كان محل متابعة من طرف مصالح مديرية الصحة لولاية تيبازة: وفاة الطّفل “ح.حسين” من دوار سيدي الجيلالي في سيدي سميان

توفي ابن العامل بمدرسة “محمد خديجي” بتيفاس نهار هذا الإثنين 7 نوفمبر (ح.حسين/8 سنوات)، متأثرا بإصابته بمرض القصور الكلوي، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى سيدي غيلاس، تاركا ورائه فراغا رهيبا لدى أفراد عائلته ومقرّبيه، وفي خبر نزل كالصاعقة على سكان دوار سيدي الجيلالي مقر سكناه بأحد الأكواخ هناك، وهو الطفل الذي كانت وضعيته الصّحية محل متابعة من طرف مصالح مديرية الصحة والسّكان لولاية تيبازة، بذكريات خرجات طبية ميدانية، اقتربت فيها الأسرة الطبية للمؤسّسة العمومية للصحة الجوارية بشرشال، من هذه العائلة التي يعاني أفرادها من مشاكل واضطرابات عقلية ونفسية (الأم والأبناء)، ووسط ظروف معيشية قاسية وصعبة، وبكوخ لا يصلح لعيش الحيوان… فكيف بالإنسان.
رحل الطفل (ح.حسين) مغمضا عينيه للمرة الأخيرة وكطير من طيور الجنة، بعد بضع سنوات قضاها بهذه المنطقة الموحشة أعالي سيدي الجيلالي، لتجتمع عليه قضاء وقدرا، الظّروف الصّحية مع الوضعية الإجتماعية الهشّة لوالده العامل بمدرسة “محمد خديجي” بتيفاس في سيدي سميان، بغض النّظر عن مكان إقامته بأكواخ تفتقد لأدنى ضروريات الحياة، بعيدا عن الرعاية والإهتمام، وإن كانت ابتسامة البراءة لم تفارقه رغم مرضه، مودّعا آخر لحظات حياته وهو يلعب بين أحضان طبيعة قاسية، أو بين زملائه بالمدرسة، وبجسد ضعيف ومتعب أنهكه قُصورٌ دفعه قسرا للعلاج، إلا أنّ ما ألمّ به كان خارجاً عن السيطرة، ليخطفه الموت عن والديه وإخوته قضاء وقدرا، بذكريات لحظات جميلة قضاها بينهم رغم مرارتها.
ويبقى أفراد عائلة حميش بسيدي الجيلالي أعالي سيدي سميان، بحاجة للرعاية والإهتمام والمتابعة الصّحية، في ظل المشاكل العقلية التي يعاني منها الأبناء والأم بالدرجة الأولى، وتركهم بهاته الاكواخ التي لا يستغلّون فيها حتى نفقات المحسنين من ألبسة وأفرشة، هو مخاطرة بصحّتهم مع الإنخفاض المحسوس لدرجات الحرارة وسقوط الأمطار، ويجعلها أكثر تهديدا للإصابة بمختلف الأمراض بما فيها المستعصية منها، ظّروف مزرية قد تكون واحدة من الأسباب التي عجّلت بوفاة طفل تنفس الحياة والموت في سنّ مبكر، ما يستدعي تدخّلا للجهات المعنية من سلطات محلية ومصالح مديرية النشاط الإجتماعي لولاية تيبازة، مديرية الصحة وجموع المنفقين، للنظّر وبجدية في كيفية إخراج هاته العائلة مما هي عليه الآن….
إنا لله وإنا إليه راجعون
سيدعلي هرواس