عملية ترحيل فاشلة للقاطنين بالأكواخ الهشّة بالديانسي في شرشال ومطالب بفتح تحقيق

نظّمت مصالح دائرة شرشال صبيحة هذا الإثنين 25 أفريل، عملية ترحيل فاشلة في إطار القضاء على السكن الهش RHP بالديانسي!، بعدما عجزت السّلطات المحلية تحت إشراف رئيسي الدائرة والبلدية “زين الدين باكلي” و”خالد عبدي” على التوالي، عن توفير وتسخير آلات لهدم أكواخ العائلات المعنية بالتّرحيل!، مقتصرة فقط على آلة واحدة تابعة للبلدية، والتي رفض سائقها الشروع في الهدم لسوء تفاهم بينه وبين رئيس الدائرة، قبل أن يغادر الموقع مباشرة، رغم محاولات إقناعه بالعودة دون جدوى، لتدخل السّلطات المحلية في رحلة البحث عن آلات للهدم ولو بكرائها!، إلا أن أصحابها خافوا ورفضوا أن يكونوا يد هدْمٍ قد تُشعل فتيل احتجاجات تعود بالضّرر عليها، وإن كانت بلدية شرشال تعاني من نقص في سائقي آلات الحفر والرّفع، إلا أنّه كان من الواجب دراسة هذه العملية من كل الجوانب، والتّحضير لها مسبقا بالتنسيق مع مختلف المصالح، إلا أنها باءت بالفشل وتأجّلت ليوم غدٍ الثلاثاء 26 أفريل…
وكانت القوة العمومية ممثلة في عناصر أمن دائرة شرشال ومصالح الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية الحاضر الأبرز بالديانسي، لإنجاح حدث الإنطلاق في عملية القضاء على هذه النّقطة السوداء، إلا أن سوء تعامل السّلطات المحلية مع ملف السّكن الهش بحي عوداي ابراهيم أفشلها، رغم شروع بعض المواطنين المستفيدين في عملية الهدم يدويّا وظاهريّا للأكواخ، في ظل أنباء تحدّثت عن دخول أشخاص جدد في سباق الحصول عليها بشرائها أو الدّخول إليها بإيعازٍ من أصحابها بعد رحيلهم، لتظهر من جديد بوادر عودة الحي الهش بالديانسي إلى ماكان عليه سابقا وبسبعة أرواح!، خاصّة وأنّ هذا التّرحيل سيكون جزئيا مثل سابقيه كمرحلة أولى (48 عائلة)، وانتظار بعدها استلام باقي البرامج السّكنية للإنتقال إلى المرحلة الثانية من الإسكان!، والمؤكّد حاليا بالحي الهش في ديانسي شرشال، أن عدد العائلات القاطنة هناك قد ازداد مؤخّرا وبشكل مضاعف، عبر وجوه جديدة ودخيلة رفعت شعار “من دخل الديانسي في شرشال فهو ساكن!!”.
هذا وأكّد مواطنون آخرون استفادة أشخاص من الحي الهش بالديانسي، لهم من السّكنات والمحلات ما لهم، منتقدين طريقة ضبط قائمة المستفيدين من طرف رئيس دائرة شرشال” زين الدين باكلي”، عبر الإستنجاد بأشخاص يقطنون هناك، قصد دراسة واختيار الأسماء التي حسبهم تتوفّر فيها شروط الإستفادة، فكانت حسبهم بالمعريفة والمحاباة وإقصاءً للعائلات المغبونة والقاطنة بذات الحي منذ أكثر من 10 سنوات إلى 14 سنة، وإن كان رئيس الدائرة قد طمأنهم ووعدهم بإسكانهم ضمن برامج أخرى غير حصّة 648 بسيدي امحمد لمغيث، محمّلا مسؤولية وضعية الحي للمسؤولين السّابقين، وأن هدفه يبقى القضاء على السّكن الهش بالديانسي نهائيا، واسترجاع هذه الأرضية قصد استغلالها مستقبلا في مشروع يعود بالصالح العام للمواطنين (سكنات)، فيما تعالت أصوات أخرى مطالبة بفتح تحقيق في قائمة الأسماء المستفيدة تحت رداء الRHP بشرشال، وإسقاط من هم لا يستحقّون التواجد فيها، ومنح هذه السّكنات للمغبونين من أصحاب الضيق بالدرجة الأولى.
وطالبت فئة المقصيّين كذلك بإنصافها وردّ الإعتبار للمظلومين منهم، بعد تأكّد استرجاع بعضهم ضمن حملة القضاء على السّكن الهش، في وقت كان والي تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة” قد تحدّث إلى أحدهم بلغة القانون خلال زيارته الأخيرة لبلديات دائرة شرشال، قائلا “إذا كان لديك إثبات بأنك قد أقصيت ظلما فتوجّه إلى العدالة”، بعيدا عن الوعود والضمانات، وبالعودة إلى الحي الهش بالديانسي، فإنّه قد استنفذ العشرات من الوحدات السكنية دون أن يُقضى عليه، أين مسّت عملية الترحيل المشؤومة لسنة 2017 ما يقارب 55 عائلة، ليعود الوضع حاليا كما كان عليه وأكثر ب48 عائلة كمرحلة أولى، وقد تتجاوز ال100 كمرحلة ثانية، ما يجعل السّلطات المحلية على رأسها رئيسي الدائرة والبلدية، أمام واجب وقف توزيع السّكنات بشرشال كصدقة لغير مستحقيها، وتحمّل مسؤولية القضاء على هذه النقطة السوداء وتسيّيجها بدون أخطاء، ليبقى السّؤال مطروحا، ما محل الإحصاء السّابق للجنة الشؤون الإجتماعية لبلدية شرشال من الإعراب!؟
سيدعلي هرواس