فوضى ومشادات كلامية تُغذّيها الإشاعات: سكان الحي السفلي بمسلمون ينتفضون ورئيسة دائرة قوراية تنفي أيّة نيّة مُبيّتة لهدم الحي وترحيل سكانه

كذّبت رئيسة دائرة قوراية “فاطمة الزهراء شويطر” كل الإشاعات التي انتشرت منذ عام في أوساط سكان الحي السفلي بمسلمون، والمتعلقة بهدم وترحيل القاطنين بهذا الحي العتيق في مسلمون، وذلك في لقائها بممثلين عن المحتجين بمقر الدائرة نهار هذا الاثنين 20 ماي، أين وعدتهم بنقل انشغالاتهم المتمثلة في التسوية في إطار قانون 15/08، للسلطات العليا (والي الولاية “محمد بوشمة”)، انشغالات السكان تمحورت حول الرفض المطلق لأي عملية هدم تكون على حساب منازلهم اللائقة والمحصية حسبهم -إجحافا- كسكنات هشّة، مطالبين كذلك بالإفراج عن قائمة الأسماء المستفيدين قبل أشهر من سكنات في إطار القضاء على السكن الهش RHP، بعدما وصلتهم معلومات عن وجود أسماء دخيلة يجب كشفها وإسدال الستار عنها.
“فاطمة الزهراء شويطر” استقبلت ممثلين عن الحي السفلي بمسلمون بعد وقفتهم الاحتجاجية بمقر البلدية، لقاء ميّزه القلق والتوتر والتعصّب خاصة في ظل الانتشار الرهيب للإشاعة بالمدينة، والتي قالت عنها لا أساس لها من الصحة مادام الموضوع لا تتوفر عنه ايّة معلومات رسمية بخصوص الهدم والترحيل، حيث أن الأمر يتجاوزها كرئيسة للدائرة باعتبار أن الملف متواجد على طاولة الوزير الأول، من أجل الحسم في طبيعة الأرضية وتحويلها من منطقة توسّع سياحي إلى منطقة عمرانية. منوّهة بعملية الإحصاء التي قامت بها لجنة الدائرة بالتنسيق مع مصالح الولاية سنتي 2017/2018، وكانت حسب تصريحاتها بطلب من بعض القاطنين بالحي السفلي نفسه، وعلى هامش إحصاء بعض المحلات المتواجدة بخط الطريق الوطني رقم 11، وكشفت العملية عن وجود أسماء انتهازية لا تقطن ببلدية مسلمون، واستغلت الظروف للتحايل على الإدارة والاستحواذ على حقوق آخرين في السكن، بحكم استقبال مصالحها لحوالي 200 طلب للاستفادة من السكنات العمومية الايجارية تقدّم بها سكان من الحي السفلي، مستدلة بجهود لجنة السكن في دراسة ملفات المعنيين لتخفيف الضغط عن العائلات المتضررة، دون أي نيّة مبيّتة تقضي بالمساس بواحد من الأحياء التاريخية بمسلمون هدما وترحيلا، بل ستسعى الى طرح قضية تسوية وضعية هاته البنايات إلى والي تيبازة “محمد بوشمة” في ظل قانون 08-15
الإشاعات تفعل فعلتها بمسلمون في غياب الأخبار الرسمية وسكان الحي السفلي متمسّكون بقرار البقاء
إشاعات استطاعت خلق الفوضى وإثارة الفتنة بين أبناء الحي السفلي بمسلمون، وزارعو الفوضى سيتابعون من طرف مصالح الأمن حسب تصريحات رئيسة دائرة قوراية، التي طالبت ممثلي المحتجين بعدم الاستماع إليها.
المحتجون رفعوا انشغالاتهم إليها بكثير من الإصرار والعزيمة الكبيرين على التمسك بالبقاء، ورفضهم القاطع لأية عملية هدم وترحيل تكون على حساب أعرق حي يعود إلى تاريخ 1958، بحكم بنايات لائقة ولا يمكن تصنيفها كسكنات هشة، بل ويتوفر الحي على ضروريات الحياة من ماء وكهرباء وغاز وهاتف ثابت، منتقدين قرار إحصاء ذات العائلات دون أي إعذار أو إخطار وباستعمال القوة العمومية، كما أكدوا ضرورة إفراجها على قائمة الـRHP لمعرفة أسماء الذين استفادوا قبل أشهر من حي باب الواد والطريق الوطني رقم 11، موجّهين سيل انتقاداتهم للجنة السكن كمسؤولة أولى عمّا أسموه بالتلاعبات في القائمة، فيما تؤكد رئيسة الدائرة أن اللجنة تعمل بنزاهة حتى لا يتمّ التحايل وأخذ حقوق الآخرين، وتسعى في الفترة الأخيرة لتحيّين الملفات لأكثر شفافية….
انتقادات كبيرة لرئيس البلدية “محمد سداوي” والمحتجون يغلقون مقره بـ “الكادنة”
سكان الحي السفلي بمسلمون أعلنوا رفضهم القاطع لأي قرار هدم وترحيل يمسّهم بوقفة احتجاجية، عاشها محيط مقر البلدية بكثير من السخط والتذمّر ومنه غلقها باستعمال “الكادنة”، بعد الاجتماع الذي جمع ممثليهم برئيس البلدية “محمد سداوي”، الذي أكّد في حواره أنه متضامن مع قضيتهم التي لا تتوفر حولها أية معلومات رسمية، كما ذكّر بعدم علمه تماما بعملية الإحصاء التي تمّت على مستوى الحي السفلي !، مستدلا كلامه بحالة الشغور واللاتنسيق الموجود بين مصالحه ومصالح الدائرة بشعار “أخطي راسي”، فالحي السفلي حسبه لا يمكن تصنيف بناياته كسكنات هشّة تستحق الهدم لطابعها الحضاري اللائق، بعدما استفاد في السنوات الأخيرة من مشاريع التهيئة والتنمية المحلية، مشيرا إلى موقفه الأخير من هذا بالوقوف مع الشعب حتى اللحظة الأخيرة، إلا أن خروجه إليهم في محاولة لإقناعهم باء بالفشل، وخلق نوعا من الفوضى والمشادات الكلامية بينه وبين السكان، منتقدين إياه باعتباره منتخبهم والناطق الرسمي باسمهم، فبين إشاعات هي اليوم هاجس حقيقي بالنسبة للمواطنين، وبين أخبار رسمية لم تقنع السكان و تزيدهم إصرارا على مواصلة الحراك تمسكا بالبقاء، لتبقى السلطات الولائية مطالبة بالتدخل العاجل قبل تصعيد حركة الاحتجاج، وإقناع هؤلاء بما يريح نفوسهم ويعيد لها الروح بشكل نهائي.
سيدعلي هرواس