فيديو/ رغم اتّخاذها لكلّ إجراءات الوقاية: حلويات شرشال تُقرّر إبقاء عمالها في بيوتهم وتنخرط في عمل تضامني واسع لتجاوز الأزمة

كشف رئيس الفرع النقابي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بمؤسسة حلويات شرشال عبد القادر عراب، عن الإجراءات الصارمة التي اتّخذتها المديرية العامة للمؤسسة لوقاية عمالها من انتشار وباء فيروس كورونا.

 وأكد ممثّل العمال أنّ المؤسسة اتّخذت جملة من الإجراءات الاستثنائية، حيث يتم تعقيم أجواء ومحيط المصنع يوميا منذ بداية انتشار العدوى بولاية تيبازة، كما ألزمت الإدارة كل عمّالها بالتقيّد بالشروط القصوى للنظافة، بعد توفيرها لكميات هائلة من مستلزمات التنظيف والتعقيم، وإرغام كل العمال على حمل الكمامات والقفازات التي عملت إدارة حلويات شرشال على توفيرها، رغم ندرتها في السوق الوطنية وصعوبة الحصول عليها في هذه المرحلة.

وخلال زيارة ميدانية للاطلاع على تخوّفات وانشغالات طرحها بعض ذوي الصّلة بمصنع حلويات شرشال، وقفت شرشال نيوز على حالة التأهّب القصوى في مجال مراقبة نظافة الخطوط الإنتاجية وكذا محيط المؤسسة بأكملها، حيث تفرّغ عدد من العمال للقيام بمهمة التعقيم بشكل مستمر، وعند دخول أيّ عنصر إلى المؤسسة سواء كان شخصا أو مركبة.

أما خطوط الإنتاج فتخضع إلى يقظة عالية، بعد توفير مستلزمات العمل الآمن في مثل هذه الظروف من كمامات وقفازات ومواد تعقيم، للعمل على إبعاد احتمالات انتشار الفيروس المستجد، وعلمت شرشال نيوز خلال تواجدها أنّ الإدارة قامت بتوقيف مؤقّت لأحد العمال بعد علمها بمرافقته لمشتبه فيه بالإصابة حضر  عرسا بالبليدة، إلى أن ظهرت نتائج التحاليل. ما يكشف درجة الحذر واليقظة التي التزمت بها.

وبالرغم من هذه الإجراءات المتشدّدة، وتماشيا مع توجيهات السلطات العمومية، اتّخذت إدارة حلويات شرشال أقصى إجراء احترازي، خصوصا مع تقلّص النشاط الاقتصادي عبر الموانئ ، وانعدام المواد الأولية ومواد التغليف، حيث تقرّر تعليق نشاطها لمدة 15 يوما قابلة للتمديد، من أجل إبقاء عمالها في بيوتهم، مع الحفاظ على المكلّفين بالأمن، إذ اتّفقت مع ممثلي العمال، على الغلق المؤقّت مع ضمان 50% من الراتب القاعدي لجميع فئات مستخدميها بالتساوي، كإجراء تضامني لتجاوز الأزمة التي تعيشها البلاد، وصادقت مفتشية العمل بشرشال على الاتفاقية المبرمة بين إدارة المؤسسة وفرعها النقابي، اطّلعت شرشال نيوز على نسخة منها.

ومن جهته، أعرب الأمين العام للاتحاد المحلي للعمال الجزائريين بشرشال (UGTA)، مراد عاشور، في اتصال هاتفي، عن منطقية الإجراء، في هذه الظروف الاستثنائية ما يتطلب التضامن العمالي حفاظا على سلامتهم، كما أضاف أنّ في الحالات العادية يتطلب الأمر عقد جمعية عامة لفرع المؤسسة، غير أنّ المركزية النقابية منعت أي تجمّع للعمال، فترك الأمر للتشاور بين العمال والفرع النقابي، الذي أفضى إلى هذا الإجراء الوقائي. كما استرسل ذات المتحدث، أنّه لا يمكن إرضاء الجميع في أيّ من الحلول، غير أنّ الأقلية تخضع لرأي الأغلبية، خصوصا أن عدد معتبر من العمال المنتهية عقودهم في حلويات شرشال، سيخرجون فارغي الأيدي، لو لا اجراء اقتسام الأعباء والتضامن ما يسمح لجميع مستخدمي حلويات شرشال بعبور الأزمة بالحدّ الأدنى من الخسائر. الأمر ىالذي دفع الأمين العام مراد عاشور بتزكية قرار الفرع النقابي للمؤسسة بعد اقتراحه على المفتش الولائي للعمل، مثمّنا في ذات الوقت تدابير الرئيس المدير العام حسان بومعراف لتجاوز الأزمة الصحية التي تمرّ بها البلاد، باعتبار أنّ الحفاظ على سلامة الأرواح هي أولوية قصوى، حسب تصريحات ذات المتحدث لشرشال نيوز.

وفي سياق آخر، كثّفت مؤسسة حلويات شرشال عملها التضامني المألوف، للمساهمة في تجاوز الأوضاع المنجرّة عن تفشي وباء فيروس كورونا، حيث قدّمت كميات كبيرة من المواد واسعة الاستهلاك كهبات لتوزيعها على المعوّزين، منها 50 كيس من الفرينة من حجم 50 كلغ، ومثله من مادة السكر استلمتها بلدية شرشال، وكذا 25 كيس من الفرينة ومثله من السكر، وجّهت لمسجد الرحمن بشرشال لتدعيم حملته التضامنية مع الأسر الفقيرة التي أطلقها منذ أيام. كما ساهمت حلويات شرشال ماليا في عملية التكفّل بعمال قطاع الصحة المقيمين بمقر التعاضدية الوطنية لعمال التربية بتيبازة (MUNATEC)، والتي يشرف المكتب الولائي لمنتدى رؤساء المؤسسات بإطعامهم، إضافة إلى مساعدات فردية للعديد من العائلات المعوّزة، كما تقوم بتوفير لوازم التعقيم والتنظيف للجهات المكلّفة بهذه العمليات منها الحماية المدنية. لتكشف مؤسسة حلويات شرشال دورها الاجتماعي في المنطقة، سواء في الظروف العادية أو ظروف الأزمة، إضافة إلى كونها مصدر رزق مئات العائلات، وأحد أهم منتجي الثروة في المنطقة.

حسان خروبي