ANEP: PN2500008

طبيبة توليد واحدة فقط لغرب ولاية تيبازة: وفاة امرأة في مستشفى سيدي غيلاس بعد وضع مولودها في الداموس يكشف واقع الصحة في المنطقة ويُثير قلق السكان

أثبتت حالة وفاة سجلتها المؤسسة العمومية الاستشفائية بسيدي غيلاس هذا الأحد 3 سبتمبر عن واقع الصحة غرب ولاية تيبازة، حيث لفظت امرأة أنفاسها الأخيرة بقاعة العمليات بعدما تجنّد كل الطاقم الطبي لانقاذها، غير أن فقدانها لكميات كبيرة من الدم حال دون ذلك، لتعرضها لنزيف حاد بعد ولادة عادية أجرتها بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالداموس، نُقلت إثرها إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية بڨوراية غير أن انعدام مناوبة خاصة لطبيبة النساء جعل سيارة الإسعاف تواصل طريقها بُغية ايصالها إلى مستشفى الأم والطفل بتيبازة، لكن حالة النزيف التي كانت تزداد باستمرار جعلت سيارة الاسعاف تتوقّف في مستشفى سيدي غيلاس ليتجنّد كل الطاقم الطبي والجراحي هناك في محاولة لإنقاذها رغم أنه لم يجد أمامه سوى جعبتين من الدم الذي تحتاجه المريضة (O-)، كما قام مدير المناوبة بالاستنجاد بمختصة إنعاش من مستشفى المهام بشرشال، إلا أنّ أجلها لحق بها في قاعة العمليات لمستشفى سيدي غيلاس، المتوفاة من الداموس في الثالثة والثلاثين من العمر (33) وأم لثلاثة أطفال رابعهم المولود الجديد الذي توفّت بعد وضعه.

كشفت حالة الوفاة هذه عن النقص الفادح الذي تُعانيه منطقة غرب ولاية تيبازة في القطاع الصحي، فعند توقّف سيارة الإسعاف بڨوراية كان بالإمكان انقاذ المريضة لو توفّرت مناوبة لطب النساء والتوليد، إلا أنّ الطبيبة الوحيدة لم تكن مُناوبة أيام 1 و2 و 3 سبتمبر يوم هذا الحادث، كما لم تتوفر المؤسسة العمومية الاستشفائية بڨوراية في هذا اليوم على مناوبة في الانعاش ولا حتى في الجراحة العامة حسب الجدول الرسمي للمناوبة (تحوز شرشال نيوز على نسخة منه)، وأكثر من ذلك فالمؤسسة العمومية الاستشفائية بسيدي غيلاس لا تتوفّر على طبيبة توليد منذ أكثر من خمس سنوات.

هذا الوضع الذي أصبح يقلق سكان غرب ولاية تيبازة، جعل مديرية الصحة والسكان تقرّر تحويل مستشفى المهام بشرشال إلى مؤسسة استشفائية متخصصة في الأمومة والطفولة حسب تصريح مديرها الدكتور عمراني رغم اعترافه بنقص في الأطباء الأخصائيين ما يستوجب تدخل مركزي من وزارة الصحة لتغطية هذا النقص الذي أصبح يُثير قلق سكان الجهة الغربية للولاية، كما أنّ التوزيع العادل للأخصائيين بين جهات الولاية من شأنه أن يلعب دورا في تجنّب مثل هذه الحالات القاتلة.

ح.خ