ANEP: PN2500008

فيما تعتبر المحاجر الثلاث تهديدا حقيقيا للموارد البيولوجية: مسابقة “عمر نفسي” للتصوير الفوتغرافي تنطلق بمحمية جبل شنوة بتيبازة هذا السبت 1 ديسمبر تحت إشراف المحافظة الوطنية للساحل

انطلقت صبيحة هذا السبت 1 ديسمبر مسابقة “عمر نفسي” للتصوير الفوتوغرافي بمحمية جبل شنوة بولاية تيبازة، بإشراف من المحافظة الوطنية للساحل وبالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات ودار البيئة، وتحت عنوان “الموارد البيولوجية وتأثير الإنسان عليها”، بهدف تحسيس المجتمع المدني والمواطنين بقضايا التنوع البيولوجي المتواجد بهذه المحمية الطبيعية، واستعراض أهميتها في حياتنا اليومية مع الدعوة للحفاظ عليها كمكسب حقيقي بمنطقتنا الخلابة، والغنية بالثروات النباتية والحيوانية المتنوعة..إلا أن أياد الفساد استهدفتها بشتى الطرق العشوائية، لتقترح المحافظة الوطنية للساحل فكرة إطلاق مسابقة التصوير الفوتوغرافي بمحيط جبل شنوة، وكشف ما يحدث هناك من تجاوزات عبر صور تعبّر أما عن الموارد البيولوجية أو الأخطار المهددة لها بما كسبت أيدي الناس.

التنافس على أحسن صورة فوتوغرافية بالمحمية الطبيعية ينطلق وسط تركيز كبير لدى المشاركين

الساعة كانت تشير إلى الثامنة صباحا حين بدأ المعنيون بهذه المسابقة يصلون تباعا لسيدي موسى (الناظور)، كنقطة إقلاع نحو محمية جبل شنوة وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد حب هؤلاء لفنون التصوير بما فيهم الهواة، رجال ونساء وشباب تنافسوا على أحسن صورتين متعلقتين بموضوع أسال الكثير من الحبر، نظرا لخطورة ما يحدث خلسة أعين الرقابة…أو بالأحرى رقابة لا تزال تتفرج من بعيد عن قنابل تنفجر تباعا بالمحاجر الثلاث هناك، أين حضرت شرشال نيوز  في هذه الخرجة الاستكشافية اكتشف من خلالها المتسابقون، روعة مشاهد خلابة ..امتزجت فيها الطبيعة الخضراء بزرقة بحر سيحتضن قريبا أكبر ميناء في أفريقيا، ثروة غابية وحيوانية هاجسها اليوم هو طريق الانقراض….

تركيز ودقة كبيرة لحظة التقاط الصور، أين راح المتنافسون يختارون أفضلها وأنسبها للتواجد في قائمة المتوّجين بأحسن صورة نهاية السنة الجارية، وتوجّههم الى جبل شنوة كان رفقة صاحب الخبرة والتجربة والموجّه السيد “سرحان”، وهو صديق المرحوم “عمر نفسي” الذي سميت عليه المسابقة  ووافته المنية قبل ثلاث سنوات، تاركا وراءه جمعية أسسها تحت اسم “أصدقاء جبل شنوة”، فكان المدافع الأول عن طبيعته وثرواته التي يزخر بها، فقيل عنه كثير المزاح والطرافة …وذاكرة حية لهذه المنطقة، فاحترف الملاكمة وكان له فضل كبير على البيئة والمواطنين بوجه عام، ليفارق الحياة قبل أن يخرج كتابه الذي شرع في خطّه لإصداره…

قطفوا مختلف الأعشاب الطبية والسيد “سرحان” صديق الطبيعة بامتياز

موجّه الرحلة الاستكشافية لنهار السبت 1 ديسمبر بمحمية جبل شنوة السيد “سرحان”، استغل فرصة احتكاكه بالمتنافسين في مسابقة “عمر نفسي” للتصوير الفوتوغرافي لتقديم جملة من النصائح والإرشادات حول الموضوع، مفيدا بخبرته الميدانية ومعلوماته القيمة حول فوائد الثروات العشبية بالخصوص تجاه جسم الانسان، والدواء الذي تستعمل للعلاج بها …وبمسمياتها راح يستعرض خصائصها نقاشا علميا دقيقا، متحسرا في الوقت ذاته على التهديدات الحقيقية التي تحيط بهذه المحمية، رحلة استكشافية رياضية تواصلت لساعات، وقطف فيها البعض الفطر ومختلف أنواع الحشائش المعروفة والمستعملة للعلاج (الحلحال، الضرو، الريحان..) وتذوق الجميع “الحلموش” بأنواعه، والتقطوا لبعضهم البعض أجمل الصور لخرجة سيتم تكرارها يومي 8 و 15 ديسمبر المقبلين، في انتظار أسماء أخرى تدخل سباق التصوير الفوتوغرافي بالمناسبة.

المحافظة الوطنية للساحل بتيبازة تواصل جهودها للدفاع عن الطبيعة رغم كل العراقيل

جهود كبيرة تبذلها المحافظة الوطنية للساحل بولاية تيبازة على رأسها الرئيسة “ابتسام آيت حمودة” وطاقمها العامل معها، أين حرصت على إنجاح مسابقتها بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية (دار البيئة ومحافظة الغابات)، شروحات مفصلة تمّ عرضها بعد وجبة غداء خفيفة تناولها المشاركون في الهواء الطلق، وسلطت الضوء على أهم الثروات النباتية والحيوانية بالأرقام والأصناف وحتى التي انقرضت فاستحقت التذكير بها، وبتدخلات أثرت الموضوع من طرف ممثلي جمعية حماية وترقية المستهلك وبيئته ومصالح الغابات، هذه الأخيرة تحصي جني أزيد من 100 قنطار من الفلين الموسم الماضي ببلدية مناصر.

أجواء رائعة عند العودة إلى نقطة الانطلاق مشيا على الإقدام وبحضور مميز لأعضاء جمعية “هوم HOME ” بولاية تيبازة، رحلة تخللها نقاش ثري حول مختلف المواضيع المتعلقة بالبيئة والمحيط، فبعدما قيل عن حيوانات أنها في طريق الانقراض، هاهو جبل شنوة يعلنها رسميا أنه هو الآخر سيسلك نفس الطريق للانقراض، بداعي ثلاث محاجر رهيبة بانفجاراتها القوية …والماشي إليه يدرك جيدا هول ما يحدث بهذه المحمية الطبيعية، مسابقة ستساهم بشكل كبير في التعريف بثروات المنطقة من جهة والتحذير من خطورة التجاوزات فيها من جهة أخرى، على أمل وقفها قبل نهاية جبل لم يعد شامخا مثلما كان، رحلة كانت مرورا بـ “عين مرزوق” في سيدي موسى، اخذ فيها الجميع قسطا من الراحة ومنه إلى نقطة البداية،  مفترقين على وقع نبذة تاريخية للمرحوم “عمر نفسي”…في انتظار أفواج أخرى موعدها سيكون ايام 8 و15 ديسمبر المقبل، فحظ موفق للجميع….

سيدعلي هرواس