فيما طلب مدير الصحة لولاية تيبازة من الوزارة إيفاد لجنة خبراء: وفاة الفقيدة حليمة.ع بمستشفى المهام بشرشال يكثّف التحقيقات وأخصائيون محايدون لتحديد الأسباب

كشف الطبيب المفتش الدكتور يوسف بوشهدة أنّ مدير الصحة والسكان ولاية تيبازة محمد بورحلة قد طلب من الوزارة الوصية إيفاد لجنة خبراء و أخصائيين للتحقيق في حالة الفقيدة عشران حلمية، التي وفتها المنية هذا الجمعة السابع من مايو الجاري، بالمؤسسة المتخصصة في جراحة الأعصاب والإنعاش المجاهد الراحل امحمد بويعيش في حي المهام بشرشال, ووري جثمانها الثرى ظهر هذا السبت بمقبرة المدينة.
ونقل الطبيب المفتش تعازي مدير الصحة تعازي مدير الصحة وكافة العاملين بالقطاع، معربا عن مواساته العميقة وبالغ تأثره بالمصاب الجلل الذي تعرّضت إليه عائلة عشران بشرشال.
وأوضح الدكتور يوسف بوشهدة بصفته الطبيب المفتش الموفد من طرف مدير الصحة والسكان لتقصي الحقائق بعد أن قدّمت عائلة الفقيدة شكوى حول ظروف العملية التي أجريت لها شهر فبراير الماضي، وأدّت إلى تدهور حالتها الصحية، أوضح أنّ التحقيق الأولي أثبت أنّ الوفاة كانت طبيعية، وأنّ التحقيقات الأولية التي أُجريت على المريضة كشفت أنها تعرّضت إلى أعراض جانبية بسبب مضاعفات التخدير، وأنّ هذه الأعراض الجانبية المتوقّعة نادرة الحدوث لكنها ممكنة.
وأضاف الدكتور بوشهدة أنّ العمل الذي قام به المفتشون سيتبع بتحقيق معمّق من طرف لجنة خبراء من نفس اختصاص العملية تُعيّن من طرف وزارة الصحة والسكان، وتتكوّن من مختصين حياديين من خارج المنطقة لتقصي الحقائق بموضوعية.
ودعا الدكتور بوشهدة عائلة الفقيدة إلى الصبر والاحتساب لله جراء هذه الصدمة العنيفة التي تعرّضت لها، باعتبار أنّ العملية الجراحية التي كانت مبرمجة لفائدة الوالدة الفقيدة، كانت خفيفة ولم يكن في حسبان أحد أن يتوقّع ما حدّث، سوى أنّ مشيئة الله تعالى أقوى من كل التوقّعات، كما أضاف بوشهدة أنّ مديرية الصحة والسكان خصّصت نفسانيين للتواصل مع العائلة من أجل التخفيف من وطأة الصدمة.
ومن جهته، قدّم، محمد العايد، مدير المؤسسة المتخصصة في جراحة الأعصاب والإنعاش المجاهد الراحل امحمد بويعيش، باسمه ونيابة عن كل الطقم الطبي والإداري للمؤسسة تعازيه الخالصة لعائلة الفقيدة، داعيا الله تعالى أن يتغمدها برحمته الواسعة في هذه الأيام المباركة، وأكّد بدوره أن التحقيقات الأولية أثبتت أنّ سبب وفاة المرحومة يعود لمضاعفات جانبية للمخدر.
وأكّد محمد العايد أنّ التحقيق القطاعي يكون تلقائيا وإلزاميا تقوم به مديرية الصحة والسكان حتى في حال عدم تقديم الشكوى، وفي حالة المرحومة عشران – يضيف مدير مستشفى المهام- ستتولى لجنة خبراء وزارية بالتحقيق المعمّق في هذه الحالة، وسنعمل بدورنا على تقديم كل التسهيلات من أجل إجراء تحقيقات شفافة وموضوعية، تُحدّد المسؤوليات.
وكانت عائلة الفقيدة قد اشتكت واحتجّت على ظروف العملية التي أدّت إلى التدهور غير المتوقّع لحالتها الصحية، معتبرة ما حدث بالخطأ الطبي، على أنّ العملية كانت بسبب ورم حميد خارجي، وأنّ الفقيدة قدمت إلى المستشفى في صحة جيّدة، وقد أدّت عملية التخدير الاولى إلى حالة صحية معقّدة، غير أنّ الفقيدة استعادت قوّتها آنذاك، ما جعل الطقم الطبي يقرّر مواصلة إجراء العملية بتاريخ 14 فبراير، لتدخل الفقيدة في حالة غيبوبة طالتها إلى غاية انتقلها إلى الرفيق الأعلى، هذا الجمعة 07 مايو الجاري رغم ما تخلّلها من مراحل تحسّن بعثت الأمل مجدّدا في العائلة والأسرة الطبية التي كانت تتابع حالتها باستمرار.
وبدورها تابعت شرشال نيوز حالة الفقيدة منذ أن تلقّت شكوى عائلتها، وكان الهدف هو التأثير من أجل الاعتناء اللازم للطقم الطبي بُغية شفاء المريضة، وهو الأمر الذي ترتّب عنه التحفّظ عن النشر في مرحلة كانت تحتاج إلى التركيز نحو الجهد الطبي، غير أنّ مشيئة الله تعالى أقوى، فكتب لروح المريضة الانتقال إلى جواره في جمعة مباركة من هذا الشهر المبارك، وبهذه المناسبة الأليمة تتقدّم أسرة شرشال نيوز بتعازيها الخالصة لأسرة الفقيدة، داعين الله تعالى أن يرزق أفرادها الصبر والسلوان، وأن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون
حسان خروبي