ANEP: PN2500008

قرّرت مقاطعة كل نشاطات البلدية: الجمعيات الناشطة بأحمر العين ترفض أن تكون “مناسباتية استعراضاتية”

على عكس ليلة الفاتح نوفمبر المنصرم، أين عجت ساحة بلدية أحمر العين بالمواطنين وبالخصوص الشباب وكذا جمعيات من المجتمع المدني، شهدت ذات الساحة صبيحة هذا اليوم الثلاثاء بمناسبة إحياء الذكرى الـ58 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 ، غيابا شبه تام للجمعيات الناشطة التي راجت أخبار عن اتخاذها قرار مقاطعة كل نشاطات البلدية، وذلك بسبب عدم تقديم بعض موظفي هذه الأخيرة للإعانات المالية رغم استيفاء الشروط اللازمة وإيداع ملفاتها الإدارية منذ عدة أشهر.

وظهرت للعيان مقاطعة الجمعيات الناشطة بأحمر العين، في إشارة إلى امتعاضها إزاء العراقيل المتكررة وعدم تقديم تسهيلات فيما يتعلق بالمساعدات وكذا وسائل النقل لتسهيل تنقلاتها من أجل المشاركة في مختلف النشاطات والتظاهرات الرياضية والجمعوية والفنية عبر الولاية وخارجها.

وتعاني عدة جمعيات من عدم تجديد هياكلها رغم مرور عدة أشهر عن إيداع ملفاتها ومحاضر التحقيق والتنصيب وتقارير المحضر القضائي التي بقيت حبيسة الأدراج بعد مداولة البلدية التي وزعت خلالها الإعانات المالية، حيث لم تتلق الجمعيات سوى وصولات مؤقتة رفضتها مصالح المراقبة المالية كونها غير مجدية من الناحية القانونية، ليتأجل موعد تلقيها للاعتمادات الرسمية والإعانات المالية إلى وقت غير معلوم، يحدث ذلك في ظل تقاذفها من طرف مختلف المصالح الإدارية وحرص بعض الأطراف على إثارة الشقاق بينها ليتسنى لها تسيير الوضع المتعفن وتغييبها قسرا.

ويظهر غياب التواصل الدائم بين السلطات والجمعيات البلدية إضافة إلى عدم تنظيم اجتماعات تنسيقية ولقاءات دورية لطرح الانشغالات ووضع البرنامج السنوي البلدي، حيث لا تتذكر الوصاية الجمعيات سوى في المناسبات الوطنية وتهمشها في باقي أيام السنة.

ويعد غياب الجمعيات تعبيرا عن رفضها أن تكون شكلية ومناسباتية كما يظهر تغييب دور الشباب أيضا وهو تحصيل حاصل، حيث لم يستوعب بعد بعض المسؤولين المحليين أهمية العمل الجمعوي في استقطاب الكفاءات الشبانية واصطياد المواهب وتفجير طاقاتها الكامنة وتركها عرضة للآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع المحلي في ظل تعاطي الممنوعات وترويجها.

 ولم تتلق الجمعيات الناشطة ردودا وافية فيما يخص وضعيتها القانونية والإدارية وتلقي اعتماداتها المالية التي طال انتظارها، ما انعكس سلبا على نشاطها وأدى إلى استنزاف خيرة شبابها ورياضييها إلى نواد وفروع أخرى داخل وخارج الولاية على غرار فريق كرة السلة الذي حقق ألقابا محلية ووطنية هامة للغاية.

وبدل تشجيع الجمعيات المحلية واستقطابها، تم فتح المجال لممثلي جمعية الأيكيدو غير المعتمدة من خارج البلدية والتي ظهر عضوين منها خلال إحياء الذكرى الـ58 لمظاهرات 11 ديسمبر، رغم أنها كانت سببا في وقوع “فتنة” بعد أن تم منعها من النشاط بالقاعة المتعددة الرياضات كونها غير معتمدة ولا يسمح لها القانون بذلك، مقابل تهميش وتغييب أحد أبناء البلدية الذي يحوز على الاعتماد وعلى عدة شهادات في المجال.

بلال لحول