قرار وضع المحطّة البرّية صنف أ حيّز الخدمة بتيبازة بين الرّفض والقبول

لا تزال أزمة النقل بولاية تيبازة واحدة من الأزمات التي تأبى إلى يومنا هذا الإنفراج، وبكثير من المعاناة التي يعيشها الرّكاب على مستوى أماكن الإنتظار ومحطّات النقل الحضري وغيرها، بعد القرارات اتُّخذت مؤخرا بتحديد وضعية النقل العمومي للمسافرين لما بين الولايات والبلديات، وكذا النقل الحضري على مستوى مدينة تيبازة بوضع المحطة البرية صنف أ حيّز الخدمة، بعد سلسلة اجتماعات ولقاءاتٍ تشاورية ترأس بعضها والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، لأجل النظر في أزمة النقل عبر إقليم الولاية، والبداية بإعادة الحياة للمحطة البرية المهجورة أعالي تيبازة، بمنع مبدئيا أصحاب الحافلات لما بين الولايات الدخول إلى موقف عدل بتيبازة (خطوط الداموس شرشال، ڨوراية اتجاه الجزائر أو البليدة)، ليليها بداية من هذا الإثنين 9 أكتوبر، قرار منع الحافلات لخطوط ما بين البلديات وتحويلها أيضا إلى المحطة البرية، والتي كانت بردود أفعال متباينة بين الرّفض والقبول….
الإختناق المروري والإكتظاظ بحافلات النقل الحضري لتيبازة يعذّب الرّكاب
وعبّر العديد من المسافرين بولاية تيبازة، عن استيائهم الشديد بتحويل حافلات النقل العمومي للأشخاص لما بين البلديات والولايات إلى المحطة البرّية صنف أ، في ظل أزمة نقل حقيقية يعيشونها بوسط تيبازة للرّكوب إليها، خاصّة مع تواصل أشغال تهيئة الطريق بحي الملعب، والإختناق المروري الذي تشهده المدينة وقت الذروة، وسط ترقّبٍ ولوقت طويل بأماكن الإنتظار وصول حافلات النقل الحضري، وتحت ضغط اكتظاظٍ غير مسبوق للركاب داخلها، ليصبح النقل بتيبازة المدينة مؤخّرا أشبه بالجحيم، خاصّة مع عودة التلاميذ لمقاعدهم البيداغوجية…
وبالحديث أكثر عن المحطّة البرية صنف أ أعالي تيبازة، والتي تساعد الرّكاب المتوجّهين إلى مقر الولاية وما جاورها، باعتبارها الأقرب إليها، فيما أبدى الكثيرون استيائهم لبعدها والوقت الذي يستغرقونه للوصول إليها، مقارنة بمحطة عدل، خاصّة بالنسبة للقادمين من أقصى غرب الولاية، ومع قصر ساعات الأيام خلال هذه الأشهر، تصبح هذه المحطة المعزولة تهديدا للمسافرين مع الغروب الباكر للشمس وحلول الظّلام (النساء بالدرجة الأولى)، أين تتعالى الأصوات شاكية عدم وجود النقل في الصباح الباكر ومساء بهذه المحطة، بسبب رفض بعض الناقلين الدخول إليها والمرور عبر الطريق السريع من جهة، والتوقّف باكرا عن العمل من جهة أخرى، ما يجعل وضعية النقل بتيبازة بحاجة أكثر إلى ضبط وتنظيم كبيرين…
وبتحويل نشاط النقل العمومي للأشخاص لما بين البلديات والولايات إلى المحطة البرّية صنف أ أعالي تيبازة، يجد الرّكاب القادمين من الجهة الغربية ولهم مصالح بشنوة أو محطة عدل وما جاورها أنفسهم، مضطرين لتضييع الوقت خارج تيبازة على الطريق السريع، قبل العودة والدخول إلى وسط المدينة عبر النقل الحضري وبكثير من المعاناة تجاه الإختناق المروري، أو التوقّف بالناظور لركوب حافلات أخرى خط حجوط-الناظور-تيبازة للوصول إلى موقف عدل، أما بالنسبة للطلبة الجامعيين المتوجّهين إلى الإقامة الجامعية، فوصولهم باكرا إلى المحطة البرية أو في مساء متأخر، سيجعلهم يصطدمون بانعدام النقل، واضطرارهم لكراء سيارات أجرة بمبالغ وتكاليف إضافية، أو التنقل إليها سيرا على الأقدام.
في ظل هذه الفوضى التي لا يزال يشهدها قطاع النقل ببلديات ولاية تيبازة، تتعالى أصوات الرّكاب والناقلين على حدّ سواء، مطالبة مصالح مديرية النقل لولاية تيبازة، بالنزول إلى الميدان والإستماع أكثر لانشغالات الناقلين والمسافرين، والخروج بقرارات من شأنها أن تعود بالفائدة على جميع الأطراف، خاصة مع النقص الفادح للنقل بالعديد من الخطوط، والعمل على إيجاد حلول لها تضمن التنقل المريح للمواطنين من عمال وأساتذة وطلبة جامعيين وغيرهم، ومعالجة المشاكل التي يعاني منها الركاب تجاه أزمة النقل بما فيها وسط مدينة تيبازة.
سيدعلي هرواس