في سابقة فريدة بولاية تيبازة: (TIPAZA START-UP DAY) يجمع أصحاب الأفكار والمؤسسات الناشئة بدار الثقافة والفنون للقليعة

أكّد كلّ من فتحي شناوي وخير الدين بولفعة، المدير ونائب المدير على التوالي لحاضنة BlueGreenBusiness لولاية تيبازة أنّ الدور المنوط بالحاضنة هو خلق بيئة مشجّعة لإطلاق المؤسسات الناشئة وتشجيع الجامعيين حملة الأفكار لتجسيدها على أرض الواقع بمرافقة تضمن التسريع في النمو.
وقال المتدخلان في اليوم الدراسي الموسوم (TIPAZA START-UP DAY) أنّ ولاية تيبازة تشهد حركية اقتصادية ضعيفة، رغم توفّرها على إمكانيات هائلة وطاقة بشرية تتدعّم سنويا بـ7000 متخرج جامعي جديد، لذا BlueGreenBusiness تطرح نفسها كأداة إنمائية بالولاية، مستعدة لمرافقة كل مشاريع الشباب من الفكرة إلى التجسيد على أرض الواقع.
وعرف اليوم الدراسي (TIPAZA START-UP DAY) الذي احتضنته، هذا السبت 19 جوان 2021، دار الثقافة والفنون “أحمد عروة” بالقليعة مشاركة نوعية من خلال ثلاث جلسات، تناول المتدخلون في جلسته الأولى رهانات وآفاق المؤسسات الناشئة، باعتبارها رافدا هاما للاقتصاد الوطني، حسب ما ذهب إليه أول المتدخلين الأستاذ أحمد حفطاري. كما أكّد البروفيسور مراد برور، المختص في البتروكيمياء و ضيف الشرف لهذا الحدث الأول من نوعه على مستوى ولاية تيبازة على ضرورة الاعتماد على المؤسسات الناشئة في ضوء التطور الذي تشهده الصناعة في العالم، خصوصا مع إلزامية الانتقال نحو الاستهلاك الطقوي النظيف، أين سيكون لهذا النوع من المؤسسات دور مهم.
ومن جهتها، نوّهت السيدة نسيمة أرهاب ممثلة للوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، الراعي السامي لهذه التظاهرة، نوهّت بالمجهودات التي بذلها فريق BlueGreenBusiness لتنظيم هذا اليوم الدراسي، كما أكّدت أنّ الوزارة ستظلّ ترعى هذا النموذج من الحاضنات، مع دعمها الكامل لها من أجل دفع الاقتصاد الوطني.
أما أستاذ المانجمنت بالقطب الجامعي للقليعة منير بلالي فقد أوضح أنّ الحكم على اقتصاد أية دولة في العالم يكون بعدد المؤسسات التي تمتلكها، حيث يترواح المعدل العالمي بين 50 و60 مؤسسة لكلّ ألف نسمة، بينما لا يتجاوز في الجزائر سقف 25 مؤسسة لكلّ ألف نسمة، أي بتأخّر يقدّر بمليون مؤسسة، حسب أستاذ المانجمنت منير بلالي، الذي أضاف أنّ البيئة العلمية الجامعية في البيئة المنتجة للمؤسسات الناشئة، وهو ما ذهبت إليه نسيمة برياح العاملة بقطاع دعم وتسريع المقاولات النسوية، من خلال تجربة رائدة في التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، كما أكّدت ذات المتدخّلة أنّ الحاضنات هي حلقة الوصل بين المؤسسات الناشئة والمؤسسات الكبرى.
وعرضت السيدة شروجاتي مهدية، ممثلة القرض الشعبي الجزائري، راعي هذا اليوم الدراسي، خلال الجلسة الثانية الطرق التي يطرحها هذا البنك لتمويل المؤسسات الناشئة، مؤكّدة استمرار القرض الشعبي الجزائري في مرافقة ودعم الشباب في تأسيس الشركات، أما ممثّل بورصة الجزائر يزيد بن موهوب، فقد فتح آفاقا هامة لولوج المؤسسات الناشئة إلى بورصة الجزائر التي قد تلعب دورا هاما في تطوير المؤسسات الناشئة.
كما كشف فراس بن مقدّم المكلف بالدراسة المالية للمشاريع وتطوير الأعمال لـ BlueGreenBusiness، أنّ الدولة خصّصت مليار دينار لكل ولاية من أجل دعم انشاء المؤسسات غير أن ولاية تيبازة لم تستهلك أي سنتيم من هذه الميزانية، كما أوضح خلال تدخّله دور الحاضنة في هيكلة وتأطير أفكار ومشاريع الشباب.
وتخلّل هذا اليوم الدراسي (TIPAZA START-UP DAY) الذي كانت شرشال نيوز شريكا إعلاميا له، توقيع اتفاقيتين بين BlueGreenBusiness لولاية تيبازة والمعهد الوطني للتكوين المهني ببوسماعيل وكذا نادي علمي من أجل السعي لرفع قدرات الشباب حامل الأفكار ومرافقة تجسيدها على أرض الواقع، لتشهد الجلسة الثالثة شهادات حية لمؤسسي مؤسسات ناشئة تمكنوا بفضل الإرادة القوية من النجاح في إطلاق مؤسسات تجعلهم يستقلّون بأعمالهم ويفتحون فرصا لتوظيف غيرهم وخلق الثروة، وكان بهو دار الثقافة والفنون بالقليعة قد احتضن معرضا لأعمال البعض منهم، كما لفت انتباه الحضور الشاب أكرم بخوش من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي قدم من ولاية باتنة خصيصا لتقديم تجربته الناجحة في مجال الخدمات عبر الأنترنيت.
واعتبر جلّ المتدخلين هذا اللقاء المزمع عقده سنويا لبنةً أولى لبعث حركية اقتصادية على مستوى ولاية تيبازة، يكون الشباب هو محرّكها الأساسي، وضمنَ منظموه سيرا حسنا لأشغاله، حيث لم يتركوا أية فرصة للهفوات والأخطاء من خلال عمل فريق، أحكم التنسيق وتوزيع المهام بين أعضائه.
وكشف هذا اليوم الذي حضرته نخبة من الطلبة الجامعيين والأساتذة وأصحاب المؤسسات الناشئة وكذا طلبة معاهد التكوين المهني ببوسماعيل والبليدة، كشف عن الدور الريادي لفئة من الشباب بامكانها تقديم قيمة مضافة للحركية الاقتصادية والاجتماعية و بعث مستقبل مبني على قيّم العمل وخلق الثروة، كما يحمل دور هذه الفئة في طياته محاربة قوية للتشاؤم الذي يقتاد الشباب نحو الانحراف والمخدرات والهجرة غير الشرعية وكذا هجرة الأدمغة من خلال فتح آفاق لتجسيد الأفكار التي تنتاب الكثير من الشباب، خصوصا خريجي الجامعات ومراكز التكوين، ما يستوجب من السلطات العمومية لولاية تيبازة بسط يدها لمساعدة مثل هذه المبادرات التي من شأنها بعث أنشطة اقتصادية تساهم في التنمية المستدامة للولاية بشكل متميّز.
حسان خ