فيما يَبيت المتشرّدون في الشّوارع بين مخالب البرد القارس: مسؤولو هيئات التكفّل الاجتماعي بولاية تيبازة لا يحركون ساكنا !

مع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة بولاية تيبازة، تتأزم وضعية المتشردين بالشوارع في جزائر العزّة والكرامة، فبين من يبحث في العراء عن مكان دافئ يصلح للمبيت، وبين من يفترش الأرض الباردة برودة الطقس، وبينهما مسؤولون يرفعون شعارات التكفل الاجتماعي، يختبئون وراء أجهزة التدفئة بشعار “خاطيني”، أو يكتفون بالخروج إليهم ليلا تحت عدسات الكاميرات، قصد توزيع عليهم وجبات ساخنة لا تسمن ولا تغني من جوع ما دامت القلوب باردة، والحديث هنا…عن حالات اجتماعية إنسانية خاصة تستحق إخراجها مما هي عليه، والتحرّك بما يعيد لها الحياة في زمن الأمراض المستعصية والآفات.
حل فصل الشتاء بأمطاره وبرودة طقسه، وغابت بحلوله تحرّكات المصالح المعنية لفائدة هذه الشريحة المحرومة والمقهورة، شريحة فتح لها الشارع باب الحرمان للمبيت في الأرصفة وأمام مداخل المحلات، وأغلقت في وجهها أبواب الرعاية والاهتمام بأياد صديقة ومسؤولة، حينها تقطّعت القلوب وهي ترى واقع نساء ورجال وأطفال، دفعتهم الظروف القهرية والممزوجة بكثير من الفقر والحاجة، للنزول إلى شوارع لم تكن يوما رحيمة بضحاياها، وتحت أنظار مواطنين لطالما التفوا حولهم للتقليل من حدة وضعيتهم المزرية، إلا أن افتقادهم لأماكن تدفع عنهم صقيع البرد القارس شتاء، أزّم حياتهم وجعل صحتهم على المحك خاصة بالنسبة للمرضى عقليا.
أصوات تتعالى هنا وهناك للالتفاف حول فئة يحتضنها المجتمع قهرا، عبر حملة تقودها مديرية النشاط الاجتماعي لولاية تيبازة، بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلديات المنطقة ومختلف الخيّرين والفاعلين، والوقوف وقفة رجل واحد لرسم البسمة على وجه عائلات وأشخاص متشرّدين، يكفيهم عناء مجتمع لم يبتسم إليهم قضاء وقدرا، بل هناك من وافته المنية وسط أجواء كان يتنفس فيها الحياة والموت في آن واحد، مجتمع مسلم لم تنصهر فيه بعد الفوارق الاجتماعية في ظل انتشار الفقر والحرمان، صرخة شريحة جريحة رصدناها في كلمات للمسؤولين بشعار “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”..فهل من مستجيب؟؟.
سيدعلي هرواس