لا ماء ولا نقل ولا حاويات للقمامة: سكّان دوار تيضاف بمناصر يشتكون الإقصاء والتهميش ويُطالبون والي تيبازة بالتدخّل

يشتكي سكان دوار تيضاف مؤخرا من أزمة عطش حادّة، والتي ازدادت مع حلول موسم الإصطياف، معقّدة مأمورية القاطنين هناك في الحصول على قطرات ماء لا تسمن ولا تغني من جوع، في ظل الحاجة الكبيرة لهذه المادة الحيوية، وسط معاناة دامت لسنوات دون استفادتهم من مشروع يربطهم بالماء الشروب، بذكريات وعود لطالما أسكتتهم بها السّلطات المحلية والولائية في وقت سابق، ليخرجوا اليوم عن صمتهم بتأخّر تجسيدها على أرض الواقع، معلنين أن أزمة العطش فاقت كل التصوّرات، بل وأتعبتهم وأحرقت جيوبهم باقتنائهم ككل مرة، لصهاريج مياه بأثمان باهضة، يحدث هذا بمنطقة تفتقد منذ الإستقلال لشبكة للمياه الصالحة للشرب…
هكذا يتزوّد ساكنة دوار تيضاف بالماء وسط انعدام كلّي لشبكة المياه الصّالحة للشّرب
أزمة العطش بلغت ذروتها بدوار تيضاف ببلدية مناصر، وهو ما رصدناه في زيارة إلى هذه المنطقة التي لم يصلها بعد ماء الحنفيات، استجابة لصرخة مواطنين أرادوا إيصال صوتهم للسلطات المحلية ووالي ولاية تيبازة علي مولاي عبر شرشال نيوز، في وقت يقتصر فيه تزوّدهم بهذه المادة الحيوية، عبر بعض الآبار التي انخفض وتراجع منسوب مياهها كثيرا، وباستعمال وسائل بدائية متعبة وشاقة بما فيها “الحمار”، في أزمة ألقت بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين هناك، ليصبح همّهم الوحيد مع الإرتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، الحصول على المياه وسط هكذا معاناة يتشارك فيها الجميع، كبارا وصغارا نساء وأطفال.
دعوات لتدخل عاجل لوالي تيبازة علي مولاي وحل أزمة العطش بدوار تيضاف
وتتعالى أصوات المواطنين بدوار تيضاف بمناصر، داعية والي تيبازة علي مولاي لتدخل عاجل، يقضي بإطلاق مشروع يقضي بربطهم بالماء الشروب، ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القاضي بعدم ترك المواطن يعاني من أزمة العطش في كل الظروف، خاصة بولاية تيبازة التي قطعت أشواطا كبيرة في مجال تزويد الساكنة بالمياه الصالحة الشرب، فمن محطتي تحلية مياه البحر فوكة 1 و 2 إلى مشروع تحويل مياه سد كاف الدير بالداموس، يتجسد الهدف الأسمى لتحقيق الأمن المائي بالولاية وربط كامل البلديات بأحيائها ودواويرها، إلا أن منطقة تيضاف، تعد واحدة من المناطق المنسية إلى يومنا هذا، أين تتعالى الأصوات مطالبة السلطات بتدخل ينهي بشكل عاجل هذه الأزمة.
لا حاويات قمامة ولا إنارة عمومية بدوار تيضاف ببلدية مناصر والسّكان يعانون
الإقصاء والتهميش لدوار تيضاف ببلدية مناصر، ليس فقط في مجال التزوّد بالمياه الصالحة للشرب، بل يتجاوزه وصولا لافتقاد المنطقة لحاويات للقمامة، ما يجعل المواطنين هناك يرمون نفاياتهم بالشكل العشوائي، وعبر أماكن أصبحت نقاطا سوداء تفوح منها روائح كريهة، هي حالة منطقة غير معنية برفع نفاياتها من طرف شاحنة القمامة، في ظل الإقصاء والتهميش الذي تعيشه في مجال نظافة البيئة والمحيط، بغض النظر عن افتقادهم للإنارة العمومية ليلا، وسط انتشار للكلاب المتشردة، وإن كان دوار تيضاف قد استفاد مؤخرا من شبكة دعم الطاقة الكهربائية، وتنتظر تشغيلها إلى يومنا هذا، فيما تتعالى الأصوات داعية لتزويد أعمدتها بمصابيح للإنارة ليلا…
سكان دوار تيضاف بين الوضعية المهترئة للطرقات الفرعية وأزمة نقل حادّة
وضعية المسالك والطرقات الفرعية بدوار تيضاف، هي واحدة أيضا من المشاكل المطروحة على لسان الساكنة لشرشال نيوز، في ظل وضعيتها المهترئة والكارثية صيفا وشتاء، أين تتعالى الأصوات مطالبة السلطات المحلية والولائية، بالنظر في إمكانية تهيئتها بما يضمن حركية تنقلهم عليها، خاصة التلاميذ مع اقتراب الدخول المدرسي وفي فصل الشتاء، كما يشتكي ساكنة دوار تيضاف ببلدية مناصر، من العزلة التي يعيشونها نظرا لافتقادهم لوسائل النقل، أين يصبح تنقلهم إلى وسط مناصر أو للعلاج بالبلديات المجاورة، مشروعا حقيقيا، ودعم خط نقلهم بطاكسيات جماعية، ضرورة ملحة للتقليل من معاناتهم تجاه أزمة النقل، مشاكل منطقية طرحها سكان دوار تيضاف، أملا في تحرك ميداني للسلطات على رأسها والي ولاية تيبازة ورئيسة دائرة سيدي اعمر، والنظر إليهم بعينِ استكمال مسار التنمية المحلية، والبداية بمشروع يقضي بتزويدهم بالماء الشروب.
سيدعلي هرواس