوز” ومضامين الرسائل التي أبرق بها المعنيون عن طريق نقابتهم إلى الوصاية تحوز “شرشال نيوز” على نسخ منها، فإنهم في حيرة شديدة وترقب بفعل الأطراف التي تسعى للتحكم في المزرعة التابعة للمديرية الجهوية لشركة استغلال وتثمين المزارع والمحيطات الفلاحية –حسبهم-.
وأبدى ممثلو العمال الذين دخلوا في إضراب عن العمل تعاطفهم مع المدير الحالي الذي اعترضوا على تغييره بمدير جديد في سابقة تسجل في تاريخ النشاط النقابي.
وقال المعنيون الذين تتراوح أقدميتهم ما بين 15 و25 عام أن المزرعة خرجت بفضل تظافر الجهود من شبه الإفلاس وتم إنقاذ الأراضي الفلاحية التي كانت مهملة من قبل أطراف تسير ضد برنامج الحكومة المتعلق بالحفاظ على الأراضي الفلاحية ومنحها لمن يخدمها، إلا أن واقع الحال يظهر عكس ذلك.
وأكدوا أنهم يتعرضون لبعض التدخلات التي خلقت الفوضى بين العمال، مستغلين سذاجة وعفوية العامل الفلاح لتمرير مخططاتهم خدمة لمصالحهم الشخصية دون مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن .
ورفع المعنيون شعارات “الاستقرار هدفنا والعمل غايتنا”، و”الاستمرار والاستقرار ثم المحاسبة، العدالة والقانون فوق الجميع في جزائر العزة والكرامة”، “الحرية وليدة الحوار والإرادة شعلتها الاستقرار” و”دولة القانون والعدالة تبدأ من استقرار مؤسساتها”.
للتذكير فقد سبق للعمال أن طالبوا بالتحقيق في طريقة تسيير المزرعة التي أدت إلى تدهور وضعيتها المالية وإلى عجز كبير في التكفل بالنفقات المختلفة إضافة إلى عجزها عن دفع رواتب العمال بعد أن كانت تصنف من بين أحسن المزارع النموذجية على مستوى منطقة المتيجة.
المدير المخلوع “سمير عزوج” يوضح
من جهته أوضح المدير المخلوع “سمير عزوج” لـ”شرشال نيوز” أنه سيسحب الشكوى المودعة ضد العمال المعنيين الذين تجاوزوا حدودهم واعتدوا عليه وتدخلوا في أمور إدارية لا تعنيهم كونه جاء بنية العمل لا غير، مثمنا قرار الإدارة العامة بعدم توليه إدارة المزرعة كون أن القضية أصبحت شخصية.
المدير السابق يرفض الإدلاء بأي تصريح ويتنصل من مسؤوليته
أما المدير السابق “الركرمة عبد القادر” فرفض الإدلاء بأي تصريح فيما يخص قضية دفاع النقابة عنه والتي تعد سابقة في تاريخ العمل النقابي كون أن المعروف غالبا أن النقابة تدافع عن العمال وليس عن المسؤول، حيث كان حريا به تسهيل أمور تنصيب الوافد الجديد والانسحاب بدل الاختباء وراء العمال ووضع نفسه في خانة “المحرض على الإضراب”.
والمدير العام يكشف المستور
ومن جانبه أكد الرئيس المدير العام لشركة استغلال وتثمين المزارع والمحيطات الفلاحية، السيد بن حنيني لـ”شرشال نيوز” أن المزرعة تتخبط في أزمة مالية خانقة بسبب تسجيل عجز مالي فاق 03 ملايير سنتيم، ما استدعى تدخل الوصاية لوضع حد لهذه المهزلة، كما استقبل ممثلي العمال من أجل وضع النقاط على الحروف وتحديد المسؤوليات.
نحو خوصصة المزرعة لوضع حد للتسيب
وحسب بعض العارفين بالقطاع، فإن الحل يكمن في خوصصة المزرعة لضمان المردودية والانضباط ووضع حد لعقلية “بني عميس”، خاصة وأن عديد الخواص أبدوا رغبتهم في ذلك بتخصيص مبالغ مالية كبيرة لإنعاش المزرعة وإنقاذها من الوضع المأسوي الذي تتواجد عليه، خاصة وأن حقول الكروم تتواجد في وضع كارثي وبساتين البرتقال نفس الشيء بسبب التوقيف العمدي لسقيها عن طريق قطع الكهرباء
بلال لحول