في عملية إخماد شاركت فيها طائرات الهليكوبتر: النيران تحوّل الطبيعة أعالي شرشال إلى رماد والعلامة الكاملة لرجال الحماية المدنية والغابات

عاش سكان أعالي شرشال والجهة الغربية لولاية تيبازة نهار هذا الأربعاء 12 أوت، يوما رهيبا بسبب النيران التي عرفت اشتعالها بمختلف النقاط الغابية، والتي ازدادت ألسنتها بقوة الرياح لتأتي على الأخضر واليابس، فحتى ممتلكات المواطنين وبعض الفلاحين راحت ضحية أياد إجرامية غدرت بالطبيعة ومكوناتها، فكانت المشاهد رهيبة ومخيفة، لحجم الأضرار التي لحقت بالغطاء النباتي، في عشرات هكتارات ..بأي ذنب أحرقت.
الحماية المدنية ومقاطعة الغابات لدائرة شرشال، أعلنت حالة الطوارئ بالمنطقة، نتيجة اتساع رقعة الحريق بفعل الرياح وعودة النيران للإشتعال بغابة سيدي امحمد لمغيث، في وقت كانت فيه ألسنة اللهب تأتي تدريجيا على غابات أعالي شرشال ببني حبيبه، قبل أن تصبح رعبا أثارت هلعا كبيرا وخوفا لدى سكان المنطقة لاقترابها من المنازل، والذين خرجوا مهرولين بدورهم لتجنب الكارثة، فيما كان رجال الحماية المدنية وأعوان الغابات في الموعد من خلال جهودهم الجبارة والمتواصلة منذ أيام، دفاعا عن طبيعة حولتها الأيادي الإجرامية لرماد متطاير، في لوحة سوداء بعدما تعج بالحياة وبألوانها الخضراء….
الحريق ازداد خطورة باقترابه من المجمعات السكنية بمحيط حي الديانسي وسيدي يحي ومزرعة ملياني وغيرها، ما استدعى تكثيف الجهود لانقاذ ما يمكن انقاذه في يوم استثنائي عاشته غابات شرشال ومعها عناصر الحماية المدنية وأعوان الغابات، رتل متحرك وطائرة هليكوبتر وتزويد للماء من طرف سيال ومصالح البلدية ، ودعم من مواطنين أبوا إلا أن يقدموا يد المساعدة لهؤلاء الشجعان، في مهمة صعبة ازدادت صعوبة لافتقاد هذه الغابات لمسالك تسهل الولوج إليها، قبل أن تتدخل طائرات الهلكوبتر التابعة للحماية المدنية، وتتمكن من إخماد حريق غابة سيدي امحمد لمغيث أعالي المهام بشكل نهائي، فيما لا تزال العملية متواصلة بغابة بني حبيبة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وبكثير من التعب والإرهاق، حينها رفعت القبعات احتراما لمن ساهم ويساهم حاليا في حماية ما تبقى من الأشجار، وسط دعوات تطالب بمعاقبة الفاعلين أشد العقاب ليكونوا عبرة لجناة الطبيعة، ليبقى الخطر قائما، مادام الحريق غير بعيد عن الأعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي….
سيدعلي هرواس